اختتم "رالي جميل"، أول رالي ملاحي مخصص للسيدات في الشرق الأوسط، بنجاح نسخته الرابعة، والتي شهدت مرحلة جديدة في مسيرة الحدث، مع توسعة مساره للمرة الأولى خارج حدود المملكة العربية السعودية، انطلاقًا من مدينة البتراء التاريخية في الأردن.
وجرى الحفل الختامي في منطقة القصيم التي تشتهر بإرثها الثقافي وتقاليدها العريقة، برعاية وحضور صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، الذي قام بتكريم الفرق الفائزة، احتفاءً بإنجازهن في هذه النسخة الاستثنائية.
وتوّجت ريم العبود وهانا رييلي من فريق جميل لرياضة المحركات، على متن سيارة تويوتا لاند كروزر برادو، بالمركز الأول بعد أداء ثابت ومتميز عبر المراحل الأربع. وجاءت مشاعل الهويش وتاي بيري من فريق لكزس للسيارات على متن Lexus RX 500H، في المركز الثاني. فيما حلّت فرح زكريا وفرح عطيات من فريق المركزية تويوتا بسيارة تويوتا فورتشنر، في المركز الثالث.
وجاء تنظيم هذه النسخة بدعم من جميل لرياضة المحركات، التابعة لعبداللطيف جميل للسيارات، الموزع المعتمد لسيارات تويوتا في السعودية منذ عام 1955، بدعم من الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية والاتحاد الدولي للسيارات. وقد شارك في الرالي هذا العام 41 فريقاً يمثلون 37 دولة و25 اتحاداً لرياضة المحركات من مختلف أنحاء العالم، في دلالة واضحة على الزخم الدولي المتزايد الذي يحظى به الحدث.
وعلى مدى ستة أيام، قطعت المتسابقات أكثر من 1,600 كيلومتر، سلكن خلالها مسارات تجمع بين التحديات التقنية والتجارب الثقافية، بدءاً من الممرات الصخرية الخلابة في البتراء، مروراً بسلاسل جبال تبوك، والمناظر التاريخية في العلا، ثم الكثبان الرملية في حائل، وصولاً إلى ختام المسار في القصيم، التي تتميز ببساتينها الوارفة وأراضيها الخصبة. ولم يكن هذا المسار مجرد اختبار للمهارة والتحمل، بل كان رحلة لإبراز المكانة المتنامية لكل من المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية كوجهتين عالميتين لسياحة المغامرات ورياضة المحركات.
وفي هذا السياق، صرّح منير خوجة، المدير العام التنفيذي لجميل لرياضة المحركات والاتصالات التسويقية في عبداللطيف جميل للسيارات، قائلاً: "يواصل رالي جميل توسعه وتطوره، وفتح آفاق جديدة لرياضة المحركات، ليُثبت عامًا بعد عام أن الطموح لا يعرف حدودًا. ومن دواعي فخرنا أن نرى مبادرة انطلقت من السعودية، تتحوّل إلى منصة عالمية تعكس قيم التمكين والتطور والطموح، التي تنسجم تمامًا مع رؤية 2030. إن ما حققته المشارِكات في هذا الرالي يعد محطة فارقة تجسد روح الإصرار والتضامن، ورمزاً لكل امرأة قادت، وتحدّت، وألهمت في هذه الرحلة الاستثنائية. نُهنئ جميع الفرق على هذا الأداء الرائع، ونفخر بكل خطوة قطعناها سويًا نحو مستقبل أكثر شمولًا وإبداعًا."
من جهتها، عبّرت ريم العبود الفائزة بالمركز الأول عن فخرها بهذا الإنجاز، قائلة: "إن الوقوف على منصة التتويج في ختام هذا الرالي هو لحظة سأفتخر بها مدى الحياة. تجاوزنا المسافات والصعوبات وتشاركنا لحظات ستظل محفورة في الذاكرة، وتعلمنا أن القيادة ليست فقط على الطرق، بل في اتخاذ القرار، وتحمل المسؤولية، والثبات وقت التحدي. هذا الفوز ما هو إلا دليل على ما تستطيع المرأة تحقيقه بالإصرار والعزيمة. وأنا فخورة بهذا الإنجاز وبأن أكون جزءًا من هذه التجربة التي جمعت نساء استثنائيات من مختلف أنحاء العالم، وأحمله اليوم بكل امتنان لوطني ولكل من آمن بي طوال هذه الرحلة. وأتوجه بخالص الشكر إلى جميل لرياضة المحركات على دعمهم الدائم وإيمانهم بنا خلال هذه المسيرة."
منذ انطلاقه في عام 2022، كان رالي جميل رافدًا قويًا لمشاركة المرأة في رياضة المحركات، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، من خلال كسر الحواجز وتقديم منصة تضع المهارة والتصميم في صدارة الأولويات. وعلى عكس الراليات التقليدية التي تعتمد على السرعة، يركز رالي جميل على الملاحة والقرارات الاستراتيجية، مقدمًا للمشاركات تجربة فريدة تمزج بين المغامرة والأداء التقني والفني، مما يضفي عمقًا وتحديًا جديدًا للرياضة.
0 تعليق