أبريل 27, 2025 8:09 م
كاتب المقال : عبد الله المجالي

أعلن الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، قبل يومين أن مقاتلي القسام، “تبايعوا على الثبات حتى النصر أو الشهادة، في العقد القتالية والكمائن الدفاعية وجاهزون للمواجهة”.
لا أعتقد أن هذا كان إعلانا دعائيا، أو نوعا من الحرب النفسية التي أتقنها الملثم، بقدر ما هو رسالة واضحة وصريحة للجميع، وهي أن المقاومة ستقاتل حتى النهاية؛ فإما النصر وإما الشهادة، ولا خيار ثالث بينهما.
تدرك المقاومة أن رأسها مطلوب ليس صهيونيا فقط، بل أمريكي وغربي وحتى عربي وفلسطيني، وتدرك أن المؤامرة ما زالت عليها كبيرة ومستمرة، وتدرك أن الإرهابي المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية نتنياهو، لا زال يحلم بالقضاء على المقاومة. ولهذا جاءت الرسالة واضحة تماما.
رسالة الملثم المكتوبة تزامنت مع عمليات بطولية للمجاهدين أثخنت في العدو، وأعادت المشهد إلى البدايات، وهي رسالة عملية تقول إن الرهان على انكسار إرادة المقاومة رهان خاسر.
يزيد من إصرار المقاومة على القتال والمواجهة حتى النهاية، إدراكها بأن رأسها ليس مطلوبا لذاته، بل هو تمهيد لتركيع غزة التي صمدت وقدمت تضحيات ضخمة، وتمهيد لتصفية القضية الفلسطينية.
المقاومة لا تتحدث من ضعف، وإن كانت لا تبني أحلاما وأوهاما؛ فالمعركة القاسية التي خاضتها منفردة دون أي عون يذكر أو سند مع أعتى قوة عسكرية بالمنطقة خلّفت لا شك خسائر فادحة، ومع ذلك فلا زال لديها النفس والروح المعنوية والشهية القتالية والإقدام وحب الموت في سبيل الله، وهذه لعمري هي عدة المقاتل الحقيقية، وهي مصدر القوة الرئيسي للمقاومة، وهي ما تفتقده أمتنا على المستوى الرسمي، وهي ما يريد العدو سلبه من أمتنا على المستوى الشعبي تحت عناوين خدّاعة شتى.
تقول المقاومة لكل من يراهن على إضعافها وإخراجها من المشهد، أن مراهنتك خاطئة، وأنها ستظل شوكة في حلق كل المؤامرات ضدها.
0 تعليق