محرر الموقع
هز انفجار ضخم «ميناء رجائي»، أكبر ميناء تجاري في إيران، صباح اليوم السبت، مخلفًا 8 قتلى وأكثر من 750 مصابًا، وتسبب في أضرار مادية جسيمة أدت إلى تعليق عمليات الميناء لأجل غير مسمى.
وأفادت السلطات الإيرانية أن الانفجار نجم عن حاويات تحتوي على مواد كيميائية خطرة، فيما استبعدت فرضية العمل الإرهابي، بينما نفت إسرائيل أي صلة لها بالحادث.
يقع ميناء رجائي على بعد 14.5 كم غرب مدينة بندر عباس، على الشواطئ الشمالية لمضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، حيث يمر عبره أكثر من 70% من البضائع الإيرانية، مما يجعله الشريان الاقتصادي الرئيسي للبلاد.
وبفضل موقعه الاستراتيجي، يُعد الميناء نقطة محورية في التجارة الإقليمية ومنطقة اقتصادية خاصة، كما يعزز النفوذ البحري الإيراني في ظل قربه النسبي من اليمن (2000 كم بحري)، ما يمنحه أهمية جيوسياسية في معادلات الصراع بالمنطقة.
تسبب الانفجار في تعطيل كامل لعمليات التصدير والملاحة في الميناء، وهو ما يهدد بتداعيات اقتصادية كبيرة على إيران، التي تعتمد على الميناء كبوابة رئيسية لتجارتها الخارجية وصادراتها النفطية.
وأصدرت مؤسسة الجمارك الإيرانية بيانًا يعلن وقف جميع الأنشطة حتى إشعار آخر، بينما تجري السلطات تحقيقًا عاجلاً للوقوف على أسباب الحادث.
تأتي الكارثة في توقيت حساس، بالتزامن مع الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في مسقط، مما يثير تساؤلات حول تأثير الحادث على الديناميكيات الإقليمية والدولية.
ويُعتبر الميناء جزءًا من معادلات التوتر مع الغرب، حيث تلعب إيران دورًا في تأمين طرق الإمداد غير المباشرة عبر مضيق هرمز.
تشير تقارير إلى أن الاستجابة المحلية للحادث كانت بطيئة، مع استمرار الفوضى لساعات، مما يعكس تحديات في إدارة الأزمات.
ومع توقع تعليق العمليات لفترة طويلة، يواجه الاقتصاد الإيراني ضغوطًا إضافية في ظل العقوبات الدولية والتوترات الإقليمية.
تظل الأنظار متجهة نحو التحقيقات الجارية، وسط تكهنات حول ما إذا كان الحادث عرضيًا أم نتيجة عمل تخريبي، خاصة مع الأهمية الاستراتيجية للميناء في دعم الاقتصاد الإيراني ونفوذ طهران البحري.
0 تعليق