يعد الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية شيوعًا في العصر الحالي خاصةً مع التطورات الرقمية، ويؤثر على جوانب متعددة من الصحة البدنية والنفسية، وعلى الرغم من أن الاكتئاب غالبًا ما يعتبر حالة نفسية إذا لم يتم التشخيص على أنه مرض، إلا أنه يترك تأثيرًا كبيرًا على الجهاز المناعي، في هذا التقرير نستعرض تأثير الاكتئاب على جهاز المناعة وكيف يمكن أن يزيد من القابلية للإصابة بالأمراض الجسدية؟.
تأثير الاكتئاب على جهاز المناعة
يحدث الكثير من التغييرات في توازن الهرمونات والمواد الكيميائية التي تنتجها الدماغ عندما يصاب الشخص بالاكتئاب؛ هذه التغيرات من شأنها التأثير بشكل مباشر على الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى تقليل قدرة الجسم على محاربة الأمراض، وتشير الدراسات العلمية إلى أن الاكتئاب يؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، الذي يمكن أن يضعف الجهاز المناعي ويؤدي إلى انخفاض فعالية استجابة الجسم للأمراض.
وأظهرت دراسة منشورة في Journal of Clinical Psychiatry أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفيروسية والبكتيرية، حيث إن استجابة جهاز المناعة لديهم تكون أضعف مقارنة بالأشخاص غير المكتئبين.
التفاعل بين الاكتئاب والجهاز المناعي
كما يؤثر الاكتئاب على الجهاز المناعي بطرق متعددة، حيث يؤثر على عدد ونوعية الخلايا المناعية مثل الخلايا التائية والخلايا البائية، وتكون المسؤولة عن الدفاع ضد العدوى، بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يظهرون مستويات مرتفعة من السيتوكينات الالتهابية، وهي مواد كيميائية تفرزها الخلايا المناعية عند الاستجابة للأمراض، وتسبب الالتهابات المزمنة التي تؤثر على أداء الجسم.
العلاج والتعامل مع التأثيرات المناعية
من المهم معالجة الاكتئاب بشكل فعال للحفاظ على صحة الجهاز المناعي، حيث يمكن للعلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج بالأدوية مثل مضادات الاكتئاب أن يحسن من الحالة النفسية وبالتالي يعزز من استجابة الجسم المناعية، كما أن بعض الدراسات تشير إلى أن ممارسة الرياضة والتغذية السليمة يمكن أن تلعب دورًا في تحسين المزاج وتقوية جهاز المناعة.
0 تعليق