loading ad...
تتداخل التوقعات خلال هذه الفترة بشكل مثير، إذ مع رفع العقوبات عن سورية، يحلل كثيرون ملف اللاجئين السوريين، لمعرفة التوقعات على صعيد هذا الملف.
رفع العقوبات عن سورية، امر مهم جدا، وسيوفر للسوريين الفرصة لتجديد الاقتصاد السوري، واستعادة الحياة على صعيد البنى التحتية وشبكات النقل، واعادة الاعمار، واقامة المشاريع، واصلاح المنشآت المتضررة، او تجديد القديمة، اضافة الى عودة المساعدات العربية والدولية، وضمان تدفق الاموال الى داخل سورية.اضافة اعلان
أحد أبرز النتائج بعد رفع العقوبات هو هرولة المؤسسات الدولية لإقراض سورية، وهذا سياق يريد تقييد سورية منذ البداية واغراقها في القروض.
لكن من جهة ثانية تعد سورية من الدول العربية غنية الموارد، وهذا يعني ان رجال الاعمال السوريين في العالم، اذا استقر الامن في سورية، وهذا شرط للاستفادة من نتائج رفع العقوبات، سيسارعون للاستثمار في سورية وثرواتهم في العالم تتجاوز 200 مليار دولار، وهم من اذكى وانجح المستثمرين العرب.
كما ان رفع العقوبات سيؤدي بالتأكيد الى خصخصة الموارد وفتح المجال لبيع كثير من الخدمات والمؤسسات لسوريين وعرب واجانب، من اجل ترقية الخدمات، وتحسين اوضاع كثير من القطاعات، بما في ذلك الصحة والتعليم والنقل.
الأمر الأهم أن إدارة الموارد الكبرى، والبحث عن الثروات مثل النفط والغاز والمعادن سيكون من نصيب شركات اجنبية، وتحديدا الشركات الاميركية.
الشرط الامني هو اهم شرط لنجاح رفع العقوبات، وهذا يوجب تهدئة الداخل السوري، وبدون وقف النزعات الانفصالية، والاقتتال على خلفيات مذهبية او دينية او قومية، او تصفية الحسابات مع جماعات وانصار النظام السابق، ووقف التدخل الاسرائيلي، وضمان استتباب الامن والقانون، وايجاد حل للجماعات المسلحة غير السورية اصلا، لا يمكن لرفع العقوبات ان يأتي بنتائج ايجابية، لان الفوضى والحرب والاقتتال سيؤدي الى نفور رؤوس الاموال المحلية والدولية من سورية.
في كل الحالات حتى يشعر السوريون بفروقات اقتصادية، لا بد من مرور وقت كاف، لأن الاستفادة من الوضع الجديد، لن تحدث بشكل انقلابي، وبحاجة الى وقت، حتى يبدأ الاقتصاد السوري بالتحسن، مع معرفتنا بحاجة سورية الى خطة لاعادة الاعمار حيث تتحدث تقديرات متوسطة عن حاجة سورية إلى ما لايقل عن 400 مليار دولار، لاعادة اصلاح كل شيء، بما في ذلك مئات آلاف الوحدات السكنية المدمرة، وهذا مبلغ لن يتم تأمينه بهذه البساطة، وهذا يعني ان رفع العقوبات غير كاف وحده، ولا بد من خطة اعادة اعمار، وتقديم مساعدات للخزينة السورية، حتى يثمر رفع العقوبات، خصوصا، ان رفع العقوبات بدون توفير سيولة مالية للدولة، مجرد اعلان لن ينهي حالة الافلاس التي تعاني منها الخزينة السورية.
ارتداد كل هذا على ملف اللاجئين السوريين لن يكون سريعا، وأقرأ تقريرا صادرا عن منظمة كير الدولية في الأردن، تحت عنوان "بين الأمل والتردد: نظرة اللاجئين السوريين للعودة والبقاء"، يقول في استخلاصاته أن ثلثي اللاجئين السوريين في الأردن لا ينوون العودة لبلدهم، ويحدد التقرير بالأرقام نسبا حول آراء السوريين بشأن المعيشة في الأردن، والتحديات التي يواجهونها على عدة اصعدة.
هذه نسبة منخفضة، وربما نشهد في وقت لاحق قيام المؤسسات الدولية والدول الممولة للجوء السوري بخفض او وقف المساعدات الفردية او الموجهة للحكومات ما دامت العقوبات قد تم رفعها، وحالة الحرب انتهت، وهذا يعني ان ظروف السوريين في الأردن ودول ثانية مقبلة على تغييرات واسعة، قد تؤثر في قرارهم بشأن العودة، بسبب انخفاض الجاذبية الاقتصادية للجوء الى دول الجوار، ودول ثانية، خصوصا، اذا اتخذت الدول المضيفة اجراءات تجعل بقاء السوريين مكلفا واكثر صعوبة، لحثهم على العودة الى بلادهم.
سيحسم قرار السوريين امران، اولهما الاستقرار الامني في سورية، وبدء تحرك الاقتصاد بعد رفع العقوبات، وبدون هذين المؤشرين، فإن نسبة العائدين لن ترتفع كما يتوقع البعض، وستبقى بطيئة خلال السنوات المقبلة.
0 تعليق