المغفور له الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة
طيب الله ثراه
منذ اللحظة التي أوكل فيها لمملكة البحرين استضافة أول نسخة لدورة كأس الخليج العربي لكرة القدم، سافر الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة إلى سويسرا حاملاً معه الفكرة ومضمونها، وتم عرضها على المسؤولين في الاتحاد الدولي FIFA الذين رحبوا كثيراً بالفكرة وأيدوها، لتبدأ من تلك اللحظة المحاولات الخليجية الحثيثة لانتزاع الاعتراف الدولي بها.
وافتتح صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين طيب الله ثراه، البطولة التي أقيمت خلال الفترة من 27 مارس ولغاية 3 أبريل من العام 1970م، واقتصرت المشاركة على 4 منتخبات هي البحرين، الكويت، السعودية، وقطر.
وكان شرط المشاركة هو أن تكون الدولة تحت عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA، وهي العضوية التي كانت تتمتع بها وقتذاك منتخبات البحرين، الكويت والسعودية، أما المنتخب القطري فكان قد تقدم بطلب رسمي للاتحاد الدولي فتم قبول المشاركة القطرية.
واعتمدت اللجنة المنظمة للبطولة ملعب مدينة عيسى "إستاد مدينة خليفة الرياضية حالياً" مسرحاً لإقامة منافسات البطولة، وكان حينها ملعباً رملياً بامتياز، ورغم افتقاره للعديد من المقومات التي تتعلق بالبنية التحتية، إلا أن التاريخ سيدون طويلاً اسم الملعب ومملكة البحرين في جمع شمل الخليج العربي.
واقتصر الجانب الإعلامي على النسخة الأولى من الحدث على تغطية بعض الصحف وسط غياب التلفزيون، وبدأ الناس يتناقلون أخبار البطولة فيما بينهم، وشهدت حضوراً جماهيرياً مميزاً، وهو ما أعطى الانطباع بأن الفكرة ستكون ناجحة للغاية، وهو ما تحقق بالفعل حتى هذه اللحظة.
وجرت منافسات البطولة بنجاح تنظيمي وإداري مميز للسواعد البحرينية، وشهدت مجريات أحداثها العديد من المحطات أهمها قوة المنتخب الكويتي وتميزه على المنتخبات الثلاثة المشاركة، بينما وقف الحظ في وجه المنتخب البحريني منذ النسخة الأولى، حيث تقدم الأزرق الكويتي بهدف في المباريات النهائية جراء تصادم الحارس والمدافع البحريني من غير قصد، مما أتاح الفرصة للمهاجم الكويتي على طبق من ذهب، هدفٌ أتبع بثانٍ، لتظفر الكويت بأول لقب لكأس الخليج العربي.
وشهدت العاصمة البحرينية المنامة احتفالات كويتية صاخبة للغاية فرحاً بالتتويج الأول، وهو الأمر الذي بدأ يؤثر على ثقافة المسؤولين والشارع الرياضي الخليجي بضرورة الاهتمام بكرة القدم، والمنافسة على اللقب في النسخة الثانية.
وشهدت الكرة الخليجية بعد الدورة الأولى نهضة شاملة، وعلى كافة المستويات لم يسبق للمنتخبات الخليجية أن التقت مع بعضها بعضاً تحت إطار رسمي قبل كأس الخليج الأولى، واقتصرت المقابلات على الجانب الودي بين الأندية والمنتخبات.
وساهمت المسابقة فيما بعد بتبادل الخبرات بين الدول، ووضع اللبنة الأساسية للتطوير المنشود، والذي نراه يتجسد تماماً في زمننا الحاضر.
0 تعليق