في خطوة تؤكد التزام الجامعة الخليجية بتعزيز ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير منظومة التعليم العالي، اختتمت الجامعة فعاليات المنتدى العربي للذكاء الاصطناعي في التعليم العالي، الذي نظمته بالتعاون مع منظمة "التايمز للتعليم العالي" البريطانية (Times Higher Education)، وذلك بحضور سعادة الدكتورة ديانا عبد الكريم الجهرمي، الأمين العام لمجلس التعليم العالي في مملكة البحرين، وبمشاركة 387 أكاديميًا وخبيرًا من مختلف دول العالم.
وقد انعقد المنتدى تحت شعار: "الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي: دفع عجلة الابتكار من خلال العمل"، يوم الأربعاء 14 مايو 2025 بفندق الخليج، وشارك فيه نخبة من القيادات الأكاديمية وصنّاع القرار والباحثين والخبراء من مؤسسات تعليمية وصناعية في منطقة الخليج، والوطن العربي، وأوروبا، وآسيا. وشكّل المنتدى منصة استراتيجية جمعت بين أعضاء هيئة التدريس من جامعات البحرين وخبراء الذكاء الاصطناعي من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في الحوكمة الجامعية، وتجربة التعلم، والبحث العلمي، بما يتماشى مع التحولات الرقمية المتسارعة في البيئة الأكاديمية.
في كلمتها الافتتاحية، أكدت سعادة الدكتورة ديانا عبدالكريم الجهرمي أن المنتدى يُعد منصة نوعية تعكس التوجهات الاستراتيجية لمجلس التعليم العالي في تعزيز الابتكار وتوظيف الذكاء الاصطناعي داخل مؤسسات التعليم العالي. وأوضحت أن المجلس يعمل على دعم البرامج النوعية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وتطوير المناهج والمخرجات البحثية، وبناء المهارات الأكاديمية والمهنية للطلبة، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراً محوريًا لا غنى عنه في المنظومة التعليمية.
كما أشارت إلى أهمية الشراكة الاستراتيجية مع منظمة "التايمز للتعليم العالي"، والتي يتعاون معها المجلس لتحليل واقع التعليم العالي في المملكة، وتطوير أداء مؤسساته، وإعداد استراتيجية وطنية شاملة للتعليم العالي والبحث العلمي للعقد القادم. ولفتت إلى أن البحرين ماضية في ترسيخ نموذج تعليمي ذكي يرتكز على القيم المجتمعية والأخلاقية، ويواكب أفضل الممارسات العالمية، بما يسهم في بناء اقتصاد معرفي قائم على العنصر البشري.
من جهتها، أوضحت البروفيسور منى بنت راشد الزياني، رئيس مجلس إدارة الجامعة الخليجية ورئيس مجلس أمنائها، أن تنظيم المنتدى يأتي انطلاقًا من حرص مجلس الأمناء على دعم المبادرات النوعية التي تعزز مكانة الجامعة على المستويين المحلي والدولي. وقالت:"المنتدى يمثل نقلة نوعية في مسيرة التعليم بالجامعة الخليجية، التي اعتمدت منذ تأسيسها على دمج التقنيات الحديثة في برامجها. لقد قمنا بإعادة تقييم برامجنا الأكاديمية وتطويرها، ودمجنا فعليًا تطبيقات الذكاء الاصطناعي في جميع المقررات الدراسية، ليصبح محركًا رئيسيًا للعملية التعليمية."
من جانبه، أكد البروفيسور مهند الفراس، رئيس الجامعة الخليجية، أن المنتدى يأتي في إطار التزام الجامعة باستراتيجيتها الهادفة إلى دمج الذكاء الاصطناعي في البرامج الأكاديمية، مشيرًا إلى أن جميع أعضاء الهيئة الأكاديمية بالجامعة خضعوا لتدريبات دولية متقدمة وحصلوا على شهادات معتمدة في الذكاء الاصطناعي. وأضاف:"استضافة الجامعة الخليجية لهذا المنتدى بمشاركة خبراء دوليين يعكس موقعها المتقدم كمؤسسة أكاديمية تتبنى التحول الرقمي. لقد بدأنا بالفعل بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات التدريس والتقييم والإدارة الجامعية، ونسعى إلى تعزيز ريادة الجامعة في هذا المجال من خلال التركيز على قضايا محورية مثل تنمية المهارات البشرية، وريادة الأعمال، والتكامل بين التعليم والتكنولوجيا."
شهد المنتدى طرح رؤى عملية متقدمة حول مستقبل التعليم العالي في ظل تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث أكد المشاركون أهمية إعادة تصميم المناهج التعليمية لتواكب متطلبات العصر الرقمي، من خلال دمج المهارات الرقمية والابتكار في بنية البرامج الأكاديمية.
كما ناقش المشاركون سبل تعزيز الحوكمة الجامعية الذكية باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة الأداء واتخاذ القرار داخل المؤسسات التعليمية، وربط البحث العلمي بالقطاعات الصناعية والاقتصادية ضمن إطار الاقتصاد المعرفي. وأكد المنتدى أيضًا أهمية بناء شراكات دولية فاعلة تسهم في تطوير بيئة تعليمية مبتكرة ومستدامة، تدعم التحول الذكي في التعليم العالي.
ورغم الإشادة بالإمكانات الواسعة للذكاء الاصطناعي، شدّد المتحدثون على أن العقل البشري والبعد الإنساني يظلان عنصرين لا يمكن الاستغناء عنهما، خصوصًا في تصميم السياسات التربوية وصياغة الحلول التعليمية ذات الطابع الأخلاقي.
وفي ختام أعمال المنتدى، أكدت الجامعة الخليجية استمرارها في تنفيذ خطة شاملة لدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث وخدمة المجتمع، بما يواكب المتطلبات الوطنية والعالمية، ويعزز من جودة مخرجات التعليم العالي في مملكة البحرين والمنطقة.
0 تعليق