
السبيل
تحت شعار” الانتصار لغزة مسؤولية الأمة ” ينظم “الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين” مؤتمـــــر الــرواد 14 والذي انطلقت فعالياته اليوم السبت في مدينة إسطنبول بتركيا.
بمشاركة نخبة من الرموز والقيادات الوطنية والإعلامية والثقافية والاجتماعية والنقابية والفكرية والشبابية والمؤسسات الناشطة في كل المجالات من حوالي 60 دولة حول العالم، وبحضور رموز المقاومة والعلماء والأسرى المحررين وقادة الحراك الشعبي.
ينعقد المؤتمر في ظل استمرار الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، ولا سيما قطاع غزة، كي يكون محطة استراتيجية لصياغة المبادرات وتطوير آليات الدعم، وابتكار المشاريع والبرامج الجديدة التي من شأنها أن تشرك كل كبير وصغير كل مؤسسة وفرد كل جماعة وأشخاص العرب المسلمين أحرار العالم ليؤثر في هذه المعركة ويساهم في نصرة القضية الفلسطينية.
المؤتمر يشكل فرصة لجمع العاملين في القضية الفلسطينية من أبناء الأمة على صعيد واحد للمزيد من التفاكر والتشاور حول الأدوار المطلوبة للمساهمة الفاعلة أكثر فأكثر في مساندة صمود ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه في غزة وفلسطين.
شهود وجنود في عصر الطوفان
وفي حفل الافتتاح تحدث الأمين العام “للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين” المهندس منير سعيد مرحباً برواد ورائدات المؤتمر راجيا من الله أن يحقق هذا التجمع أهدافه في سبيل نصرة قضية فلسطين وقال:” نعيش شهودا على عصر الطوفان وشاهدين بأن ما يجريه الله على أيدي رجال غزة، وغزة ستكون مقبرة الطغيان ومقبرة العلو الذي يمارسه الاحتلال ويحلم بما يسمى إسرائيل الكبرى. وأضاف: ” إن النماذج التي تقدموها في بلدانكم نماذج مشرفة في نصرة غزة، وأنتم مدعوون للمزيد من العطاء والتوحيد والعمل لتصبح كل أطياف الأمة منخرطة في مشروع التحرير “.
فرصة النصرة ما زالت متاحة
وبدوره أكد الشيخ أحمد الإبراهيمي رئيس جمعية البركة للعمل الإغاثي والإنساني أن أهل غزة ينظرون إلى هذا المؤتمر وينتظرون الخيرمنا، وقال: “لا نستطيع اليوم أن نقول إننا قدمنا شيئا لغزة في ظل العدوان الوحشي، فهم يحتاجون المزيد من الأمة، ما زالت الفرصة بين أيدينا أن يخرج مؤتمرنا اليوم بشيء من الأمل لأهل غزة”.
واجب شرعي على ملياري مسلم
من جانبه أكد الأستاذ حليس أيدمير رئيس هيئة الشؤون الدينية التركية على الواجب الشرعي لملياري مسلم في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة ومساعدتهم ودعمهم، وخاطب الفرد فقال:” إن كنا نريد أن نضع بين يدي الله المعذرة نحن كأفراد علينا أن ننقذ أنفسنا بالدعاء المستمر لغزة والإنفاق بسخاء ومقاطعة الشركات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي والعمل على توعية الرأي العام كل في بلده”.
طوفان الوعي
وفي كلمة الائتلاف العراقي لنصرة القدس وفلسطين أكد الدكتور حسين الزبيدي أننا تربينا على أن الجهاد في سبيل الله أسمى أمانينا لكننا بتنا كحركات وأحزاب نخالف هذا المبدأ بتقديم أنفسنا فقد على أننا حركات إصلاحية فقط. وأضاف:” أمامنا مسؤولية كبيرة في نشر الوعي والمساهمة في طوفان الوعي لدى الشعوب ودفعهم لنصرة أهل غزة والمساهمة في هذا الشرف العظيم، كي لا نكون في صف الخذلان لا سمح الله.”
شركاء في النصر
وبعدها ألقى الأسير المحرر جاسر البرغوثي كلمة المنتدى الفلسطيني للاتصال والعلاقات ” براق” التي أكد فيها أن الكلام لن يكون أبلغ من دماء غزة والقدس والضفة وتضحيات أهل فلسطين، ونحن في هذه اللحظات التاريخية من حياة أمتنا، إذ نجتمع في هذا المؤتمر وكلنا له وزنه في بلده، فعلينا أن نضع البرامج الحقيقة والمشاريع الفاعلة التي تساهم أكثر فأكثر في نصرة غزة. وقال: “هذه النفوس المشاركة في هذا المؤتمر لا نجتمع للقول والشعارات فقط، بل يجب أن نكون شركاء في النصر، كما يجب علينا أن نقود الأمة في طوفان الوعي، ونحن نستطيع أن نحقق الهدف الأسمى من الطوفان وهو تحرير المسجد الأقصى المبارك.”
هدف كبير ومسؤولية أكبر
وفي كلمة حركة الإنسان ومدنيات أكد الأستاذ كمال بوزدان أن غزة تقدم نموذجاً مشرفاً للأمة جمعاء ومن واجبنا أن نقدم كل ما يلزم في سبيل نصرتها، فمسؤوليتنا كبيرة تجاهها وقال:” يجب أن يكون اجتماعنا اليوم في هذا المؤتمر لهدف كبير هو نصرة أهلنا في فلسطين لا سيما غزة، فهم قدموا أطفالهم وبيوتهم، فيجب علينا أن نساهم بالمال لتثبيتهم”.
معركة ضد المشروع الصهيوني لا تحتمل الحياد
وكان لعلماء الأمة كلمتهم التي ألقاها الشيخ الدكتور عصام البشير نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والذي خاطب فيها المجتمعين الذي جاؤوا ليلبوا صرخة أرض الرباط، ويجيبوا أنين المسجد الأقصى وقد أعياه الجرح من كثرة الطعن، وأَضاف:” قد جئتم من مشارق الأرض ومغاربها لتجددوا العهد مع الله ولتحملوا أمانة التكليف في الانخراط في المعركة الكبرى ضد المشروع الصهيوني والتي لا تحتمل الحياد”.
غزة الدرس والرسالة والاختبار
وبعدها ألقى النائب في البرلمان التركي الأستاذ محمد بايكان كلمته التي وجه فيها التحية لغزة وشهدائها وقادتها ولمقاومتها وقال: ” غزة أعطتني درساً ورسالة أن ساعتي كانت متوقفة وكنت أظن أن أهل فلسطين أيتام ولا أحد يقف معهم واكتشفت أن الأيتام هم نحن، فغزة تدافع عن شرفها وأمتها ونحن العاجزون الأيتام” وقال:”غزة اختبار للإنسانية فلنأخذ مكاننا في هذا الاختبار أمام الله عز وجل”.
قضية الأمة جمعاء
من جهته ألقى الدكتور مالكوف كادير كورمانبيكوفيتش “مستشار رئيس جمهورية قيرغيزستان” كلمة آسيا الوسطى التي أكد فيها أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية وإنسانية بل هي امتحان للامة والإنسانية أجمع، لذلك ندعو جميع الدول لاتخاذ الموقف الواضح والعملي لدعم الشعب الفلسطيني فالقضية ليست فقط في غزة ضد الاحتلال بل هي مقاومة الأمة كلها ضد مشروع الصهيونية في العالم، وأضاف: “نعمل على بناء جسور التعاون الدولي ومنصات الحوار والتضامن من أجل إيصال صوت المظلومين في فلسطين”.
سقوط أقنعة وارتفاع رايات
وللأسرى صوتهم في هذا المؤتمر، فكانت كلمة الأسير المحرر القائد عبد الناصر عيسى الذي حيا فيها غزة ومقاومتها وفلسطين وأسراها وقال:
“سقطت الأقنعة عن وجه الغرب والمتصهينين وارتفعت راية الإسلام وراية العزة وراية المقاومة، فكونوا مع غزة حتى تقف على قدميها وتنتصر، فغزة لن تسقط لأن الله معها وبتضحيات أهلها وبكم وبجهودكم التي ينبغي أن تكون على قدر المسؤولية”
مستقبل القضية مرتبط بمستقبل الأمة
بدوره أكد رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية أ. عبد العالي حساني شريف أن
طوفان الأقصى جعل القضية الفلسطينية القضية الأولى في العالم تشد إليها كل الأنظار وتشد إليها كل القرارات وتشد إليها كل السياسات. وأضاف: “الأمر بين أيدينا كي نكون سندا لغزة ومن خلال المؤتمر ينبغي أن نركز على مستقبل القضية المرتبط بمستقبل الأمة وعلى مستقبل التحرير المرتبط بتحرر كل الأمة كلها”.
دور ومهمة للارتقاء بمستوى الحدث
وتكلم في المؤتمر الأستاذ أسامة حمدان عضو المكتب السياسي لحركة حماس فقال:
“هذا المؤتمر كان له دور كبير على مدار14 عام. واليوم، ليكن دورنا كيف نرتقي بمستوى تضحيات غزة ونفكر كيف ندخل عوامل جديدة في المعركة، كي يدرك الاحتلال أن معركته لن تقتصر مع شعب فلسطين بل ستكون معركة مع الأمة جمعاء”
انخراط في معركة التحرير
من جهته قال رئيس الحركة الإسلامية في لبنان محمد طقوش:” لم يكن صانع الطوفان يريد منا أن نجمع التبرعات فقط، بل أراد لنا أن نغير طريقة التفكير وأن ننخرط في معركة التحرير وأن نفقه واجب الوقت ونتحرك في كل الميادين”.
كلمة المقاومة
وفي هذا المؤتمر كانت كلمة المقاومة التي ألقاها الأستاذ خالد مشعل رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في الخارج الذي خاطب فيها المجتمعون في كلمته المسجلة فقال: “يا من تعتبرون فلسطين قضيتكم، والأقصى قبلتكم، والكيان الصهيوني عدوكم، يا من حملتم قضية غزة في بلادكم وبين أهليكم إسنادا ودعما في كل المحافل، أقول لكم غزة تمر وتذبح والعالم يتفرج عليها، وغزة تجوع وتعطش، لا يليق بأمة أن تقف عاجزة أمام ملايين إخوانكم يموتون جوعا وعطشا”. كما أكد أن القدس تتعرض لأبشع حملة تهويد ويوشك أن يهدم المسجد الأقصى، والضفة كذلك تضم أراضيها وتستباح مناطقها ونحن أمام لحظة حاسمة فالكيان يحاول أن يمارس البلطجة والهيمنة السطوة على الجميع في المنطقة، ويتآمر على الجميع فهل نقبل أن نعيش تحت العصر الصهيوني.؟! لا والله.
وأضاف: “لتكون خطة عملكم وجدول أعمالكم أن تعلو صوتكم أمام قاداتكم وزعمائكم أن تطلبوا منهم التحرك لإيقاف الحرب أن تغضبوا و تعلنوا غضبكم بالاحتشاد في الميدان والساحات وأن تبذلوا كل جهد لكسر الحصارعن غزة.
وبهذه الكلمة انتهى حفل الافتتاح لتبدأ بعده فعاليات ندوات المؤتمر.
والجدير بالذكر أن المؤتمر يستمر لمدة يومين، ويتضمن مجموعة من الجلسات والورش التخصصية وعروض الفيديو بالإضافة إلى معارض فنية وتراثية وفكرية تذكر العالم بمعاناة أطفال غزة ونسائها والأسرى داخل سجون الاحتلال وبتضحيات الصحفيين والإعلاميين، وذلك لتعزيز فكرة المقاومة والصمود والثبات لشعبنا الفلسطيني. ونشر الوعي لدى الأمة بهذه القضية المشرفة، قضية فلسطين قضية الأمة.
0 تعليق