شركات ناشئة تطوع الذكاء الاصطناعي لزيادة مبيعاتها

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان– في ظل ما يوفره الذكاء الاصطناعي من إمكانيات لتخفيض النفقات وزيادة الإنتاجية للشركات الريادية توجه عدد من الرياديين الأردنيين لتطويع هذه التقنية الحديثة لخدمة شركاتهم.اضافة اعلان
وأكد رياديون أردنيون، طوعوا الذكاء الاصطناعي في عمل شركاتهم الناشئة أن الامر لم يعد ترفا بل اصبح ضرورة في اتجاهين، الأول، استخدام الذكاء الاصطناعي في الإدارة والتسويق والثاني تطويع الذكاء الاصطناعي في المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة الناشئة. 
ولفتوا إلى أن تطويع شركاتهم لتقنيات الذكاء الاصطناعي يهدف لضمان الوصول الى جمهور اكبر من المستخدمين، وتحسين تجاربهم وتطوير المنتجات والخدمات في مختلف القطاعات، ما يضمن الاستدامة للشركة الناشئة، ويزيد تنافسيتها من جهة اخرى في سوق عالمية رقمية تتطور بشكل متسارع. 
وأكد رياديون أن وجود الذكاء الاصطناعي وتطويعه في المنتجات والعمليات يزيد من جاذبية الشركات للاستثمار في سوق عالمية شديدة المنافسة تتسابق فيما يبتكر ويطوع التقنيات الحديثة لخدمة القطاعات الحيوية. 
ويمكن تعريف الذكاء الصناعي بأنه عبارة عن مجموعة من الخوارزميات والتقنيات والأنظمة التي تهدف إلى تعليم أجهزة الكمبيوتر والبرمجيات كيفية القيام بمهام تشابه مهام الذكاء البشري ويتيح الذكاء الصناعي لأجهزة الكمبيوتر والأنظمة القادرة على استخدام البيانات والمعرفة لاتخاذ القرارات، وحل المشاكل، وتنفيذ المهام بشكل ذكي ودقيق وسريع، دون الحاجة إلى تدخلٍ بشريٍ. 
الريادي الاردني محمد العموش يرى أن الذكاء الاصطناعي اليوم "اصبح ضرورة" لكل الشركات وخصوصا الناشئة منها لأنه يفتح آفاقاً واسعة للإبداع ويمنحها ميزة تنافسية كبيرة. فهو لم يعد "رفاهية"، بل هو وسيلة استراتيجية للنمو والاستدامة في بيئة العمل الحديثة. 
وقال العموش، وهو الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في شركة "مسجل"، منصة صناعة البودكاست باستخدام الذكاء الاصطناعي: "اشجع بقوة الشركات الناشئة على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي"، مؤكدا أن الذكاء أصبح أداة محورية في دعم الشركات الناشئة، خصوصاً في تحسين الكفاءة والابتكار. 
وبين العموش من واقع تجربة الشركة في مجال الإنتاج الإعلامي والبودكاست، بأن شركة "مسجل" قامت بتوظيف الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر لدعم عملياتها. 
وضرب مثلا كيف استخدمت الشركة تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستمعين، ما ساعدها على فهم احتياجاتهم وتقديم محتوى يناسب اهتماماتهم. كما ساهم الذكاء الاصطناعي في أتمتة بعض المهام، مثل تحرير الصوت وتحسين جودته، مما وفر الكثير من الوقت والجهد لفريق العمل. 
واضاف العموش "الشركة قامت بتطوير منصتها الخاصة "مسجل" ، ونجحت في تبسيط عملية إنتاج البودكاست باستخدام أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت المنصة توفر حلولاً شاملة لتسجيل، تحرير، ونشر المحتوى بشكل سهل وفعال. هذا التطويع ساهم بشكل كبير في تقليل تكاليف الإنتاج وتمكين المزيد من الأشخاص من دخول عالم البودكاست، بغض النظر عن خلفيتهم التقنية".
 وأكد الخبير في مضمار ريادة الاعمال رائد مدانات ان استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنياته وادواته المختلفة اليوم لم يعد ترفا ولكنه اصبح ضرورة لكل انواع الشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة والشركات الناشئة، ويزداد اهمية في حالة الشركة الناشئة لانها بحاجة دائما الى ادوات تساعدها في تخفيض النفقات وزيادة الانتاجية والتوسع مستقبلا.
وبين مدانات أن استخدام الذكاء الاصطناعي للشركات الناشئة ضروري في اتجاهين: الاول في تسيير العمليات الادارية في الشركة مثل تطويع الذكاء الاصطناعي في التسويق وصناعة المحتوى والموارد البشرية والمالية وغيرها، والثاني داخل تقنيات الذكاء الاصطناعي في المنتج او الخدمة الرئيسية التي تقدمها الشركة.
وأكد اهمية ابتكار تقنيات حقيقية مبنية على الذكاء الاصطناعي، وذلك لرفع تنافسية الشركة واستدامتها ولضمان توسعها مستقبلا.
ولفت الى ان تطويع الشركات الناشئة للذكاء الاصطناعي في عملها يزيد من جاذبيتها اليوم للاستثمار، فالمستثمر دائما ما يبحث عن افكار مجدية اقتصاديا قابلة للتوسع والاستدامة وتوفير الايرادات، وادوات الذكاء الاصطناعي تساعد في كل ذلك. 
ويتفق الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة " ألجيبرا انتيلجنس" الناشئة المتخصصة في حلول مراقبة الطاقة، أحمد الطوافشة مع مدانات في الرأي، وقال "الذكاء الاصطناعي يظهر تأثيرًا واضحًا على استدامة الشركات الناشئة من خلال تمكينها من تقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات المجتمعات المحلية، مما يخلق توازنًا بين نجاح الشركات وتعزيز الاستدامة المجتمعية". 
ويرى الطوافشة أن التوسع في اعتماد حلول الذكاء الاصطناعي يدعم نمو شركات ناشئة لتتحول إلى شركات عملاقة أو "يونيكورن" جديدة في المستقبل. 
ولخص قائلا "يمثل الذكاء الاصطناعي قوة دافعة للتطور والابتكار، مما يمهد الطريق لتحول الشركات الناشئة إلى لاعبين رئيسيين في مختلف الصناعات، مع مساهمتها في بناء مجتمعات أكثر استدامة وكفاءة". 
واضاف الطوافشة "أهمية الذكاء الاصطناعي تتزايد في تمكين الشركات الناشئة من مواجهة التحديات الاقتصادية والتقنية على الصعيد العالمي" لافتا الى ان شركة الجيبرا انتيليجنس، على سبيل المثال، طورت أول خدمة تنبؤ للطاقة الشمسية في الأردن باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث تعتمد الخوارزمية الخاصة بها على أداء النظام، الظروف الجوية، وطبيعة التركيب في المواقع المختلفة وتمكن هذه التقنية مديري الطاقة من تحسين خططهم التشغيلية بناءً على توقعات دقيقة لتدفقات الطاقة".
واوضح الطوافشة أنه بالإضافة إلى ذلك، قامت الشركة على تطوير مفهوم إثبات جدوى لتحذيرات الصيانة التنبؤية للأنظمة الكهروضوئية، إذ تعتمد الخوارزمية على الشبكات العصبية واكتشاف الشذوذ لتحديد مشاكل الإنتاج غير الطبيعية بشكل يومي، ما يساعد مشغلي الأنظمة في اتخاذ قرارات مدروسة حول جدولة الصيانة الوقائية وتقليل مخاطر الأعطال. 
واشار الى مشروع تتعاون فيه الشركة مع وكالة التعاون الدولي اليابانية ووزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وشركة الكهرباء الوطنية " نيبكو" لتطوير مشروع رائد في إدارة الأحمال الكهربائية باستخدام الذكاء الاصطناعي، بهدف تحسين نظام تخطيط وتشغيل الأحمال الكهربائية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ومن جانبها، قالت المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة “أمهات 360”، المنصة الرقمية لدعم الامهات، دينا عبدالمجيد، إن "الشركة بدات تقدم محتواها وخدماتها للجمهور مطوعة بذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي". 
وبينت عبد المجيد ان في المنطقة العربية 100 مليون أم لا تملك الوصول إلى منصة إلكترونية موثوقة تساعدها في مواجهة التحديات اليومية المتعلقة بصحة  طفلها مع زيادة عدد الأمهات الشابات في هذه المناطق ما يظهر أن هناك نقص واضح في توفير الدعم الإلكتروني الكافي وهذه الفجوة تؤثر مباشرةً على صحة ورفاهية الجيل القادم. 
وقالت  "لهذا السبب أنشأت شركة أمهات ثلاثمائة وستين تطبيقا هاتفيا يعمل على دعم الأمهات من خلال الذكاء الاصطناعي، والذي يستخدم المعلومات التي كتبها مئات من الأطباء والخبراء المختصين من شبكتهم للإجابة الفورية عن أسئلتهم. بالإضافة إلى تقديم برنامج خصومات وورش عمل لدعم صحة العائلة".
وأوضحت قائلة "يعمل الشات بوت على الاجابة الفورية بمعلومات علمية موثوقة لمساعدة الوالدين بتحدياتهم حول صحة أطفالهم النفسية والعقلية والجسدية، بالإضافة إلى صحة المرأة وتحديات الحياة الزوجية".
وأشارت إلى أنه من أهداف هذا التطبيق الكشف المبكر عن المشكلات الصحية وتقليل زيارات الطبيب غير الطارئة وتحسّن صحة الطفل. 
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق