loading ad...
في زمن تتشابك فيه الانتماءات الفرعية على حساب الانتماء الوطني، يصبح من الضروري أن نعيد التأكيد على الحقيقة البديهية: أن الهوية الوطنية لا تتجزأ، وأنها ليست اختيارا ثانوياً على هامش حياتك، بل هي قدرك الذي لا تملك رده، كما أنك تولد لأبوين ويكون لك منهما أخوة وأعمام وأخوال بدون اختيار منك، وتنشأ في أسرة ولا تعرف كيف تم ذلك، ولكنك تعتز بها مهما كان الحال، وتدافع عنها، وتعتبرها شرفك وهدفك الذي لا تتخلى عنه، ولا تتاجر بها، ولا ترضى لها الضيم، وكذلك وطنك هو أسرتك الكبيرة، فأنت تنتسب وتنتمي لوطن ليس وفقاً لمزاجك أومصلحتك، ولكن عليك أن تفتخر به، وأن تحميه وتخلص له، ولا تسمح لأحد المساس به لأنه شرفك، وهو الوعاء الذي تحقق به وجودك، ويحتوينا جميعاً على اختلاف أصولنا وتوجهاتنا، وهي القاعدة التي تَبني فوقها الدول حاضرها، وتَصنع مستقبلها.اضافة اعلان
فالهوية الوطنية التزامٌ يتجاوز البراغماتية أو المصالح، إنها عهد غير مشروط، لا يقوم على موازين الربح والخسارة، ولا يُقاس بمنفعةٍ آنيةٍ أو مكسبٍ شخصي، بل هي التزام إيماني وأخلاقي، قبل أن يكون قرارًا سياسياً.
والولاء للوطن يتجاوز التكوينات الضيقة ليجمع الجميع في ظل المواطنة الكاملة، فأي انتماء أو ولاء آخر -دينياً أو ثقافياً أو عشائرياً – لا بد أن يصب في خدمة الهوية الوطنية الجامعة، ولا يجوز أن يكون بديلاً عنها، أو نداً، أو حتى موازياً لها، قد تكون هناك ولاءات فرعية، ولكنها لا يجوز أن تخرج عن إطارها الطبيعي، فتتصادم مع الهوية الوطنية أو تنافسها أو تهمشها.
إن الأزمة الكبرى التي تواجه الأمم ليست في ضياع الموارد، أو تقلبات السياسة فحسب، بل في ضعف الانتماء الوطني حين تُختزل الهوية إلى مجرد بطاقة أو وثيقة أو رقما وطنياً، دون أن تكون التزامًا وجدانيًا وإيمانياً، وشعوراً بالمسؤولية اتجاه الوطن.
وفي ظل المنعطف الخطير الذي يمر به وطننا، حيث تسعى قوى مأزومة في فهمها لمعنى الوطن إلى العبث بأمنه واستقراره تحت ذرائع واهية، وشعارات فارغة، يفرض علينا الواجب أن نعيد التأكيد على قدسية الهوية الوطنية، وأن نتفق بلا مواربة على أنها حجز الزاوية في بناء كياننا المجتمعي، وإن مواجهة العبث لا يكون إلا بالثبات على الالتزام العميق غير المشروط بهوية الوطن، وحقه في الاستمرار والتماسك.
الالتزام الكامل بالهوية الوطنية هو رفضٌ لكل أشكال التجزئة والانفصام الداخلي، إنه اعترافٌ بأن وحدة المجتمع وتماسكه تسمو فوق الرغبات الفردية، والولاءات الجزئية حيث يصبح الإخلاص التام لهويتنا الوطنية شرطاً لنجاة الكيان الجمعي من التفكك والانهيار.
ليس الالتزام بالهوية الوطنية تعصبًا أو انغلاقًا كما يدعي البعض، بل هو احتفاءٌ بالخصوصية في إطار أمتنا العربية أو الإسلامية، والاحتفاظ بمكانةٍ متميزة بين الدول، فالدولة التي تفقد طابعها الخاص المتمثل في هويتها، تفقد إسهامها الفريد في الحضارة الإنسانية، ومكانتها بين الدول.
هنا تنبع فلسفة أن تكون أردنياً.. فمهما اختلفت الأصول والمنابت فلا بد أن تصب في نهر واحد اسمه الأردن، فما قيمة الأصل إن لم يثمر الوفاء لوطن عشت فيه؟ وما جدوى الافتخار بالأصل والمنبت إن لم يتحول إلى عطاء وتضحية للأرض التي أعطتك كل ما فيها لتحافظ عليها؟.
أن تكون أردنياً.. أن تؤمن بالشراكة مع كل أبناء وطنك، بلا تمييز ولا استثناء ولا انحياز.
أن تكون أردنياً.. أن تؤمن بأن تاريخ الأردن بكل مراحله هو تاريخ جميع الأردنيين.
أن تكون أردنياً.. أن تكون ابنا لهذا التراب لا عابراً فوقه.
أن تكون أردنياً.. أي أن لا تحمل ولاء مزدوجاً أو متردداً، ولا تحمل هويات موازية لهويتك الوطنية.
أن تكون أردنياً.. أن تؤمن بأن الوطن ليس الماضي فحسب، بل هو المسؤولية في بناء المستقبل.
الهوية الوطنية، حين تُفهم في عمقها الوجودي، تتجاوز الشعارات والانفعالات المؤقتة، لتصبح قَسَمًا أخلاقيًا وإيماناً متجذراً، لا ينقضه تغير الزمان ولا تبدل الأحوال، إنها التزام كامل، لا تراجع فيه، ولا شروط عليه؛ لأنها ببساطة، المعنى الذي به تكون.. أو لا تكون.
فالهوية الوطنية التزامٌ يتجاوز البراغماتية أو المصالح، إنها عهد غير مشروط، لا يقوم على موازين الربح والخسارة، ولا يُقاس بمنفعةٍ آنيةٍ أو مكسبٍ شخصي، بل هي التزام إيماني وأخلاقي، قبل أن يكون قرارًا سياسياً.
والولاء للوطن يتجاوز التكوينات الضيقة ليجمع الجميع في ظل المواطنة الكاملة، فأي انتماء أو ولاء آخر -دينياً أو ثقافياً أو عشائرياً – لا بد أن يصب في خدمة الهوية الوطنية الجامعة، ولا يجوز أن يكون بديلاً عنها، أو نداً، أو حتى موازياً لها، قد تكون هناك ولاءات فرعية، ولكنها لا يجوز أن تخرج عن إطارها الطبيعي، فتتصادم مع الهوية الوطنية أو تنافسها أو تهمشها.
إن الأزمة الكبرى التي تواجه الأمم ليست في ضياع الموارد، أو تقلبات السياسة فحسب، بل في ضعف الانتماء الوطني حين تُختزل الهوية إلى مجرد بطاقة أو وثيقة أو رقما وطنياً، دون أن تكون التزامًا وجدانيًا وإيمانياً، وشعوراً بالمسؤولية اتجاه الوطن.
وفي ظل المنعطف الخطير الذي يمر به وطننا، حيث تسعى قوى مأزومة في فهمها لمعنى الوطن إلى العبث بأمنه واستقراره تحت ذرائع واهية، وشعارات فارغة، يفرض علينا الواجب أن نعيد التأكيد على قدسية الهوية الوطنية، وأن نتفق بلا مواربة على أنها حجز الزاوية في بناء كياننا المجتمعي، وإن مواجهة العبث لا يكون إلا بالثبات على الالتزام العميق غير المشروط بهوية الوطن، وحقه في الاستمرار والتماسك.
الالتزام الكامل بالهوية الوطنية هو رفضٌ لكل أشكال التجزئة والانفصام الداخلي، إنه اعترافٌ بأن وحدة المجتمع وتماسكه تسمو فوق الرغبات الفردية، والولاءات الجزئية حيث يصبح الإخلاص التام لهويتنا الوطنية شرطاً لنجاة الكيان الجمعي من التفكك والانهيار.
ليس الالتزام بالهوية الوطنية تعصبًا أو انغلاقًا كما يدعي البعض، بل هو احتفاءٌ بالخصوصية في إطار أمتنا العربية أو الإسلامية، والاحتفاظ بمكانةٍ متميزة بين الدول، فالدولة التي تفقد طابعها الخاص المتمثل في هويتها، تفقد إسهامها الفريد في الحضارة الإنسانية، ومكانتها بين الدول.
هنا تنبع فلسفة أن تكون أردنياً.. فمهما اختلفت الأصول والمنابت فلا بد أن تصب في نهر واحد اسمه الأردن، فما قيمة الأصل إن لم يثمر الوفاء لوطن عشت فيه؟ وما جدوى الافتخار بالأصل والمنبت إن لم يتحول إلى عطاء وتضحية للأرض التي أعطتك كل ما فيها لتحافظ عليها؟.
أن تكون أردنياً.. أن تؤمن بالشراكة مع كل أبناء وطنك، بلا تمييز ولا استثناء ولا انحياز.
أن تكون أردنياً.. أن تؤمن بأن تاريخ الأردن بكل مراحله هو تاريخ جميع الأردنيين.
أن تكون أردنياً.. أن تكون ابنا لهذا التراب لا عابراً فوقه.
أن تكون أردنياً.. أي أن لا تحمل ولاء مزدوجاً أو متردداً، ولا تحمل هويات موازية لهويتك الوطنية.
أن تكون أردنياً.. أن تؤمن بأن الوطن ليس الماضي فحسب، بل هو المسؤولية في بناء المستقبل.
الهوية الوطنية، حين تُفهم في عمقها الوجودي، تتجاوز الشعارات والانفعالات المؤقتة، لتصبح قَسَمًا أخلاقيًا وإيماناً متجذراً، لا ينقضه تغير الزمان ولا تبدل الأحوال، إنها التزام كامل، لا تراجع فيه، ولا شروط عليه؛ لأنها ببساطة، المعنى الذي به تكون.. أو لا تكون.
0 تعليق