"بيان العقبة".. مُنقذ سوريا

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة السياسية السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد مقلقة كثيراً، بسبب الفراغ السياسي الذي تعيشه سوريا حالياً، وإطالة هذا الفراغ لا يعد في صالح الشعب السوري الشقيق، في ظل تهديدات تشهدها البلاد من شمالها وجنوبها، وتحديداً من إسرائيل من خلال توغلها عسكرياً داخل الأراضي السورية.

أيضاً الداخل السوري قد يعيش أياماً صعبة، بسبب ركوب البعض موجة التحرير أو التحرر من نظام الأسد، وهذا الأمر فيه من الخطورة الشيء الكثير، لأنه قد يسبب انقسامات حادة بين الشعب السوري، بكل فئاته وأطيافه وأحزابه، التي ستحاول كل منها تحقيق مصالحها، ولو كان ذلك على حساب بقية الأطياف في بلادها.

لا أريد الحديث هنا عمّا يشاع بشأن مشروع تقسيم سوريا، المرفوض والمقلق للعرب، خاصة وأنه يظهر الآن وبقوة في الساحة السورية، ولكن حتى لا يتحقق ذلك، فإن الحل في اعتقادي هو الإسراع في تنفيذ البيان الختامي الصادر عن اجتماع العقبة في الأردن، الذي بحث تطورات الأوضاع في سوريا، والذي عقد منتصف الشهر الجاري، بحضور مملكة البحرين بصفتها رئيسة الدورة الحالية للجامعة العربية، حيث إن تنفيذ بنود ذلك البيان هو الضامن بعد الله لتحقيق تطلعات الشعب السوري للأمن والاستقرار والتنمية، وحفظ وحدة سوريا وسيادتها وسلامتها الإقليمية، وهو ما أكد عليه البيان، إلى جانب احترام حقوق الإنسان، والحفاظ على مؤسسات الدولة التي تخدم مصالح الشعب السوري.

أعتقد أن نتائج اجتماع العقبة هو خارطة طريق صحيحة وفعالة، لسوريا جديدة وموحدة، وهو المطلوب تحقيقه بأسرع وقت في هذه الفترة الحرجة، حيث إن العملية السياسية الانتقالية يجب أن تكون بقيادة وملكية سورية، وإنتاج حكومة شاملة وغير طائفية، ويتم تشكيلها من خلال عملية شفافة تستند إلى مبادئ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 المتوافق تماماً مع ما صدر "بيان العقبة".

وبما أن اجتماع العقبة جاء بمشاركة ممثلين عن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، فأعتقد أن هذه الدول والجهات مطالبة بالضغط على إسرائيل من أجل انسحاب قواتها من الأراضي السورية، والتي توغلت في الداخل السوري، في ذات اليوم الذي أعلن عنه سقوط نظام الأسد، وهو ما يؤكد نيتها المبيتة من قبل ضد سوريا.

إن الشعب السوري يستحق بالتأكيد العيش الكريم بأمن واستقرار، وذلك بعد نحو 14 عاماً تعرض فيها للقتل والتشريد والمعيشة الصعبة، لذلك فإن الإسراع في تنفيذ البيان الختامي الصادر عن اجتماع العقبة هو الحل الأمثل، لتجنب تكرار مثل تلك المعاناة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق