يشهد العالم تحولات متسارعة وتحديات ثقافية إضافة لعمليات استهداف للهوية، بالتالي أصبحت الحاجة إلى ترسيخ القيم الوطنية وتأصيل الهوية المجتمعية أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، خاصة لدى الأجيال الناشئة.
وعليه، جاءت الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء وترسيخ قيم المواطنة «بحريننا» التي أطلقتها مملكة البحرين كإطار استراتيجي شامل يعكس الرؤية الوطنية لحماية النسيج المجتمعي وترسيخ الولاء والانتماء للوطن في نفوس الشباب.
الخطة هي استجابة لتطلعات جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه في ترسيخ قيم الانتماء وتعزيز الهوية الوطنية في مواجهة التحديات المعاصرة، عبر تنفيذ مبادرات استراتيجية تنموية وتربوية واجتماعية.
وتستهدف الخطة مختلف فئات المجتمع، مع التركيز على فئة الناشئة والشباب، عبر أدوات مدروسة تشمل التعليم، الإعلام، العمل التطوعي، والحملات التوعوية، بما يعزز ارتباط المواطن بثقافته الوطنية ويعمق شعوره بالانتماء والمواطنة الصالحة.
تنسجم مضامين «بحريننا» مع الرؤية التي تؤكد على أن القيم الوطنية ليست مفاهيم نظرية، بل سلوكيات عملية تُترجم إلى التزام وحرص على مصلحة الوطن.
وقد ركزت الخطة على تضمين هذه القيم في مناهج التعليم، والبرامج الشبابية، والأنشطة المجتمعية، بما يسهم في بناء جيل متمسك بوطنه، مشارك في صنع حاضره، ومؤمن بدوره في صون مستقبله.
أحد أهم أهداف «بحريننا» هو حماية الهوية البحرينية الأصيلة، القائمة على مبادئ التعايش، والتسامح، والانفتاح الحضاري، من خلال إبراز الخصوصية الثقافية والتاريخية للمجتمع البحريني.
وقد صُممت المبادرات ضمن الخطة لتُعزز الهوية الجامعة، وتحفّز الأجيال الناشئة على الاعتزاز بثقافتهم المحلية، بما يشكل خط دفاع حيوي ضد الذوبان في الثقافات الأخرى أو التأثر بالخطابات الخارجية المغايرة لخصوصية المجتمع البحريني.
مؤخراً، من أبرز النجاحات التي تحققت في ظل هذه الخطة، إقامة ”معرض ”بحريننا“« الذي جاء تتويجاً لمسابقة ”تحدي الأجيال“ الهادفة إلى إبراز إبداعات الشباب وترسيخ الفخر الوطني من خلال المحتوى الرقمي.
وقد شهدت المسابقة تفاعلاً لافتاً من مختلف محافظات المملكة، والمؤسسات الحكومية والتعليمية، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والنوادي الرياضية، والمبدعين من مختلف التخصصات.
وتم تسجيل أكثر من مائتي مشاركة، عكست الالتزام الجماعي بتعزيز الإبداع الوطني وتكريس مفاهيم الانتماء، وأبرزت الدور الفاعل للأجيال الصاعدة في التعبير عن الهوية البحرينية بأساليب مبتكرة.
نجاح عملية تعزيز الانتماء وترسيخ القيم الوطنية يتطلب تضافر جهود جميع المؤسسات وفق عمل يأتي في إطار تكاملي لبناء وعي وطني جامع.
ويُعد هذا التعاون من أبرز ملامح نجاح الخطة، حيث يُترجم الوعي إلى مبادرات واقعية لها تأثير ملموس في حياة الشباب.
الوعي الوطني الذي تسعى «بحريننا» إلى ترسيخه ليس مؤقتاً أو موسمياً، بل هو مشروع وطني مستدام.
وتأتي هذه الخطة كخطوة استراتيجية نحو بناء مجتمع بحريني واعٍ، محصن ضد التحديات، معتز بوطنه، ومشارك في مسيرته التنموية.
وهي تؤكد أن الانتماء لا يقتصر على المشاعر، بل يتجسد في السلوك والمشاركة والمبادرة.
أمامنا مشروع وطني متكامل يشكل حجر الزاوية في أمن واستقرار المجتمع البحريني. ومن هنا، تصبح كل مبادرة تعليمية، أو إعلامية، أو شبابية، فرصة لترسيخ قيم الولاء والانتماء، وتحقيق تطلعات وطن ينمو بشبابه، ويصان بوعيه، ويتقدم بتكاتف أبنائه.
0 تعليق