ففي فترة هذا الأسبوع، التي تمتد من 28 أبريل حتى 2 مايو 2025، تتهيّأ الأسواق العالمية للتفاعل مع سلسلة من البيانات الأمريكية ذات التأثير القوي، يأتي في مقدمتها أرقام النمو والتضخم وسوق العمل، وهي العوامل الثلاثة الأكثر تأثيرًا في تحديد مستقبل أسعار الفائدة وتوجهات السياسات الاقتصادية خلال النصف الثاني من العام.
هدوء ما قبل العاصفة
يفتتح الأسبوع دون بيانات اقتصادية مؤثرة الإثنين، مما يمنح الأسواق فرصة لالتقاط الأنفاس وترقب ما سيلي من أحداث قد تكون حاسمة.
إشارات أولية
يتصدر المشهد الثلاثاء تقرير فرص العمل (JOLTS)، الذي يوفر قراءة دقيقة حول حجم الطلب في سوق العمل الأمريكي، ويليه مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن مجلس المؤتمرات (CB)، الذي يقيس مدى تفاؤل الأسر واستعدادها للإنفاق، مما يشكل مؤشرًا مبكرًا إلى أداء الاقتصاد الاستهلاكي.
اختبار مزدوج للنمو والتضخم
يوم الأربعاء سيكون حاسمًا، مع إعلان القراءة الفصلية للناتج المحلي الإجمالي، التي ستكشف عن وتيرة نمو الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول من 2025. كما يصدر مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (Core PCE)، المقياس الأهم بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي لتحديد مستويات التضخم. وسيُراقب أيضًا تقرير ADP لوظائف القطاع الخاص، كمؤشر تمهيدي لتقرير الوظائف الرئيسي لاحقًا في الأسبوع.
بوابة الصناعة وسوق العمل
تتوجه الأنظار الخميس إلى مؤشرات القطاع الصناعي، وعلى رأسها مؤشر مديري المشتريات الصناعي ومؤشر ISM الصناعي، وهما مؤشران رئيسيان يقيسان نشاط المصانع وتوجهات الإنتاج. كما تصدر بيانات مطالبات البطالة الأسبوعية، ما يمنح نظرة فورية إلى استقرار أو تراجع سوق العمل.
ساعة الحقيقة
أما يوم الجمعة فتُختتم تعاملات الأسبوع بأهم تقرير شهري للأسواق: تقرير التوظيف غير الزراعي، إلى جانب معدل البطالة ومتوسط الأجور في الساعة. وستكون لهذه البيانات الدور الأكبر في توجيه توقعات المستثمرين بشأن مستقبل أسعار الفائدة، في وقت لا تزال فيه الضغوط التضخمية محل قلق عالمي.
عوامل موازية: تقلبات النفط وتوترات الجغرافيا السياسية
لا تقف تأثيرات الأسبوع عند حدود البيانات فقط، إذ تواصل أسعار الطاقة، خاصة النفط، تأثيرها على كلفة الإنتاج والتضخم، بينما تُلقي التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا بظلالها على حركة رؤوس الأموال ومعنويات المستثمرين.
أسبوع يرسم الملامح
تمثّل الأيام المقبلة فرصة حاسمة لصنّاع القرار والمستثمرين على حد سواء لتقييم المسار الاقتصادي العالمي. فإما أن تعزّز الأرقام المرتقبة فرضية «الهبوط الناعم» وتفتح المجال لتيسير نقدي لاحق، أو تؤكد استمرار الضغوط، مما يدفع نحو مزيد من التشدد والسياسات الاحترازية.
أسبوع حاسم: الإثنين 28 أبريل
لا بيانات مهمة
بداية هادئة قبل موجة بيانات حاسمة الثلاثاء 29 أبريل:
JOLTS: يقيس الطلب على التوظيف
ارتفاعه يعكس سوق عمل قوي يؤجل خفض الفائدة.
ثقة المستهلك (CB)
تحسنها يدعم الإنفاق والنمو الاقتصادي. الأربعاء 30 أبريل:
GDP (فصلي)
قراءة قوية = نمو مستمر، ضعيفة = تباطؤ محتمل.
Core PCE (سنوي)
أهم مؤشر للتضخم بالنسبة للفيدرالي.
ADP للوظائف
مؤشر مبكر لقوة سوق العمل. الخميس 1 مايو:
مطالبات البطالة
ارتفاعها = تباطؤ سوق العمل، انخفاضها = متانة.
PMI و ISM الصناعي
تقييم نشاط المصانع والتوجهات الصناعية. الجمعة 2 مايو:
NFP (الوظائف غير الزراعية)
أهم تقرير يحرك الأسواق بقوة.
معدل البطالة
استقراره مؤشر على توازن السوق.
متوسط الأجور
ارتفاعه يعني ضغوط تضخمية إضافية.
0 تعليق