مسيرة الصحافة في خدمة الوطن

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في الثالث من مايو من كل عام، يحتفي العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، تلك المناسبة التي تذكّرنا بأهمية الكلمة الحرة والمسؤولة في بناء المجتمعات وتوثيق تاريخ الأمم. وفي مملكة البحرين، تقف الصحافة الوطنية اليوم كمنارة للفكر والتنوير، وشريك فاعل في المسيرة التنموية الشاملة التي أطلقها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، منذ انطلاق مشروع الإصلاح الوطني. لقد أكد جلالة الملك المعظم، في رسالته السامية بمناسبة هذا اليوم، على حرص مملكة البحرين الدائم والتزامها المستمر بدعم حرية الرأي والتعبير، مشدداً على الدور الوطني والبنّاء للصحافة كركن أساسي في دعم النهضة التنموية. وهي رسالة تعكس بوضوح المكانة الرفيعة التي تحظى بها الصحافة البحرينية في رؤية جلالته، كأداة فاعلة لنشر الوعي وتوثيق المنجزات، وسجل تاريخي يحفظ الهوية الوطنية ويعزز قيم التعايش والمحبة.

ومنذ انطلاق مشروع الإصلاح الوطني، شهدت الصحافة البحرينية نقلة نوعية في أدائها وحضورها، حيث باتت تتمتع بحرية غير مسبوقة في تناول القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية. فقد أضحت منبراً لمناقشة موضوعية تسلط الضوء على هموم المجتمع، وتترجم تطلعات المواطنين، وتفسر تعقيدات الواقع بأسلوب يجمع بين المصداقية والمهنية. هذه الحرية، التي كفلها الدستور ودعمتها رؤية جلالة الملك، جعلت الصحافة البحرينية مرآة صادقة تعكس نبض الشارع، وصوتاً جريئاً ينقل الحقائق ويحلل التحديات.

ومن أبرز منجزات الصحافة البحرينية في ظل هذه المسيرة، قدرتها على مواكبة التحولات التقنية، حيث تبنت الإعلام الرقمي بكفاءة عالية. فقد بلغ عدد المستخدمين النشطين للمنصات الإخبارية الإلكترونية في مملكة البحرين نحو 850 ألف مستخدم شهرياً، بحسب إحصاءات العام 2024، وهو ما يعكس ثقة الجمهور في المحتوى الرقمي المحلي. كما أطلقت الصحف البحرينية خلال العامين الماضيين أكثر من 20 منصة تفاعلية جديدة، تجمع بين الوسائط المتعددة وخدمات البث المباشر، بما يسهم في تقديم محتوى يتماشى مع روح العصر ويستجيب لتوقعات المتلقي الحديث.

ولا يمكن الحديث عن هذا التطور الإعلامي دون الإشادة بدور وزارة الإعلام، التي شكلت الركيزة الأساسية في تعزيز القطاع الإعلامي الوطني. فقد عملت الوزارة على رعاية الكوادر الإعلامية الشابة من خلال برامج تدريبية متقدمة، وتحديث البنية التحتية الإعلامية لمواكبة التحول الرقمي. كما ساهمت في تقديم مضامين إعلامية تتسم بالجودة والاحترافية، من خلال وضع سياسات تدعم حرية التعبير المسؤول وتعزز مكانة البحرين كمركز إعلامي إقليمي.

وفي إطار هذا الدعم المؤسسي، تبرز وكالة أنباء البحرين (بنا) كصرح شامخ وقاعدة أساسية للمعلومة والنشر. فقد أسهمت الوكالة، منذ تأسيسها في عام 1976 في تعزيز مكانة الصحافة البحرينية بتزويدها بأخبار ومعلومات دقيقة وسريعة. بفضل تغطيتها الشاملة للأحداث الوطنية والإقليمية، من تقارير ميدانية وبيانات رسمية إلى تغطية المناسبات الملكية والحكومية، اليوم أصبحت «بنا» مصدراً موثوقاً يُبقي الصحافة المحلية في صدارة النشاط والتأثير، معززة بذلك الدور التنموي للإعلام في المملكة.

إن الصحافة البحرينية، بفضل دعم جلالة الملك المعظم وتوجيهاته، لم تكتفِ بأن تكون شاهدة على التنمية، بل أصبحت عنصراً فاعلاً في صياغتها. فمن خلال تغطيتها الشاملة للملفات الوطنية، ساهمت في تعزيز الوعي المجتمعي، وتحفيز الحوار البنّاء حول القضايا التي تهم المواطن. سواء كان ذلك من خلال مناقشة السياسات الاقتصادية، أو تسليط الضوء على التحديات الاجتماعية، أو استعراض الإنجازات التنموية، فقد أثبتت الصحافة أنها ليست مجرد ناقل للأخبار، بل شريكاً في بناء المستقبل.

وفي هذا السياق، يجدر بنا أن ننوه بالدور المتميز لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، الذي يولي الصحافة والصحفيين اهتماماً خاصاً، من خلال رعايته ليوم الصحافة البحرينية وتكريم المتميزين بجائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة.

إن الصحافة البحرينية، بما وصلت إليه من مكانة وحضور، ليست مجرد مهنة، بل رسالة إنسانية ووطنية. إنها صوت الحقيقة، وضمير الأمة، وأداة التنوير التي ستظل، بإذن الله، في طليعة الداعمين لمسيرة البحرين التنموية، محافظة على هويتها الأصيلة، ومستلهمة من رؤية جلالة الملك المعظم، الذي جعل من حرية الكلمة ركيزة لبناء وطن مزدهر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق