مقارنة الأطفال بما يملكون انطلاقة لحياتهم

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أ. فضيلة حمّاد

كانت هناك فتاة تُدعى مريم، وكانت دائماً ما تُقارن نفسها بصديقاتها، كانت ترى إحداهن أفضل منها في الدراسة، وأخرى أكثر جمالاً، وثالثة اجتماعية أكثر منها، كانت تشعر بالإحباط، ولكن مع مرور الوقت بدأت تدرك أن كل شخص لديه تجاربه الخاصة، وأن المقارنة بين نفسها وبين الآخرين لا تُجدي نفعاً. قرّرت أن تركز على تطوير نفسها بطريقة فريدة، وبذلك تحقق نجاحات مميّزة في مجالاتها.

هذه قصة رمزية عن «المقارنة» إذ غالباً ما يُقارن أبناؤنا أنفسهم بالآخرين في مرحلة من مراحل حياتهم، ويتأثرون إذا كان لدى زملائهم مهارات أو مواهب لا يمتلكونها، فمثلاً إذا تمّ تكريم طالب في المدرسة؛ بسبب تفوقه في مهارة ما، ولم يتمّ تكريمهم، أو رأوا أن لدى زملائهم علاقات اجتماعية وهم لا يمتلكون تلك المهارة، هنا تبدأ المقارنة السلبية، فيعيشون حالة من الإحباط والمشاعر المؤذية؛ بسبب تركيزهم على ما لدى الآخرين وليس على ما يملكون.

إن من واجبنا كآباء أن نعلّم أبناءنا الوعي لحديثهم مع ذواتهم عند مقارنة أنفسهم بالآخرين، فبدلاً من أن يقول ابننا: «لماذا لا أكون مثل فلان، فهو يمتلك مواهب ومهارات عديدة إلى جانب أنه اجتماعي جداً، ولديه القدرة على تكوين علاقات مع الآخرين؟» ينبغي أن نشجعه على التركيز على المهارات والمواهب التي يمتلكها، وأن نساعده على ذكرها. كما يجب أن نحرص على إبراز قدراته ونقاط قوته، ونذكره بها باستمرار. هذا يساعده على تحسين طريقة حديثه مع نفسه، فيبدأ من مهاراته وقدراته. فيمكنه القول: «أنا قوي في التحدث مع الآخرين، لكنني لست قوياً في تكوين علاقات مع الآخرين، وأنا قادر على تطوير نفسي لاكتساب هذه المهارة».

وتأسيساً على ذلك إذا انطلق الابن للمقارنة الإيجابية، وركّز على مقارنة نفسه بنفسه وبما يملك من قدرات بدلاً من مقارنة نفسه بالآخرين، فإن انطلاقته هذه ستُعزّز ثقته بنفسه وتقديره لذاته، وستجلب له تلك المقارنة مشاعر إيجابية ستكون هي المحفّز نحو تطوّره ونمائه وارتقائه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق