
السبيل
ضجّت “اسرائيل” من قيادة الشاب “صقر طليب”، وحدةً لملاحقة لصوصها وعصاباتها التي تنهب قوت الغزيين، بعدما أصبح يُشكل خطرًا على مخطط التجويع بغزة، فقررت شطبه وأسرته من السجل المدني، بمجزرة يندى لها الجبين.
واختار سلاح الجوي الاسرائيلي أن يقصف الشاب “طليب” وهو بين أطفاله وزوجته، في خيمة تفتقر لأدنى مقومات الحماية والغذاء.
واستشهد “طليب”، وهو قائد وحدة ملاحقة اللصوص وتأمين ممتلكات المواطنين في قصف إسرائيلي لخيمته بحي الصبرة جنوبي مدينة غزة، وارتقى برفقة زوجته وأبنائه الثلاثة، ليضافوا لقائمة العائلات المبادة بالكامل في غزة، البالغة 2220 عائلة.
وتشهد غزة منذ أيام عمليات سرقة منظمة وفوضى من بعض العصابات المسلحة، التي تقتحم مخازن وبسطات الغذاء، وتقوم بسرقتها تحت تهديد السلاح.
ولاقت عمليات السرقة تنديدًا ورفضًا واسعين من المواطنين والفصائل والفئات المؤثرة والعائلات والعشائر، والتي دعت للجمها وحماية المجتمع من هذه العصابات المتواطئة مع الاحتلال.
وتأتي هذه العمليات في ظل أزمة إنسانية شديدة يواجهها قطاع غزة بسبب المجاعة، والحصار الإسرائيلي المطبق، وبتزامن مع حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام ونصف.
على طريق من سبقوه
ويقول إبراهيم طليب، ابن عم الشهيد، “صقر قهر عدونا وأعوانهم من العصابات واللصوص، فاستهدفوه بجريمة بشعة مسحت العائلة بالكامل”.
ويضيف “أوجع قلوبنا صقر، برحيله، لكن عزاؤنا أنه مع الشهداء في عليين”.
و”صقر” ليس بالشهيد الأول لأمه، فقد ارتقى نجلها العام الماضي بحرب الإبادة المتواصلة، وابنتها وأولادها من قبله، ولها أسير لدى الاحتلال اعتُقل أثناء حرب الإبادة.
وتقول إحدى أقاربه لوكالة “صفا” إن أحدًا لم ينتقد عمل صقر، سوى المتعاونين مع الاحتلال واللصوص، وهم من لم يرق لهم عمله الوطني.
وتضيف “عُرف صقر بعمله ضد العصابات، ويبدو أن هذا ازعجهم فقرروا اغتياله، لأنهم لا يريدون الناس النظيفة في البلد”.
وتدعو على “المتعاونين مع الاحتلال من عصابات السرقة والفوضى، مرددة: اللهم لا تغفر لهم، وأرهم في أنفسهم ما لا يطيقون”.
وقبل أيام استهدفت طائرات الاحتلال الحربية مجموعة من قوات التأمين وملاحقة اللصوص، ما أدى لارتقاء ضابط وطفل.
مدافعًا ومحرومًا
وندد نشطاء ومواطنون باستهداف “طليب”، معبرين عن تضامنه الكامل مع مسيرته، وداعين لمواجهة أعوان وأيدي الاحتلال بغزة، ممن ينهبون مقدرات الناس.
وكتب جاره محمد طليب “صقر طليب قائد وحدة ملاحقة اللصوص وتأمين ممتلكات المواطنين في حي الصبرة، كان هدف الاحتلال اليوم”.
وقال علي نجم “اغتالوا الرجل لأنه قاد وحدة ملاحقة اللصوص، هل هناك عاقل لا زال يدافع عن هاللصوص ويعطيهم مبررات؟!”.
وكتب محمد اسليم “صقر طيب الذكر والخلق، استشهد مع أولاده وهو يدافع عن حرمات وبيوت أبناء شعبه”.
ونعاه معاذ “أبو أنس”، بالقول “ارتقى شهيدًا وهو يلاحق اللصوص، وليس في خيمته ما يسد الجوع والعطش،، رحمه الله”.
والأسبوع الماضي أعلنت وزارة الداخلية في غزة أنها ستلاحق المجموعات الخارجة عن القانون التي ترتكب عمليات سرقة وفوضى، ضمن اجندة للاحتلال تهدف لتسريع وتيرة التجويع، وضرب الأمن المجتمعي بغزة.
ومنذ السابع من أكتوبر عام 2023، ترتكب “إسرائيل” بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية بغزة، ارتقى فيها 52.576 شهيدًا، وأصيب فوق الـ118,610 جريح، بالإضافة لما يزيد عن 14 ألف مفقود تحت الأنقاض.
(صفا)
0 تعليق