في يوم الأرض.. من سيحمينا من البلاستيك؟

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
نجوى عبداللطيف جناحي

اعتمدت الأمم المتحدة بقرار من الجمعية العمومية الثاني والعشرين من أبريل من كل عام يوماً لحماية كوكب الأرض، وأُطلق عليه اسم «اليوم الدولي لأمنا الأرض»، حيث يتذكر العالم كوكب الأرض بيومٍ خُصّص له منذ عام 2009. لكن رغم التذكير المستمر، تظلّ هناك مخاطر بيئية تُهدّد الأرض، وتتعاظم هذه المخاطر يوماً بعد يوم، ويُعتبر البلاستيك أحد أخطر أعداء البيئة، يتمدّد في البحار والبر، ويلوّث الهواء والتربة، ويُهدّد الحياة البرية والبشرية على حدٍّ سواء. فإنتاج البلاستيك تضاعف آلاف المرات منذ منتصف القرن الماضي، فالبلاستيك يدخل في جميع المنتجات سواء الملابس، والأكياس، والأواني، والأثاث، ومواد التغليف، ووسائل المواصلات، وتستخدم المواد البلاستيكية بكميات كبيرة، وتكمن المشكلة أن المواد المصنوعة من البلاستيك تتحلّل ببطء ليمكث في الأرض لمئات السنين، وتتفاقم المشكلة عندما لا تُكبّ المواد البلاستيكية في التربة فقط بل تُكبّ أيضاً في البحار والمحيطات لتُوقع الضّرر على الحياة المائية، ونفوق السلاحف والأسماك وغيرها من الأحياء المائية، فالبلاستيك لم يعد مجرّد نفايات، بل بات مكوّناً من مكونات الهواء والماء، وحتى أجسامنا لم تخلُ من جزئيات البلاستيك البسيطة، فهو تهديد صامت يتراكم يوماً بعد يوم.

مازلت أذكر قبل سنوات قيام بعض المؤسسات الأهلية والمدارس، والجامعات، ووسائل الإعلام من صحافة وتلفزيون، بحملات لتوعية الجمهور للتقليل من استخدام البلاستيك، فوُزّعت أكياس من القماش لحفظ الخبز بها بدلاً من استخدام الأكياس البلاستيكية، وأطلقت حملات التوعية لاستخدام الزجاج عوضاً عن البلاستيك لحفظ المياه بها، وحملات توعية لاستخدام الأكياس الورقية بدلاً من الأكياس البلاستيكية، جهود توعوية كبيرة بُذلت للتقيل من استخدام المواد البلاستيكية، إلا أننا لم نلمس تغيّراً واضحاً في ظاهرة كثرة استخدام المواد البلاستيكية. وأرى بألا نكتفي بحملات التوعية بل نتمنى من الجهات المعنية اتخاذ قرارات بيئة، ووضع التشريعات اللازمة للحدّ من استخدام المواد البلاستيكية والاستعاضة عنها بمواد صديقة بالبيئة، مثل: إلزام المحلات باستخدام أكياس ورقية والأواني الورقية في المطاعم، بدلاً من الأكياس والأواني البلاستيكية، وفرض ضرائب على استخدام البلاستيك، والتفاوض مع المصانع لتقليل استخدام المواد البلاستيكية والاستعاضة عنها بمواد صديقة للبيئة، وتقديم الدعم والتشجيع والامتيازات في الاستثمار في صناعة البدائل المستدامة، ودعم الباحثين والمخترعين لتطوير مواد بديلة للبلاستيك تكون آمنة وفعّالة، والاستثمار في التكنولوجيا الحيوية لإنتاج بلاستيك حيوي قابل للتحلّل، ووضع الضوابط لتغليف المنتجات بالبلاستيك. حفظ الله كوكبنا الجميل.. ودمتم سالمين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق