تتجه شركة "OpenAI" إلى خطوة استراتيجية تتمثل في التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، لتطوير مركز بيانات ضخم يعتمد على أحدث التقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويُتوقع أن يكون هذا المشروع من بين الأكبر على مستوى العالم في البنية التحتية، والقدرة التشغيلية.
مواصفات تقنية فائقة لمجمع الذكاء الاصطناعي
المجمع المزمع إنشاؤه في أبوظبي تبلغ طاقته التصميمية 5 جيجاوات، وهو رقم ضخم يعكس طبيعة المشروع التقنية ومدى استهلاكه للطاقة مقارنة بالمراكز التقليدية، وهذه القدرة تعادل تقريبًا استهلاك خمسة مفاعلات نووية، وهو ما يجعل من المجمع أحد أكثر مراكز البيانات كثافة في الاستهلاك الطاقي والتجهيزات، والمساحة التي سيغطيها المشروع تصل إلى 10 أميال مربعة، مما يعني أن بنيته التحتية ستتطلب تصميمًا متطورًا لتبريد الخوادم وتوزيع الأحمال وتخزين البيانات فائقة الكثافة.
دور الذكاء الاصطناعي في توجيه البنية التحتية
مشاركة "OpenAI" في المشروع تركز على تقديم حلول ذكية من خلال نماذجها المتقدمة في الذكاء الاصطناعي مثل نماذج اللغات الضخمة وتحليل البيانات وإدارة الموارد بشكل ذاتي، وهذه الأنظمة تتيح التحكم الذكي في توزيع الطاقة وتشغيل الخوادم تبعًا لأحمال العمل، مما يعزز الكفاءة ويقلل من الفاقد الحراري والطاقة المستهلكة دون جدوى.
مشروع "ستارغيت" كمنصة للنمو العالمي
المجمع في الإمارات يعد جزءًا من مشروع "ستارغيت" الذي أُعلن عنه سابقًا، ويهدف إلى دعم إنشاء مراكز بيانات ضخمة حول العالم لتسريع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، والمشروع يدمج بين استثمارات ضخمة وبنى تحتية غير مسبوقة، مع استخدام تقنيات المعالجة المتقدمة لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، بما في ذلك النماذج التنبؤية والتعليم الآلي والذكاء المؤسسي.
البعد الهندسي وتحديات التبريد والمعالجة
مع هذا الحجم الهائل من الخوادم والمعالجات، يواجه المشروع تحديات هندسية كبيرة في ما يخص أنظمة التبريد والتغذية الكهربائية واستمرارية التشغيل، ومن المتوقع أن تستخدم تقنيات متقدمة لتبريد الخوادم، تشمل المياه المبردة وأنظمة التهوية الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، إضافة إلى توزيع الأحمال عبر مراكز فرعية لضمان عدم وجود نقاط فشل حرجة في النظام.
توزيع الطاقة بين عدة شركات تقنية
رغم أن "OpenAI" تعتبر من اللاعبين الأساسيين في المشروع فإن الطاقة المخصصة للمجمع لن تذهب بالكامل إليها، بل سيتم توزيعها على عدة شركات تقنية، وهذا التوجه يعكس فلسفة تقاسم الموارد بين عدد من الكيانات الكبرى التي تسعى إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير خدماتها وتحسين قدراتها الحوسبية.
نقلة نوعية للبنية التحتية في الشرق الأوسط
هذا المشروع لا يمثل فقط استثمارًا ضخمًا في مجال التكنولوجيا، بل يشكل أيضًا تحولًا نوعيًا في بنية الحوسبة الإقليمية حيث يضع الشرق الأوسط ضمن خارطة المراكز العالمية للبيانات المتقدمة، والبنية التحتية الناتجة ستوفر أساسًا مهمًا لتطوير حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي محليًا، مما يخفف من الاعتماد على المراكز الدولية ويزيد من سرعة المعالجة والأمان السيبراني.
0 تعليق