سياسات الاحتلال تجاه الضفة.. على ماذا تراهن السلطة؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

الأراضي الفلسطينية- فيما يعمل الاحتلال الإسرائيلي على تسريع وتيرة سياساته في الضفة الغربية ضمن منهجية متعددة ومركبة، أبرزها استمرار العملية العسكرية في مخيمات جنين وطولكرم للشهر الثالث على التوالي، واستكمال وضع ما يزيد على ألف بوابة وحاجز على مداخل القرى والمدن الفلسطينية وإقرار إطلاق تسمية "يهودا والسامرة" على الضفة المحتلة، يبرز تساؤل في ظل تلك الأوضاع على ماذا تراهن السلطة الفلسطينية؟اضافة اعلان
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي ظل استمرار اقتطاع أموال المقاصة وإضعاف القدرة الاقتصادية والمالية للسلطة الفلسطينية يتبنى الاحتلال منهجية تعزيز الاستيطان بآلاف الوحدات الجديدة، وشرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية، وإقامة العديد من الخطط الإستراتيجية لتأهيل البنية التحتية في الضفة بما يخدم منظور الاستيطان الإسرائيلي.
ما الذي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لتحقيقه في الضفة؟
يؤكد خبراء أن الاحتلال يستغل حجة الهدف الأمني كغطاء لتحقيق أهداف إستراتيجية تتمثل في تغيير تركيبة الضفة جغرافيا وديمغرافيا، عبر السعي لإعادة السيطرة والحكم العسكري للضفة بعد إعادة تقسيمها إلى مربعات وتحويلها إلى نمط إدارات محلية ذاتية، ومنع تطبيق أي خيار يمكن أن يعطي الفلسطيني مظلة أو مرجعية سياسية مستقبلا.
كما أن حكومة نتنياهو تستخدم المستوطنين ذراعا أمنية لقتل وتدمير وإخافة الفلسطينيين بهدف التهجير من الضفة وإحكام السيطرة عليها، والبقاء العسكري في مخيمات جنين وطولكرم ينسجم مع الأهداف الحقيقية للاحتلال بتغيير المكانة القانونية للمخيمات لتصبح جزءا من أحياء المدن الفلسطينية.
ويقول محللون إن جيش الاحتلال يمارس نمطا إرهابيا عنيفا جديدا بتنسيق مع المستوطنين لإحداث عمليات تهجير داخلي وتحويل المدن الفلسطينية إلى سجون يتحكم بها الاحتلال دون الوجود فيها، وإنهاء السلطة الفلسطينية بمظهرها الحالي يعد هدفا سياسيا لدى الاحتلال.
ورغم أن الخيارات لدى السلطة متعددة، لكنها تعتمد على مدى رغبتها باستخدامها، وفي مقدمة ذلك تفعيل القرارات المنبثقة عن المجلس الوطني والمركزي عام 2015 وكذلك حل السلطة.
فالمراهنة والانتظار من قبل السلطة لن يوصلا إلى نتيجة، فالخيار هو قطع العلاقة مع الكيان المحتل كليا ولنتحمل جميعا النتيجة، فالوقائع لم يعد يحتملها حتى العقل والتفكير، يقول المحللون.
كما أن السلطة بوسعها أن تعزز الجبهة الداخلية من خلال إطلاق إرادة الجمهور الفلسطيني على نطاق واسع في مواجهة الخطط الإسرائيلية، فهي مطالبة بالعودة مرة أخرى إلى الشعب الفلسطيني، وعقد انتخابات رئاسية وتشريعية شاملة لتجديد الشرعية الفلسطينية، وتعزيز الثقة بين المواطن والقيادة السياسية.
وفي هذا السياق يقول الدكتور حسن خريشة، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني السابق، أن الهدف المعلن للاحتلال هو محاربة المقاومة في مخيمات الضفة، إلا أنه في عقلية الاحتلال الإسرائيلي فهناك هدف إستراتيجي يسعى الاحتلال إلى تحقيقه يتمثل في إنهاء المخيم الفلسطيني كحيز سكاني، لما تمثله تلك المخيمات من رمزية لقضية اللاجئين وحق العودة التي يعمل الاحتلال على محوها بعدما استهدف وكالة "الأونروا".
أما الدكتور حسن أيوب فيقول إنه يبدو أن واقع الضفة الغربية في المدى المنظور وتبعا لممارسة الاحتلال يتشكل على هيئة سجون منفصلة عن بعضها من خلال الكم الكبير من الحواجز والبوابات العسكرية، خصوصا في المناطق المحاذية للكتل الاستيطانية أو المفاصل الرئيسية الرابطة بين محافظات الضفة.
ويعني هذا أنه خلال السنوات القليلة المقبلة سيكون من الصعب على الفلسطيني التنقل أو الحركة إلا من خلال تصاريح يصدرها الاحتلال، وهذا يحيلنا إلى واقع الفصل العنصري الذي عاشه الجنوب أفريقيون إبان نظام الفصل العنصري.
ويقول الدكتور أيوب إن خيارات السلطة الفلسطينية تكاد تكون معدومة، فهي جسم يتمتع بشرعية إقليمية ودولية دون أن تملك الشرعية الداخلية، وهذه المعضلة التي تواجهها السلطة بعدم امتلاكها شرعية داخلية وتخليها عن الإسناد الشعبي والجماهيري لها يعودان بكل بساطة إلى أنها أغلقت خياراتها على خيار أوحد لا بديل عنه بالنسبة لها، وهو خيار التفاوض وما تسمى عملية التسوية وكأن معركة طوفان الأقصى لم تتم.
أما المحلل الدكتور حسين الديك فيقول إن الاحتلال يركز على إستراتيجية ديمومة الوجود العسكري في مخيمات شمال الضفة، وهذا تطبيق لما بات يعرف بحسم الصراع بحيث تكون سيطرة كاملة للاحتلال على مناطق (ج) وسيطرة مباشرة على جزء من مناطق (أ) وتحويل الوجود الفلسطيني إلى تجمعات معزولة، والقضاء على كل وجود مقاوم في الضفة.
الكاتب والمحلل محمد جرادات، يقول أن أهداف الإحتلال قديمة جديدة تتعلق بطموح اليمين في ضم الضفة، وقد طرح هذا الأمر قبل سنوات عدة، ويرى رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو أن الانسجام الكبير مع الإدارة الأميركية يمثل فرصة كبيرة لتحقيق عملية الضم الآن.
ويضيف جرادات أن للاحتلال هدفا سياسيا يتمثل في ضم التجمعات الاستيطانية، وهدفا أمنيا للقضاء على المقاومة التي بدأت تتشكل في المخيمات، إضافة إلى إعادة الحكم العسكري للاحتلال للضفة مع إبقاء دور خدماتي إداري للسلطة فيها.
ويبقى الأمر مرتبطا في نهاية المطاف بشكل وطبيعة المخرجات للمسارات الإقليمية والدولية ومستقبل الحرب على غزة التي يمكن أن تغير مفاعيل القوة.-(وكالات)
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق