خبيران مصريان لـ«عكاظ»: التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية انتهاك صارخ للقانون الدولي

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة كيلومترات داخل الجولان السوري وسيطر على عدد من المواقع التي غادرها الجيش السوري. ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية فإن الحكومة صدّقت على الدخول بضعة كيلومترات داخل المنطقة العازلة ومواقع مراقبة في الجولان.

وقال أستاذ القانون الدولي بالقاهرة الدكتور محمد مهران إن إعلان إسرائيل إلغاء اتفاق فض الاشتباك وتوغلها في الأراضي السورية يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، موضحاً أن اتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974 جاء تنفيذاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 338 في تاريخ 22 أكتوبر 1973، وبموجبه يلزم الطرفان (سورية واسرائيل) باحترام خط وقف إطلاق النار وعدم القيام بأي عمليات عسكرية في المنطقة المحددة، لكن خرق إسرائيل المتكرر للاتفاق يقوض أسس نظام القانون الدولي.

وحول أهداف التوغل الإسرائيلي في سورية، قال مهران لـ«عكاظ»: «إسرائيل تسعى من خلال هذه العمليات إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، أبرزها إنشاء منطقة عازلة على حدودها مع سورية، ومنع تمركز المليشيات المسلحة، إضافة إلى محاولة فرض معادلة أمنية جديدة في المنطقة»، مشيراً إلى أن هذه الأهداف مهما كانت مبرراتها الأمنية لا تبرر خرق السيادة السورية وانتهاك القانون الدولي، فميثاق الأمم المتحدة يحظر بشكل قاطع استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية، باستثناء حالات الدفاع الشرعي عن النفس وفق المادة 51.

وأضاف أستاذ القانون الدولي بالقاهرة: التوغل الإسرائيلي يتعارض مع عدة مبادئ أساسية في القانون الدولي، أهمها مبدأ السيادة الإقليمية للدول، وحظر التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، واحترام السلامة الإقليمية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، مبيناً أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة السورية سيؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة، خصوصاً في ظل تعقدات المشهد الإقليمي وتداخل المصالح الدولية في سورية، مبيناً أن الانتهاك الحوثي سيزيد من حدة التوتر ويهدد السلم والأمن الدوليين.

وطالب مهران المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة وتفعيل آليات الأمم المتحدة لحماية السيادة السورية، وضمان احترام اتفاق فض الاشتباك، لافتاً إلى أن حل الأزمة يكمن في احترام القانون الدولي والعودة إلى طاولة المفاوضات.

من جهته، قال الخبير العسكري اللواء ممدوح الإمام إن إسقاط نظام بشار الأسد لا يعني إلغاء القرارات والاتفاقيات الدولية، وقرارات مجلس الأمن الملزمة لكافة الأعضاء، مشيراً إلى أن عدم اكتراث إسرائيل بقرارات مجلس الأمن يعد انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن وقواعد القانون الدولي.

ولفت إلى أن توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي السورية الذي تم دون رصاصة واحدة من جانب قوات الجيش السوري يعد غزواً خطيراً ربما يؤدي إلى المزيد من التوغل من جانب إسرائيل من ناحية الشمال السوري خلال الأيام القادمة بزعم تأمين وجودها.

وأشار إلى أن نتنياهو يسعى لتوسيع دائرة الصراع في المنطقة بمزيد من الحروب.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق