سنوات الحزن والبكاء.. أم أسير فلسطيني تفقد البصر بعد غيابه 23 عاما في سجون إسرائيل

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعيش الحاجة عفاف، والدة الأسير طارق بصلات في نابلس بالضفة الغربية، وضعًا إنسانيًّا صعبًا بعدما فقدت بصرها إثر سنوات من الحزن والبكاء على ابنها المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ 23 عامًا، حيث يقضي حكمًا بالسجن المؤبد مدى الحياة.

وتحدثت عفاف بصلات عن ابنها، وقالت “طارق كان مدللًا منذ ولادته، فقد جاء بعد 4 بنات، وكنا سعداء جدًّا بقدومه، والجميع كان يحبه. كنت أدلل طارق كثيرًا، فهو مميز عن جميع إخوته. اعتُقل سنة 2003، وحُكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة القيام بعمليات استشهادية”.

أراك بقلبي

وعن تأثير الحزن والبكاء على بصرها، قالت الحاجة عفاف «من كثرة البكاء زادت آلام عيوني، وأصبحت أرى وكأنني أشاهد قوس قزح».

ومع مرور الوقت، تدهورت حالة بصري. عندما أذهب لزيارة طارق لا أستطيع رؤيته بشكل واضح. يخبرني أنه جالس أمامي، فأقول له: أنت في قلبي أراك وليس بعيني”.

وأوضحت الأم عفاف أن العائلة آثرت إخفاء تدهور حالتها الصحية عن طارق لمدة طويلة، إلى أن علم بالأمر من أبناء شقيقاته الذين التقوه في السجن عقب اعتقالهم من قِبل القوات الإسرائيلية.

ورغم معاناتها، تواصل الحاجة عفاف مشاركتها الدائمة في فعاليات ووقفات إسناد الأسرى بمدينة نابلس، مؤكدة تمسُّكها بالاستمرار في ذلك حتى تحرير ابنها من الأسر.

تأثير الحزن على الأم

من جهة أخرى، تحدثت ميادة بصلات -شقيقة الأسير طارق- عن تأثير الحزن على والدتها، وقالت «والدتي فقدت بصرها تدريجيًّا، ومنذ نحو 7 أو 8 سنوات، بدأت ترى كل شيء بشكل ضبابي، ولم تخبرنا بحقيقة حالتها، وكانت تقول إنها ترى جيدًا».

وقالت ميادة أيضًا إن والدتها، خلال زياراتها لطارق في سجون إسرائيل، كانت تحرص على عدم إظهار فقدانها للبصر أمامه، وكانت تتجه نحوه بتوجيهات المرافقين، حتى لا يشعر بالحزن عليها.

وأشارت إلى أنه بعد علم طارق بحالة والدته الصحية، أصبحوا يُجلسون الحاجة عفاف أمامه خلال الزيارات، لتكتفي بالاستماع لأصواتهم بينما يصفون لها ملامح طارق وملابسه.

كان سندًا لي

وتحدثت عن علاقتها القوية بشقيقها، مشيرة إلى أنه رغم صغر سنه مقارنة معها، فإنه كان سندًا لها، وأعربت عن أملها في الإفراج عن طارق ليتحسن حال والدتها.

واعتقلت القوات الإسرائيلية الأسير طارق بصلات (42 عامًا)، من سكان حارة الياسمينة في مدينة نابلس بالضفة الغربية، في 6 فبراير/شباط عام 2003.

وأفاد مكتب إعلام الأسرى أنه تعرَّض لتحقيق قاسٍ لأسابيع لسحب اعترافات منه، وصدر بحقه حكم السجن المؤبد مدى الحياة، بتهمة مساعدة «استشهاديين» نفذوا عمليات أوقعت قتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى تنفيذ عمليات فدائية في الداخل المحتل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق