أكد تقرير بريطاني، أن ميليشيات الدعم السريع في السودان تستهدف الأقليات بحملة اغتصاب جماعي، فقد وثق باحثون عشرات الهجمات التي استهدفت أفرادًا من جماعة النوبة العرقية.
وأوضحت صحيفة "تيليجراف" البريطانية، الاثنين، أن تحقيق توصل إلى أن الاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي يُستخدمان كأداة "لانتهاك منهجي" ضد الأقليات العرقية في الحرب الأهلية الدامية في السودان.
وسجل باحثون من منظمة "هيومن رايتس ووتش" عشرات الهجمات التي نفذتها قوات الدعم السريع السودانية أو الميليشيات المتحالفة معها، والتي تقاتل الجيش السوداني من أجل السيطرة على البلاد منذ أبريل 2023.
وأكدت معظم النساء التي شملهن التحقيق تعرضهن للاغتصاب الجماعي أمام عائلاتهن أو لفترات طويلة من الزمن، بما في ذلك احتجازهن كإماء للجنس من قبل مقاتلي قوات الدعم السريع.
وقالت إحدى الناجيات إنها احتُجزت كعبدة جنس مع 50 امرأة أخرى و"اغتُصبت مرارًا على مدى ثلاثة أشهر".
واستهدفت جميع الهجمات البالغ عددها 79 أفرادًا من جماعة النوبة العرقية تتراوح أعمارهم بين سبعة و50 عامًا ووقعت بين ديسمبر 2023 وأكتوبر من هذا العام.
وقال معدوا التقرير إن الهجمات التي ترتكبها قوات الدعم السريع "تشكل جرائم حرب وقد تشكل جرائم ضد الإنسانية"، فقد وقعت الحوادث التي سجلها الباحثون في جبال النوبة، وهي منطقة ريفية وعرة تقع على الحدود مع جنوب السودان حيث يعيش ما يقدر بنحو 700 ألف شخص حاليًا في خيام مصنوعة من العصي والقماش في أسوأ أزمة نزوح في العالم.
وقالت بلقيس ويلي، المديرة المساعدة في قسم الأزمات والصراع والأسلحة في هيومن رايتس ووتش، إن "نطاق وحجم الاعتداء الجنسي المنهجي" من قبل قوات الدعم السريع كان مذهلًا.
وقالت ويلي لصحيفة التلجراف: "خلال الخمسة عشر عامًا التي وثقت فيها الانتهاكات في الصراع المسلح، لم أر قط اغتصابًا يحدث على النطاق الذي يحدث في السودان، فقد كانت كل تقارير العنف الجنسي تقريبًا، باستثناء تقرير واحد، عبارة عن حالات اغتصاب جماعي".
شهادات صادمة
وتعرضت امرأة تبلغ من العمر 35 عامًا تدعى نسرين للاغتصاب الجماعي أمام زوجها وخمسة أطفال عندما سيطر مقاتلو قوات الدعم السريع على بلدة هبيلة في ولاية جنوب كردفان العام الماضي.
تذكرت أن أحد الرجال قال لها عندما اقتحم ستة من مقاتلي قوات الدعم السريع بزيهم الرسمي منزلها وأجبروها على الجلوس على الأرض "أنت أيها النوبية، اليوم هو يومك"، كما شهدت نسرين الرجال وهم يغتصبون بنات جيرانها، اللائي تتراوح أعمارهن بين 13 و15 عامًا.
"وتابعت في شهادتها حاول زوجي وابني الدفاع عني، فأطلق أحد مقاتلي قوات الدعم السريع النار عليهما وقتلهما، ثم استمروا في اغتصابي، كل الستة كانوا يقولون لي " أيها النوبية، سنغتصبك أنت واهلك"
كما أخبرت امرأة تبلغ من العمر 18 عامًا المنظمة غير الحكومية أنها و17 امرأة وفتاة أخرى اختطفهن مقاتلو قوات الدعم السريع واحتجزوهن في قاعدة عسكرية في الدبيبات، جنوب كردفان، كما كانت مجموعة من 33 امرأة محتجزة هناك بالفعل.
وذكر التقرير أن المقاتلين اغتصبوا وضربوا النساء والفتيات، بما في ذلك الناجية البالغة من العمر 18 عامًا، يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، وهي جرائم تشكل أيضًا عبودية جنسية، وأضاف التقرير أنهم "كانوا مقيدين معًا" في بعض الأحيان.
وبحسب الصحيفة لدى قوات الدعم السريع تاريخ طويل في اغتصاب ومهاجمة الأقليات العرقية، وذلك منذ تكوينها في عام 2003 في دارفور وتسببت في قتل حوالي 300 ألف مدني.
ومؤخرًا، اتهمت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع بمحاولة القضاء على الجماعات غير العربية في دارفور، وخاصة شعب المساليت الذين يعيشون في أجزاء من غرب السودان وشرق تشاد.
وقالت ويلي إن العنف الجنسي يتصاعد في جميع أنحاء السودان، لكن الفوضى في البلاد تعيق عمل المحققين، مشيرة إلى أنه من الصعب للغاية جمع أدلة على هذه الأنواع من الانتهاكات، بسبب الافتقار شبه الكامل للاتصالات السلكية واللاسلكية العاملة، مشيرة إلى أنه بالكاد كان لدى الضحايا السودانيين إمكانية الوصول إلى الخدمات، ناهيك عن التعويض أو الجهود الهادفة لوقف هذه الجرائم المروعة.
0 تعليق