حملة «مفحص قطاة»

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أراها فرصة أن أذكر بعض الملاحظات حول المساجد مع انطلاق حملة «مفحص قطاة» للأوقاف السنية، والتي تهدف لجمع التبرعات لصيانة وترميم المساجد التي لا وقف لها. وحسب المعجم ولسان العرب، فإن المفحص أو الأفحوص هو موضع تقلب فيه القطاة التراب، وتكشفه لتبيض فيه والقطاة نوع من اليمام وهو طائر يتواجد في الصحاري وذكرت العبارة في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال (من بنى مسجداً لله كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة).

ومن ضمن الملاحظات - والتي شاركني الإعداد لها مهندس معماري مخضرم - تواجد دورات المياه في نفس منطقة الوضوء (المتوضأ) في كثير من المساجد، فتخترقها الروائح الكريهة وتصلها الأصوات المزعجة مثل حركة السيفون..! وحتماً أن ذلك يعد خطأ هندسياً لم يتجنب تكراره سوى القلة القليلة من المهندسين العارفين بأمور المساجد وبتفاصيل استخدامات المنطقتين. والمطلوب خلال الصيانة المرتقبة للمساجد التي لا وقف لها في حال كانت تعاني من هذا العيب الهندسي، فصل دورات المياه عن المتوضأ فصلاً تاماً وجعل الدخول إليهما من بابين مختلفين، بالإضافة إلى ضرورة تركيب مراوح شفط «إكزوست فان» من النوع الكبير شديد التحمل Heavy Duty في دورات مياه المساجد لطرد الروائح الخانقة المستمرة نظراً لكثرة استخدامها.

أيضاً يصبح من الضروري خلال الصيانة المقبلة للمساجد أن يتم حماية أزرار التحكم بالأجهزة الكهربائية - كالمكيفات والمراوح الداخلية والإنارة - بصناديق بلاستيكية أو خشبية تقفل بأقفال بحيث يصبح ذلك أمراً ثابتاً في جميع المساجد دون استثناء لمنع العبث بدرجة حرارة المكيف (سواء سنترال أو سبليت) أو سرعة المراوح أو شدة الإنارة من قبل المصلين الأمر الذي يعجل حدوث أعطاب في الأجهزة بل ويتلفها.

أما أبواب المساجد، فأراها مشكلة تؤرقنا كمصلين لأنها تصدر صوتاً مزعجاً للغاية في حال تم صفقها وهو ما يحدث كثيراً، فالناس تدخل وتخرج عادة دون أن تراعي المحافظة على هدوء المكان. وأقترح تركيب نظام غلق هيدروليكي ذي جودة عالية على الأبواب لتساعدها على الغلق بشكل بطيء وناعم بحيث لا تصدر صوتاً مزعجاً خاصة وأن صوت صفق الباب مخيف، ويؤذي سكون المساجد. وصحيح أن الإسفنجة السميكة التي توضع بين جهة الباب المتحركة وجهة الباب الثابتة في أغلب المساجد تؤدي عملاً جيداً حالياً، لكن وحسب زميلي المهندس، فإن حلول الغلق الهيدروليكية أكثر استدامة.

أيضاً وللمحافظة على مظهر المساجد من الداخل ولتقليل تكرار وضع الطلاء، يصبح من الضروري منع التعليق واللصق على الجدران مهما كانت الوسائل والإعلانات مهمة من وجهة نظر القائمين على المسجد، لأننا نجد جدران بعض المساجد القديمة وكأنها جدران لصفوف مدرسة ابتدائية لكثرة ما يعلق ويلصق عليها.

أخيراً، أرى أنه من الأحسن وضع بلاط على الجدران من النقطة الملامسة للسجاد وبارتفاع يصل إلى متر وأكثر لحمايتها من البقع وبقايا تعرقات المصلين الذين يستخدمون الجدران كمسند لظهورهم ورؤوسهم في كثير من الأحيان، وأجد ذلك حاصلاً في جامع خليفة بن أحمد الظهراني في مدينة زايد على سبيل المثال وهو حل ذكي وعملي؛ فالبلاط سيغني عن صباغة الجدران بشكل دائم من أجل إزالة البقع وبذلك ستنخفض تكاليف الصيانة مستقبلاً.

وختاماً، أتمنى النجاح للأوقاف السنية في حملة «مفحص قطاة» على أن نرى نتائجها قريباً إن شاء الله وهي للعلم فرصة ذهبية للمتبرعين لكسب الأجر والحصول على الثواب الكبير.

تحليق منفرد

بعض المناصب الوظيفية المؤثرة تتطلب مظهراً رزيناً بعيداً عن الإسراف في الزينة. ويقال إن (الرزان) هي المرأة الحليمة الصبورة ذات الوقار والاتزان والاحتشام.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق