loading ad...
عمان– في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها المجال التعليمي والتحول نحو منظومة تعليم حديثة تواكب متطلبات الحياة العصرية، تبرز الأنشطة اللاصفية كعنصر جوهري لتعزيز مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة.اضافة اعلان
وبينما توفر هذه الأنشطة بيئة تعليمية محفزة تُشجع الطلبة على تطبيق المعرفة النظرية في مواقف عملية، ما يدعم قدرتهم على تحليل القضايا واكتشاف الحلول بأسلوب مبتكر، رأى خبراء تربويون أن الأنشطة التربوية عامة والأنشطة للاصفية التي تركز على تنمية مهارات التفكير النقدي خاصة، تعد قلب العملية التعليمية وأساس التعلم لأنها تضفي الحيوية والتميز على التعلم، وتغني تجربة الطلبة التعلمية، وتتيح لهم إظهار إبداعاتهم وابتكاراتهم.
وبينوا في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، أن الأنشطة اللاصفية ترفع من كفاءة العملية التعليمية من خلال إعداد خريجين يمتلكون مهارات حياتية متكاملة، قادرين على التكيف مع المتغيرات، والتفكير النقدي، والعمل الجماعي، والتواصل الفعّال.
واعتبروا أن الأنشطة التعليمية، بما فيها اللاصفية، تلعب دورا حيويا في تعزيز مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة، إذ تعد من الركائز الأساسية في بناء منظومة تعليمية فعالة تتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.
ركائز أساسية
وفي هذا الصدد، أكد الخبير التربوي د. محمد أبو غزلة، أن النشاطات التربوية عامة والنشاطات اللاصفية، تعد من الركائز الأساسية في العملية التربوية والتعليمية لما لها من دور في تنمية شخصية الطالب بشكل متكامل؛ لأنها تخرج التعليم من إطاره النظري المحدد في محتوى تعليمي مرتبط بمادة دراسية داخل الغرفة الصفية بحيث ينفذ إلى فضاء أوسع من التفاعل والتطبيق العملي.
واعتبر أبو غزلة أن هذا الأمر يزيد من دافعية المتعلم ويشجعه على ممارسة جميع مهارات التفكير، وأهمها مهارات التفكير النقدي التي تعززها بعض الأنشطة التربوية وتعمل على تنمية قدرة الطلبة على التحليل العميق وتقييم الأفكار واستخلاص النتائج.
وقال إن الأنشطة التربوية اللاصفية والمخطط لها وذات الأهداف التعليمية والتنموية، والتي تركز على تنمية مهارات التفكير النقدي، تعد أهم الإستراتيجيات والوسائل والأدوات للاستثمار في عقول الطلبة، الأمر الذي يستدعي أن تتجاوز العملية التعليمية وتتعدى حدود المناهج التقليدية وموضوعات التعلم لتشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة التربوية المرافقة للمناهج الدراسية التي تساهم في بناء شخصية الطالب وتعزز موضوعات التعلم بطرق مبتكرة لديه.
وأضاف إن ذلك يعمل على مساعدته في تطوير مهارات التفكير النقدي والحوار والتفاوض والإقناع، وحل المشكلات التي يتعرض لها والتفكير في الحلول الممكنة لها ومهارات العمل والقيادة، إضافة إلى تمكينه من مهارات العمل الجماعي.
كما تسهم في اكتشاف ميوله ومواهبه وتحسن من تعلمه، وتساعد المعلمين في توجيه الطلبة بشكل أفضل لتحسين أدائهم وأساليب تلبية احتياجات المتعلمين، ولذا فإن من المهم أن تركز هذه الأنشطة اللاصفية على تنمية مهارات التفكير النقدي على اختلاف أنواعها، الرياضية، والثقافية والفنية والمسرحية، وأنشطة الرحلات التعليمية والمخيمات الكشفية والبيئية والنشاطات الاجتماعية والتطوعية وورش العمل والحوارات والمناقشات وغيرها، بحسبه.
تنمية مهارات التفكير
وأشار إلى أن الأنشطة اللاصفية التي تنمي مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة، تقوم بدور محوري في تنمية مهارات تفكيرهم؛ إذ توفر لهم بيئة تعليمية تفاعلية تشجعهم على التعبير عن آرائهم والاستماع لوجهات نظرهم، والتحليل، والتفسير، والمقارنة، وطرح الأسئلة الهادفة، من خلال تنفيذ وممارسة أنشطة تربوية جماعية، مثل إجراء الحوارات والعروض التقديمية، والمشاريع البحثية، حيث يتعلم الطلبة فيها كيفية تقييم المعلومات من مصادر متعددة، وتقديم الحجج والبراهين، واتخاذ قرارات مبنية على الأدلة والمنطق.
كما تتيح لهم هذه الأنشطة الفرصة لتبادل وجهات النظر، ما يعزز من قدرتهم على احترام الآراء المختلفة وتقبل النقد، وبناء أفكارهم الخاصة بشكل واع وعرضها بوضوح، ما ينعكس إيجابا على تفاعلهم داخل الصف وخارجه، كما أن هذا لا يثري الجانب المعرفي للمناهج الدراسي فحسب، بل يحسن من جودة تعليمهم ويسهم أيضا في إعداد جيل قادر على التفكير المستقل واتخاذ مواقف مدروسة في حياة الطالب الأكاديمية والمجتمعية، بحسب أبوغزلة.
وأوضح أن الأنشطة التربوية عامة والأنشطة اللاصفية التي تركز على تنمية مهارات التفكير النقدي خاصة، تعد قلب العملية التعليمية وأساس التعلم؛ لأنها تضفي الحيوية والتميز على التعلم، وتغني تجربة الطلبة التعلمية، وتتيح لهم إظهار إبداعاتهم وابتكاراتهم، وتعكس أهمية التعليم في جوانب ثقافية واجتماعية، ولذا لا بد أن تنطلق هذه الأنشطة التربوية من خارج نطاق الكتب والنظريات، وأن تركز على إبراز قدرات الطلبة ومهاراتهم النقدية والإبداعية والابتكارية التي تنمي شخصياتهم بجوانبها المختلفة، إضافة إلى تحفيزهم على التعلم لتسهم في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية.
ودعا الوزارة والقائمين على الأنشطة التربوية إلى التوسع في تبني الأنشطة التربوية اللاصفية، وتوجيهها لتنمية مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة، لما لها من أهمية لدى الطلبة، وأن تعمل على تنظيم الأنشطة المركزية وتوفير بيئة تعليمية تفاعلية في المدارس وخارجها، بحيث تحفز الطلبة على التفكير المستقل والتقييم النقدي للمواقف المختلفة وتطوير مهارات التحليل، والتفسير، والعمل الجماعي، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات، وإتاحة الفرصة لهم لتطبيق ما تعلموه في الحياة الواقعية.
كما من المهم، بحسب أبوغزلة، لمديريات التربية والتعليم أن تشجيع على التوسع في تنظيم الأنشطة الثقافية والفنية، والرياضية، والاجتماعية التطوعية، والبيئية التي تركز على تنمية مهارات التفكير النقدي وغيرها، ومتابعة المدارس لتوفير بيئة تعليمية شاملة تدعم التفكير النقدي داخل الصفوف الدراسية وخارجها؛ لتصب في تحسين جودة التعليم.
وبين أن على المدرسة والكادر التدريسي والإداري في المدارس، وخاصة المعلمين المعنيين بالأنشطة المدرسية، تنظيم الأنشطة المتنوعة التي تتيح للطلبة فرصة استكشاف مفاهيم جديدة، وتحليل المواقف، وعليهم تشجيع الطلبة على التفكير النقدي من خلال التفاعل مع تجارب حية ومواقف عملية تتطلب منهم التحليل، والتقييم، واتخاذ قرارات مبنية على الأدلة، لا سيما أن المعلم هو الموجه الرئيس في تفعيل هذه الأنشطة.
واعتبر أن نجاح الأنشطة التربوية التي تنمي التفكير الناقد لدى الطلبة وتسهم في تحسين جودة تعلم الطلبة والنظام التعليمي ككل، تتطلب تخطيطا وتنسيقا وتنفيذا ومتابعة بين جميع القائمين على النشاطات التربوية في مركز الوزارة والعاملين في مديريات التربية والتعليم والمدارس؛ لضمان تلبية احتياجات الطلبة واهتماماتهم، وتمكينهم من المشاركة في أنشطة تفاعلية تعزز من فهمهم، وامتلاك مهارات التفكير النقدي ومساعدتهم على تطوير مهارات جديدة لديهم للتكيف والتعامل معها، ومواجهة تحديات المستقبل الذي أصبح يسوده الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي.
عناصر جوهرية
بدورها، رأت الخبيرة التربوية الدكتورة حنان العمري، أن الأنشطة اللاصفية تعد أحد العناصر الجوهرية في منظومة التعليم الحديثة، وتمثل مجموعة من الفعاليات والبرامج التي تُقام خارج الإطار الزمني والمكاني للحصص الدراسية النظامية، لكنها لا تقل أهمية عن المحتوى الأكاديمي الرسمي.
وأضافت العمري إن هذه الأنشطة تنطلق من رؤية تربوية تهدف إلى بناء شخصية الطالب بشكل متكامل، وتنمية مهاراته واهتماماته المتعددة في بيئة تعليمية مرنة ومحفزة، فهي ليست أنشطة ترفيهية فحسب، بل أدوات تربوية تسهم في تكوين الطالب نفسيا واجتماعيا وفكريا.
وأشارت إلى أن الدراسات والخبرات التربوية تظهر أن للأنشطة اللاصفية أثرا إيجابيا ملموسا على الجانب التعليمي والتحصيلي للطلبة، إذ تُعزز من التفاعل مع المحتوى الأكاديمي، وتُسهم في ترسيخ المفاهيم النظرية من خلال التطبيق العملي والتجريب، كما تدعم دافعية الطالب للتعلم، وتمنحه الفرصة ليصبح فاعلا ومشاركا في بيئته التعليمية، لا متلقيا سلبيا فقط.
وأضافت إن الأهم من ذلك أنها تُمثل بيئة خصبة لتنمية مهارات التفكير العليا، وعلى رأسها مهارة التفكير النقدي، وهي إحدى أهم المهارات المطلوبة في القرن الحادي والعشرين.
وقالت إن الأنشطة اللاصفية، من خلال طبيعتها التفاعلية والمفتوحة، تُوفر للطالب مواقف حياتية حقيقية تُحفّزه على الملاحظة الدقيقة، والتحليل العميق، والمقارنة بين الخيارات، واتخاذ القرارات، وطرح الأسئلة، ومراجعة النتائج، سواء كان ذلك من خلال النقاشات في الأندية الثقافية، أو إعداد العروض في البرامج البيئية، أو التخطيط لحملات توعوية، أو تصميم تجارب علمية، حيث يُمارس الطالب التفكير النقدي بشكل عملي ومتدرّج.
وبينت العمري أن هذا النوع من التفكير لا يُكتسب في الغالب من خلال الحصص التقليدية وحدها، بل يتطلب بيئة مشجعة على النقاش، والتجريب، والتعبير، وتعدد وجهات النظر، وهو ما تتيحه الأنشطة اللاصفية بامتياز.
أما على مستوى جودة مخرجات التعليم، فاعتبرت أن الأنشطة اللاصفية ترفع من كفاءة العملية التعليمية من خلال إعداد خريجين يمتلكون مهارات حياتية متكاملة، قادرين على التكيف مع المتغيرات، والتفكير النقدي، والعمل الجماعي، والتواصل الفعّال، وهي معايير أصبحت أساسية في تقييم جودة التعليم المعاصر.
ونوهت بأن الأنشطة اللاصفية تمثل عنصرا أساسيا في بناء تعليم متكامل وجذاب، لا يقتصر على المعرفة النظرية، بل يعزز من نمو الطالب عقليا، ونفسيا، واجتماعيا، وهي رافدٌ حيوي لترسيخ التفكير النقدي، ودعم جودة التعلم، وبناء جيل من المتعلمين القادرين على التفكير الحر، والتحليل، والتعبير، والمساهمة الفاعلة في مجتمعاتهم.
مهارات العصر
من جهته، اعتبر الخبير التربوي عايش النوايسة أن عملية تنمية مهارات التفكير بشكل عام والتفكير النقدي بشكل خاص، تحتل مكانة بارزة في أذهان الخبراء وواضعي المناهج والقائمين على عمليات تعلم وتعليم الطلبة، وبشكل خاص المعلمين، إذ إن العصر الحالي يتطلب امتلاك الطلبة مهارات عالية في التفكير واتخاذ القرارات والاختيارات وحل المشكلات، والقيام بالمبادرات لما يواجههم من مواقف جديدة.
وأضاف النوايسة إن أصوات التربويين والمتخصصين في معظم اللقاءات والمؤتمرات تنادي بضرورة تطوير مهارات التفكير النقدي وعملياته لدى جميع الطلبة، وفي جميع المراحل العمرية لبناء جيل مفكر، آخذين في الاعتبار أن تلك المهارات والعمليات لا توجد صدفة ولا تنمو تلقائيا، بل يجب تعليمها والتدريب عليها من خلال الأنشطة التعليمية داخل الصف وخارجه، والتي تشتمل على المحتوى التعليمي، سواء كانت فردية أو جماعية، ورقية أو رقمية، ما يساعد على تحويل التعليم من مجرد عملية تلقين إلى تجربة تفاعلية تحفز العقل وتنمي مهارات التفكير العليا.
وبين أن الانشطة التعليمية، بما فيها اللاصفية، تلعب دورا حيويا في تعزيز مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة، إذ تعد من الركائز الأساسية في بناء منظومة تعليمية فعالة تتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين، حيث تساهم هذه الأنشطة بشكل كبير في تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة، والتي تعّد اليوم الهدف الرئيس لتمكين الطلبة منها وإعدادهم للحياة.
وقال إن تلك الأنشطة تعّد وسيلة فعالة لتنمية مهارات التفكير العليا، مثل مهارات التحليل والتقييم وحل المشكلات، وهي مهارات ضرورية لبناء جيل قادر على التعامل مع المتغيرات المتسارعة في مختلف المجالات، كما تعزز من مبدأ التعلم النشط، حيث يصبح الطالب مشاركا فعليا في بناء المعرفة وإنتاجها، بدلا من كونه متلقيا.
وأضاف: "كما أنها تعمل على تعزيز الفهم العميق والاستيعاب من خلال التفاعل مع المعلومات وتحليلها ونقدها، ما يتيح للطلبة إعادة صياغتها وربطها بخبراتهم السابقة، وبالتالي ترسيخ المفاهيم بشكل أكثر ديمومة مقارنة بالتعليم التقليدي.
كما تساهم الأنشطة التفاعلية اللاصفية في زيادة دافعية الطلاب نحو التعلم، من خلال توفير أجواء مشوقة وتحديات محفزة تكسر رتابة الدروس النظرية، ما يحول التعليم إلى تجربة شبه تطبيقية قائمة على التحليل والتفكير النقدي بعيدا عن الحفظ والتلقين، بحسبه.
ورأى أن امتلاك الطلبة المهارات التفكير النقدي من خلال الأنشطة التعليمية وتضمينها أثناء عمليات تفكيره، يمثل الوسيلة التي تكشف عن اهتمام المتعلم بعمليات تفكيره وفهمه لها، والتي تتمثل بالتخطيط الواعي بالإستراتيجيات، ومراقبة الفرد للخطوات التي يتخذها أثناء حل المشكلات، وتقييم كفاءة تفكيره على أداء عمله.
وبين النوايسة أن تكامل الأنشطة التعليمية داخل الصف وخارجه يوفر بيئة تعلم غنية ومتنوعة تعزز لدى الطلبة القدرة على التفكير بعمق، وتحليل المعلومات بشكل فعال، وإصدار أحكام مستنيرة، وحل المشكلات بطرق إبداعية، وهي جميعها مكونات أساسية لمهارات التفكير النقدي.
وبينما توفر هذه الأنشطة بيئة تعليمية محفزة تُشجع الطلبة على تطبيق المعرفة النظرية في مواقف عملية، ما يدعم قدرتهم على تحليل القضايا واكتشاف الحلول بأسلوب مبتكر، رأى خبراء تربويون أن الأنشطة التربوية عامة والأنشطة للاصفية التي تركز على تنمية مهارات التفكير النقدي خاصة، تعد قلب العملية التعليمية وأساس التعلم لأنها تضفي الحيوية والتميز على التعلم، وتغني تجربة الطلبة التعلمية، وتتيح لهم إظهار إبداعاتهم وابتكاراتهم.
وبينوا في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، أن الأنشطة اللاصفية ترفع من كفاءة العملية التعليمية من خلال إعداد خريجين يمتلكون مهارات حياتية متكاملة، قادرين على التكيف مع المتغيرات، والتفكير النقدي، والعمل الجماعي، والتواصل الفعّال.
واعتبروا أن الأنشطة التعليمية، بما فيها اللاصفية، تلعب دورا حيويا في تعزيز مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة، إذ تعد من الركائز الأساسية في بناء منظومة تعليمية فعالة تتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.
ركائز أساسية
وفي هذا الصدد، أكد الخبير التربوي د. محمد أبو غزلة، أن النشاطات التربوية عامة والنشاطات اللاصفية، تعد من الركائز الأساسية في العملية التربوية والتعليمية لما لها من دور في تنمية شخصية الطالب بشكل متكامل؛ لأنها تخرج التعليم من إطاره النظري المحدد في محتوى تعليمي مرتبط بمادة دراسية داخل الغرفة الصفية بحيث ينفذ إلى فضاء أوسع من التفاعل والتطبيق العملي.
واعتبر أبو غزلة أن هذا الأمر يزيد من دافعية المتعلم ويشجعه على ممارسة جميع مهارات التفكير، وأهمها مهارات التفكير النقدي التي تعززها بعض الأنشطة التربوية وتعمل على تنمية قدرة الطلبة على التحليل العميق وتقييم الأفكار واستخلاص النتائج.
وقال إن الأنشطة التربوية اللاصفية والمخطط لها وذات الأهداف التعليمية والتنموية، والتي تركز على تنمية مهارات التفكير النقدي، تعد أهم الإستراتيجيات والوسائل والأدوات للاستثمار في عقول الطلبة، الأمر الذي يستدعي أن تتجاوز العملية التعليمية وتتعدى حدود المناهج التقليدية وموضوعات التعلم لتشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة التربوية المرافقة للمناهج الدراسية التي تساهم في بناء شخصية الطالب وتعزز موضوعات التعلم بطرق مبتكرة لديه.
وأضاف إن ذلك يعمل على مساعدته في تطوير مهارات التفكير النقدي والحوار والتفاوض والإقناع، وحل المشكلات التي يتعرض لها والتفكير في الحلول الممكنة لها ومهارات العمل والقيادة، إضافة إلى تمكينه من مهارات العمل الجماعي.
كما تسهم في اكتشاف ميوله ومواهبه وتحسن من تعلمه، وتساعد المعلمين في توجيه الطلبة بشكل أفضل لتحسين أدائهم وأساليب تلبية احتياجات المتعلمين، ولذا فإن من المهم أن تركز هذه الأنشطة اللاصفية على تنمية مهارات التفكير النقدي على اختلاف أنواعها، الرياضية، والثقافية والفنية والمسرحية، وأنشطة الرحلات التعليمية والمخيمات الكشفية والبيئية والنشاطات الاجتماعية والتطوعية وورش العمل والحوارات والمناقشات وغيرها، بحسبه.
تنمية مهارات التفكير
وأشار إلى أن الأنشطة اللاصفية التي تنمي مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة، تقوم بدور محوري في تنمية مهارات تفكيرهم؛ إذ توفر لهم بيئة تعليمية تفاعلية تشجعهم على التعبير عن آرائهم والاستماع لوجهات نظرهم، والتحليل، والتفسير، والمقارنة، وطرح الأسئلة الهادفة، من خلال تنفيذ وممارسة أنشطة تربوية جماعية، مثل إجراء الحوارات والعروض التقديمية، والمشاريع البحثية، حيث يتعلم الطلبة فيها كيفية تقييم المعلومات من مصادر متعددة، وتقديم الحجج والبراهين، واتخاذ قرارات مبنية على الأدلة والمنطق.
كما تتيح لهم هذه الأنشطة الفرصة لتبادل وجهات النظر، ما يعزز من قدرتهم على احترام الآراء المختلفة وتقبل النقد، وبناء أفكارهم الخاصة بشكل واع وعرضها بوضوح، ما ينعكس إيجابا على تفاعلهم داخل الصف وخارجه، كما أن هذا لا يثري الجانب المعرفي للمناهج الدراسي فحسب، بل يحسن من جودة تعليمهم ويسهم أيضا في إعداد جيل قادر على التفكير المستقل واتخاذ مواقف مدروسة في حياة الطالب الأكاديمية والمجتمعية، بحسب أبوغزلة.
وأوضح أن الأنشطة التربوية عامة والأنشطة اللاصفية التي تركز على تنمية مهارات التفكير النقدي خاصة، تعد قلب العملية التعليمية وأساس التعلم؛ لأنها تضفي الحيوية والتميز على التعلم، وتغني تجربة الطلبة التعلمية، وتتيح لهم إظهار إبداعاتهم وابتكاراتهم، وتعكس أهمية التعليم في جوانب ثقافية واجتماعية، ولذا لا بد أن تنطلق هذه الأنشطة التربوية من خارج نطاق الكتب والنظريات، وأن تركز على إبراز قدرات الطلبة ومهاراتهم النقدية والإبداعية والابتكارية التي تنمي شخصياتهم بجوانبها المختلفة، إضافة إلى تحفيزهم على التعلم لتسهم في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية.
ودعا الوزارة والقائمين على الأنشطة التربوية إلى التوسع في تبني الأنشطة التربوية اللاصفية، وتوجيهها لتنمية مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة، لما لها من أهمية لدى الطلبة، وأن تعمل على تنظيم الأنشطة المركزية وتوفير بيئة تعليمية تفاعلية في المدارس وخارجها، بحيث تحفز الطلبة على التفكير المستقل والتقييم النقدي للمواقف المختلفة وتطوير مهارات التحليل، والتفسير، والعمل الجماعي، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات، وإتاحة الفرصة لهم لتطبيق ما تعلموه في الحياة الواقعية.
كما من المهم، بحسب أبوغزلة، لمديريات التربية والتعليم أن تشجيع على التوسع في تنظيم الأنشطة الثقافية والفنية، والرياضية، والاجتماعية التطوعية، والبيئية التي تركز على تنمية مهارات التفكير النقدي وغيرها، ومتابعة المدارس لتوفير بيئة تعليمية شاملة تدعم التفكير النقدي داخل الصفوف الدراسية وخارجها؛ لتصب في تحسين جودة التعليم.
وبين أن على المدرسة والكادر التدريسي والإداري في المدارس، وخاصة المعلمين المعنيين بالأنشطة المدرسية، تنظيم الأنشطة المتنوعة التي تتيح للطلبة فرصة استكشاف مفاهيم جديدة، وتحليل المواقف، وعليهم تشجيع الطلبة على التفكير النقدي من خلال التفاعل مع تجارب حية ومواقف عملية تتطلب منهم التحليل، والتقييم، واتخاذ قرارات مبنية على الأدلة، لا سيما أن المعلم هو الموجه الرئيس في تفعيل هذه الأنشطة.
واعتبر أن نجاح الأنشطة التربوية التي تنمي التفكير الناقد لدى الطلبة وتسهم في تحسين جودة تعلم الطلبة والنظام التعليمي ككل، تتطلب تخطيطا وتنسيقا وتنفيذا ومتابعة بين جميع القائمين على النشاطات التربوية في مركز الوزارة والعاملين في مديريات التربية والتعليم والمدارس؛ لضمان تلبية احتياجات الطلبة واهتماماتهم، وتمكينهم من المشاركة في أنشطة تفاعلية تعزز من فهمهم، وامتلاك مهارات التفكير النقدي ومساعدتهم على تطوير مهارات جديدة لديهم للتكيف والتعامل معها، ومواجهة تحديات المستقبل الذي أصبح يسوده الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي.
عناصر جوهرية
بدورها، رأت الخبيرة التربوية الدكتورة حنان العمري، أن الأنشطة اللاصفية تعد أحد العناصر الجوهرية في منظومة التعليم الحديثة، وتمثل مجموعة من الفعاليات والبرامج التي تُقام خارج الإطار الزمني والمكاني للحصص الدراسية النظامية، لكنها لا تقل أهمية عن المحتوى الأكاديمي الرسمي.
وأضافت العمري إن هذه الأنشطة تنطلق من رؤية تربوية تهدف إلى بناء شخصية الطالب بشكل متكامل، وتنمية مهاراته واهتماماته المتعددة في بيئة تعليمية مرنة ومحفزة، فهي ليست أنشطة ترفيهية فحسب، بل أدوات تربوية تسهم في تكوين الطالب نفسيا واجتماعيا وفكريا.
وأشارت إلى أن الدراسات والخبرات التربوية تظهر أن للأنشطة اللاصفية أثرا إيجابيا ملموسا على الجانب التعليمي والتحصيلي للطلبة، إذ تُعزز من التفاعل مع المحتوى الأكاديمي، وتُسهم في ترسيخ المفاهيم النظرية من خلال التطبيق العملي والتجريب، كما تدعم دافعية الطالب للتعلم، وتمنحه الفرصة ليصبح فاعلا ومشاركا في بيئته التعليمية، لا متلقيا سلبيا فقط.
وأضافت إن الأهم من ذلك أنها تُمثل بيئة خصبة لتنمية مهارات التفكير العليا، وعلى رأسها مهارة التفكير النقدي، وهي إحدى أهم المهارات المطلوبة في القرن الحادي والعشرين.
وقالت إن الأنشطة اللاصفية، من خلال طبيعتها التفاعلية والمفتوحة، تُوفر للطالب مواقف حياتية حقيقية تُحفّزه على الملاحظة الدقيقة، والتحليل العميق، والمقارنة بين الخيارات، واتخاذ القرارات، وطرح الأسئلة، ومراجعة النتائج، سواء كان ذلك من خلال النقاشات في الأندية الثقافية، أو إعداد العروض في البرامج البيئية، أو التخطيط لحملات توعوية، أو تصميم تجارب علمية، حيث يُمارس الطالب التفكير النقدي بشكل عملي ومتدرّج.
وبينت العمري أن هذا النوع من التفكير لا يُكتسب في الغالب من خلال الحصص التقليدية وحدها، بل يتطلب بيئة مشجعة على النقاش، والتجريب، والتعبير، وتعدد وجهات النظر، وهو ما تتيحه الأنشطة اللاصفية بامتياز.
أما على مستوى جودة مخرجات التعليم، فاعتبرت أن الأنشطة اللاصفية ترفع من كفاءة العملية التعليمية من خلال إعداد خريجين يمتلكون مهارات حياتية متكاملة، قادرين على التكيف مع المتغيرات، والتفكير النقدي، والعمل الجماعي، والتواصل الفعّال، وهي معايير أصبحت أساسية في تقييم جودة التعليم المعاصر.
ونوهت بأن الأنشطة اللاصفية تمثل عنصرا أساسيا في بناء تعليم متكامل وجذاب، لا يقتصر على المعرفة النظرية، بل يعزز من نمو الطالب عقليا، ونفسيا، واجتماعيا، وهي رافدٌ حيوي لترسيخ التفكير النقدي، ودعم جودة التعلم، وبناء جيل من المتعلمين القادرين على التفكير الحر، والتحليل، والتعبير، والمساهمة الفاعلة في مجتمعاتهم.
مهارات العصر
من جهته، اعتبر الخبير التربوي عايش النوايسة أن عملية تنمية مهارات التفكير بشكل عام والتفكير النقدي بشكل خاص، تحتل مكانة بارزة في أذهان الخبراء وواضعي المناهج والقائمين على عمليات تعلم وتعليم الطلبة، وبشكل خاص المعلمين، إذ إن العصر الحالي يتطلب امتلاك الطلبة مهارات عالية في التفكير واتخاذ القرارات والاختيارات وحل المشكلات، والقيام بالمبادرات لما يواجههم من مواقف جديدة.
وأضاف النوايسة إن أصوات التربويين والمتخصصين في معظم اللقاءات والمؤتمرات تنادي بضرورة تطوير مهارات التفكير النقدي وعملياته لدى جميع الطلبة، وفي جميع المراحل العمرية لبناء جيل مفكر، آخذين في الاعتبار أن تلك المهارات والعمليات لا توجد صدفة ولا تنمو تلقائيا، بل يجب تعليمها والتدريب عليها من خلال الأنشطة التعليمية داخل الصف وخارجه، والتي تشتمل على المحتوى التعليمي، سواء كانت فردية أو جماعية، ورقية أو رقمية، ما يساعد على تحويل التعليم من مجرد عملية تلقين إلى تجربة تفاعلية تحفز العقل وتنمي مهارات التفكير العليا.
وبين أن الانشطة التعليمية، بما فيها اللاصفية، تلعب دورا حيويا في تعزيز مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة، إذ تعد من الركائز الأساسية في بناء منظومة تعليمية فعالة تتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين، حيث تساهم هذه الأنشطة بشكل كبير في تنمية مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة، والتي تعّد اليوم الهدف الرئيس لتمكين الطلبة منها وإعدادهم للحياة.
وقال إن تلك الأنشطة تعّد وسيلة فعالة لتنمية مهارات التفكير العليا، مثل مهارات التحليل والتقييم وحل المشكلات، وهي مهارات ضرورية لبناء جيل قادر على التعامل مع المتغيرات المتسارعة في مختلف المجالات، كما تعزز من مبدأ التعلم النشط، حيث يصبح الطالب مشاركا فعليا في بناء المعرفة وإنتاجها، بدلا من كونه متلقيا.
وأضاف: "كما أنها تعمل على تعزيز الفهم العميق والاستيعاب من خلال التفاعل مع المعلومات وتحليلها ونقدها، ما يتيح للطلبة إعادة صياغتها وربطها بخبراتهم السابقة، وبالتالي ترسيخ المفاهيم بشكل أكثر ديمومة مقارنة بالتعليم التقليدي.
كما تساهم الأنشطة التفاعلية اللاصفية في زيادة دافعية الطلاب نحو التعلم، من خلال توفير أجواء مشوقة وتحديات محفزة تكسر رتابة الدروس النظرية، ما يحول التعليم إلى تجربة شبه تطبيقية قائمة على التحليل والتفكير النقدي بعيدا عن الحفظ والتلقين، بحسبه.
ورأى أن امتلاك الطلبة المهارات التفكير النقدي من خلال الأنشطة التعليمية وتضمينها أثناء عمليات تفكيره، يمثل الوسيلة التي تكشف عن اهتمام المتعلم بعمليات تفكيره وفهمه لها، والتي تتمثل بالتخطيط الواعي بالإستراتيجيات، ومراقبة الفرد للخطوات التي يتخذها أثناء حل المشكلات، وتقييم كفاءة تفكيره على أداء عمله.
وبين النوايسة أن تكامل الأنشطة التعليمية داخل الصف وخارجه يوفر بيئة تعلم غنية ومتنوعة تعزز لدى الطلبة القدرة على التفكير بعمق، وتحليل المعلومات بشكل فعال، وإصدار أحكام مستنيرة، وحل المشكلات بطرق إبداعية، وهي جميعها مكونات أساسية لمهارات التفكير النقدي.
0 تعليق