وتسدل هيئة الأدب والنشر والترجمة، يوم غدٍ السبت، الستار على فعاليات معرض جدة للكتاب 2024، الذي شاركت فيه أكثر من 1,000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة، وتوزعت دورهم على أكثر من 450 جناحاً، في ظل مشاركة جهات حكومية وهيئات ومؤسسات ثقافية سعودية وعربية.
وجمع المعرض صُناع الأدب والنشر والترجمة من مختلف أنحاء العالم، ما مكنهم من تبادل الحوارات، حول ثقافة القراءة والنشر والتوزيع، والتحولات الرقمية في صناعة الكتاب.
وشهد معرض هذا العام، إقامة 46 ورشة عمل، و33 ندوة، و10 فعاليات لركن الأطفال وسبع مسرحيات للطفل و5 أمسيات شعرية، فيما وقع 600 مؤلف كتبهم الصادرة حديثاً على منصات التوقيع وفي دور النشر.
عبدالمجيد والجحدلي يستعيدان سيرة تبوك في «البلدة الأخرى»
استعاد الروائي إبراهيم عبدالمجيد والشاعر هاشم الجحدلي سيرة منطقة تبوك، التي كتب عنها رواية «البلدة الأخرى»، وألقى عبدالمجيد الضوء على أهمية المدن في الأدب بوصفها نافذة للتعرف على ثقافات الشعوب ومعايشتهم، مشيراً إلى الفارق بين رؤية الكاتب الأدبية وروايات سكان المدن أنفسهم، إذ قال: «الأدب يحتاج إلى خيال يستدعيه الكاتب، وشخوص تديره، بينما أهل المدينة تقتصر ملاحظاتهم على الواقع». وقدّم عبدالمجيد للحضور نبذة ثرية عن مدينة الإسكندرية، موضحاً مكانتها الأدبية والتاريخية على مدار ثمانية قرون، ووصفها بأنها «منبع الفنون بأنواعها»، مشيراً إلى كونها مهد أول استوديو سينمائي ومأوى للمضطهدين العرب الذين لجأوا إليها عبر التاريخ. كما استعرض أجزاء من كتاباته عن الإسكندرية، خصوصاً ثلاثية المدن المكونة من روايات: «لا أحد ينام في الإسكندرية»، و«طيور العنبر»، و«الإسكندرية في غيمة»، التي عكست التغيرات التاريخية التي طرأت على المدينة، مع التركيز على مساهمتها في التعليم ودورها في التأثير على القاهرة.
حوا ينتصر للكتاب الورقي
انتصر متحدث ورشة عمل عن الكتاب كميل حوا، للكتاب الورقي، بما يحمله من جمالية في الشكل وثراء في المحتوى، كونه الوسيلة الأكثر تأثيراً في نقل الأفكار. واستشهد بقول مصطفى العقاد: «أحب الكتاب، ليس لكوني زاهداً في الحياة، ولكن لأن حياة واحدة لا تكفيني». وأضاف حوا أن الكتاب القيم لديه القدرة على إحداث تحولات عميقة في حياة القارئ، إذ يعود الشخص بعد قراءة كتاب ذي مضمون عميق برؤية مختلفة للعالم.
الذكاء الاصطناعي ومستقبل الكتاب
أثار الدكتور أنس الغامدي التساؤلات حول «الذكاء الاصطناعي ومستقبل الكتاب»، وتناول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الكتابة والنشر، وتأثيره على الإبداع الأدبي والقيمة الإنسانية للكتب، فضلاً عن التحديات الأخلاقية والقانونية المتعلقة بملكية النصوص المنتجة، بجانب استخدام الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة لتعزيز الابتكار بدلاً من منافسته.
يذكر أن المعرض دمج بين الكلاسيكية والحداثة في أنشطته وفعالياته التي لم تكسر النمطية كُلّياً، ما أسهم في تراجع عدد الزوار، إذ اعترى عدد حضور المعرض ما يعتري أمواج البحر الأحمر من مدّ وجزر.
0 تعليق