ترسيخ الهوية الإماراتية في وسائل الإعلام

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دولة الإمارات العربية المتحدة استحدثت سياسة جديدة بأن «لا يتحدث أي شخص عن أي مشروع باللهجة الإماراتية إلا وهو إماراتي ويرتدي الزي الوطني»، وذلك لتعزيز دور الإعلام الحكومي لتأصيل المحتوى وترسيخ الهوية الوطنية.سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة في غاية الأهمية للحفاظ على الهوية الوطنية الإماراتية في ظل العولمة وتعدد الثقافات مع تداعيات الثورة الرقمية وأثر التكنولوجيا الرقمية على القيم والعادات الثقافية والهوية الوطنية، خاصة وأن دولة الإمارات نموذج يُحتذى به في التوازن بين الأصالة والحداثة يتطلب من الحكومة الإماراتية الحفاظ على الهوية الوطنية، فتداخل الثقافات على أرض واحدة له من الأثر الإيجابي والسلبي في الوقت نفسه وأثره واضح على الإرث الشعبي والهوية الوطنية، فالتفاعل مع الثقافات الجديدة من مختلف الدول يؤدي إلى المساس بالثقافة الأصلية ولربما اضمحلالها مع الوقت وانقراضها نتيجة الانفتاح على الثقافات، وكذلك سوء استخدام البعض للهوية الإماراتية على وسائل الإعلام الكلاسيكية والجديدة بقصد أو من دون قصد، لذلك تُعدّ السياسة الثقافية لدولة الإمارات ركيزة أساسية في مواجهة تلك التحديات.النائب ناعمة الشرهان عضو المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة أشارت إلى نقطة في غاية الأهمية بأن «صون اللهجة الإماراتية من التشويه وسط التغيرات الثقافية المتسارعة، وتعدد المنصات الإعلامية وزيادة أعدادها، فقد أصبحت اللهجة الإماراتية والرموز الثقافية المحلية، بما فيها الزي والعادات والمفردات، تتصدّر المشهد اليومي في التسويق والترفيه، وهذا يعتبر أمراً إيجابياً، ولكن في مضمونه نلاحظ اليوم بوادر تشويه في تقديم هذه الرموز بصورة سطحية خاطئة، أو حتى استهلاكية تجارية لا تمثل أصالة الهوية، ولا تعكس عمقها التاريخي والاجتماعي»، النائب ناعمة الشرهان كلمتها في محلها عندما أشارت إلى «صون اللهجة الإماراتية من التشويه»، والتشويه أحياناً يأتي من فئتين الأولى عندما يتكلم بها غير المواطنين الذين تكون لهجتهم واضحة -اللهجة الأم-، والفئة الثانية عندما يقوم المواطن بإدخال مفردات دخيلة على المورث الثقافي للدولة، وهنا أتكلم عن اللهجات الدارجة في الإعلام والتسويق وهي نقطة الفصل في سياسة دولة الإمارات في منع غير المواطنين من التحدث باللهجة الوطنية على مختلف الوسائل الإعلامية، وبناء على ذلك تجب الإشارة إلى أنه على أي مواطن غيور على هويته الوطنية في أي دولة يمثلها إعلامياً الالتزام بمعايير دولته في عدم استخدام مفردات غير محلية حتى نكون نحن المتلقين على ثقة بأن تلك اللهجة صحيحة لا تشوبها شائبة قدوة بدولة الإمارات.نعم، لقد آن الأوان للعمل على إعادة تأطير الهوية الوطنية لضمان حمايتها واستدامتها للأجيال القادمة لتتناسب مع التحديات المعاصرة. للأسف كل اللهجات الخليجية والعربية اليوم معرّضة للتحريف والتغيير لها من الأثر على فقدان الخصوصية الثقافية وتراجع في استخدام المفردات الوطنية التي تعبّر عن أصالة البلد وتاريخها الممتد منذ آلاف السنين وجب علينا كعرب الحفاظ عليها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق