عرابة الاستيطان في “أرض الميعاد” ترشح لـ”نوبل للسلام”!

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أبريل 29, 2025 2:43 م

كاتب- علي سعادة

ضجة كبيرة على منصات التواصل ولدى النشطاء المؤيدين للفلسطينيين أحدثتها تصريحات دانييلا فايس من حركة “نحالا” الاستيطانية وهي تستعرض خطتها لإعادة توطين غزة لمراسل “بي بي سي”، لويس ثيرو.
وفقا لفايس، “تتحقق معجزة هنا، نحن نخوض حربا مقدسة”.
فايس، البالغة من العمر 78 عاما، والتي تلقب بـ”عرابة” حركة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية، صرحت أنها لا تزال ملتزمة بتوسيع المستوطنات الإسرائيلية لتحقيق ما تسميه “الأرض الموعودة”.
طموحاتها الاستعمارية التوسعية التي تشكل جريمة حرب لن تتوقف عن قطاع غزة، غزة ليست سوى البداية: “من الفرات إلى النيل.. جنوب لبنان جزء منها، كلها. حتى أجزاء من سوريا، وجزء من العراق، وجزء من إيران. إنها مساحة شاسعة” كما تزعم هذه الإرهابية المختلقة عقليا.
تضحك بسخرية وخبث عند الإشارة إلى أن مئات المستوطنات غير المرخصة التي أنشأتها في الأراضي المحتلة تشكل جريمة حرب بموجب اتفاقية جنيف، وتصفه بأنه “جناية بسيطة”.
جادلت بأن الصراع في الأراضي المحتلة لا يتعلق بـ”الإرهاب”، بل يتعلق بـ”حق الإسرائيليين واليهود في الاستيطان هناك”.
وساعدت قوات الاحتلال الإسرائيلية زعيمة المستوطنين الفاشيين المتعصبين، فايس، على دخول غزة لاستكشاف الأراضي لبناء مستوطنات، وتقول بأن لديها 740 عائلة إسرائيلية مستعدة للانتقال إلى غزة وسرقة الأراضي الفلسطينية.
مع مرافقة القوات الإسرائيلية لها إلى غزة، يصبح الأمر أكثر وضوحا وكاشفا لكل شيء وبأن النية دائما الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وسرقة الأراضي: “سنستوطن غزة، وسنستوطن لبنان، وسنستوطن أرض الميعاد بأكملها”.
والطريقة للتخلص من الفلسطينيين والعرب هي تجويعهم “لا نعطيهم طعاما، لا نعطي العرب شيئا، لذا سيُجبرون على الرحيل”.
الفاشية النازية لم تخف شيئا من حقيقة هذه الدولة المارقة الفاشية فهي تكشف بأنه “لن يبقى العرب في غزة، من سيبقى؟ اليهود بالطبع، أفريقيا شاسعة، وكندا شاسعة، سيتحمل العالم مسؤولية توطين سكان غزة. كيف سنفعل ذلك؟ سنشجعهم على المغادرة.”
يقول المذيع لها: “ما تتحدثين عنه يبدو وكأنه خطة تطهير عرقي”.
تجيب فايس: “يمكنكِ تسميته تطهيرا عرقيا، يمكنكِ تسميته لجوءًا، سمّه ما شئتت”.
من سخريات العالم الغربي المنافق والعنصري والذي يخفي وجها قبيحا جدا وراء قشرة حقوق الإنسان والقانون الدولي أن هذه النازية بدعمها للفصل العنصري والإبادة الجماعية والاستعمار الكامل لغزة، مرشحة لجائزة نوبل للسلام لعام ٢٠٢٥، وهي جائزة تكرم من يروجون للسلام والمصالحة، لكن يبدو انها ستكون هذه المرة على الطريقة اليهودية.
ورشحها لهذه الجائزة البروفسوران عاموس عزاريا وشالوم تساديك، اللذان قالا إن فايس كرست أكثر من خمسة عقود لإنشاء وتعزيز المستوطنات اليهودية في جميع أنحاء يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة).
وزعما أن “وجود المستوطنات اليهودية يسمح بوجود أمني مستقر، مما يمنع تدهورا أمنيا حادا كما حدث في غزة”، وفقا لما رشح عنهما. كما زعما في خطاب ترشيح فايس، أن “التزامها الطويل الأمد بالاستيطان وضمان الاستقرار الأمني قلل من العنف في المنطقة، وأنقذ أرواح اليهود والعرب على حد سواء، وبذلك تستحق أن تكون مرشحة لنيل بجائزة نوبل للسلام”.
وتؤكد الأمم المتحدة أن الاستيطان في الأراضي المحتلة غير قانوني، ودعت الاحتلال إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة.
المختلان عقليا عزاريا و تساديك يعترفان بأنه “رغم ضآلة الفرص، إلا أنهما قررا المضي قدما في عملية الترشيح الشاقة لإيصال رسالة مفادها أن الاستيطان مفيد للسلام والأمن والاستقرار” تخيلوا ذلك، الاستيطان وطرد سكان الأرض الأصليين مفيد للسلام والأمن.!!
حقا لقد فقد العالم صوابه، نعيش في أبشع فصول التاريخ، وربما أخر مراحله حيث سنشهد سقوط النظام العالمي وما يسمى كذبا المجتمع والقانون الدولي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق