سوريا.. ماذا وراء تصعيد الاحتلال عدوانه بعد انتصار الثورة؟

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبيل – خاص

شهدت الساحة السورية تحركات عسكرية إسرائيلية مكثفة، بدأت بقصف مخازن أسلحة كيميائية زعمت “إسرائيل” أنه يستهدف منع وقوعها بيد المعارضة المسلحة.

غير أن تقارير ميدانية أفادت بأن الهجمات طالت مواقع حيوية للنظام السابق في محيط دمشق ودرعا، في خطوة تبدو جزءاً من استراتيجية لضمان تفكيك القوة العسكرية السورية، وإضعاف أي طرف قد يشكل تهديدًا مستقبليًا للاحتلال الإسرائيلي.

وفي تطور آخر؛ دفعت إسرائيل بقوات كبيرة إلى المنطقة الحدودية مع سوريا، معلنة توسيع المنطقة العازلة في الجولان.

وبررت ذلك بأنه يهدف إلى منع “تسلل العناصر المسلحة”، لكن هذه التحركات ترافقت مع فرض حظر تجول على خمس بلدات سورية قريبة من الجولان، ما يعكس نية “إسرائيل” ترسيخ سيطرتها في المنطقة بشكل يتجاوز مجرد الإجراءات الأمنية.

كما استولت قوات الاحتلال الإسرائيلية على مواقع استراتيجية، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ عام 1974.

وتأتي هذه التحركات لترسيخ الوجود العسكري للاحتلال بشكل دائم في مواقع حيوية، مما يعزز الهيمنة الإسرائيلية على المناطق الحدودية، ويتيح لها التحكم بالتطورات الأمنية والسياسية في تلك المنطقة.

من ناحية أخرى؛ كشفت تقارير عن محادثات بين مسؤولين أكراد وإسرائيليين، في إطار مساعٍ إسرائيلية لتعزيز نفوذها عبر تحالفات مع أقليات داخل سوريا.

وتعكس هذه الخطوة سعي “إسرائيل” لاستغلال الانقسامات الداخلية في البلاد، بما يخدم مصالحها ويتيح لها توسيع نفوذها الإقليمي، تحت ذريعة دعم الأقليات.

أهداف التحركات الإسرائيلية

تهدف “إسرائيل” في تحركاتها الأخيرة إلى عدة أمور، هي:

– تعزيز الاحتلال في الجولان:

تستغل “إسرائيل” الفوضى السورية لتوسيع هيمنتها في الجولان المحتل، متذرعة بانهيار اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974. وتهدف هذه التحركات إلى فرض واقع جديد يعزز احتلالها، ويمنع أي مقاومة سورية مستقبلية.

– تدمير ما تبقى من قوة النظام السابق:

تزعم “إسرائيل” أنها استهدفت مخازن أسلحة كيميائية لمنع وقوعها في أيدي المعارضة، لكن تقارير محلية تشير إلى أن الهجمات طالت بنى تحتية ومرافق مدنية، في محاولة لإبقاء سوريا ضعيفة وممزقة لعقود قادمة.

– إضعاف محور المقاومة:

مع سقوط نظام الأسد، الذي كان حليفًا رئيسيًا لإيران وحزب الله، تسعى “إسرائيل” لتصفية ما تبقى من هذا المحور، وقطع الطريق أمام أي إعادة تشكيل لمحور طهران – دمشق – بيروت.

– التلاعب بالأقليات لتقسيم سوريا:

تحاول إسرائيل اللعب على وتر الانقسامات العرقية والطائفية، حيث كشفت تقارير عن سعيها للتقارب مع الأكراد بهدف بناء تحالف يتيح لها تعزيز نفوذها في شمال شرق سوريا، وتحقيق مصالحها عبر دعم استقلالية الأقليات على حساب وحدة سوريا.

– خلق منطقة عازلة تحت سيطرة الاحتلال:

تعمل إسرائيل على توسيع المنطقة العازلة في الجولان، ليس فقط لمنع تسلل المسلحين كما تدعي، ولكن لإقامة حزام أمني دائم يعزز احتلالها، ويحمي مستوطناتها في هضبة الجولان.

وتكشف التحركات الإسرائيلية الأخيرة عن سياسة مبيتة لاستغلال انهيار النظام السوري لتحقيق أهدافها التوسعية. ورغم أن إسرائيل تدعي  أن تدخلها يهدف إلى حفظ أمنها، إلا أن الحقيقة تشير إلى أنها تسعى إلى تكريس الاحتلال، وفرض أمر واقع يجعل من الجولان المحتل قاعدة انطلاق نحو الهيمنة الإقليمية.

كما أن التحركات الإسرائيلية داخل سوريا ليست بمعزل عن مصالح القوى الغربية، خاصة الولايات المتحدة، التي تدعم الأكراد وتحافظ على وجودها في المنطقة. وتحاول “إسرائيل” أن تكون شريكًا استراتيجيًا في هذا المشروع، عبر تقديم نفسها كحليف للأقليات و”مدافع عن الاستقرار”.

خلاصة القول: من الواضح أن “إسرائيل” لا ترى في سقوط نظام الأسد فرصة للتخفيف من تهديدات محتملة، بل فرصة لترسيخ استراتيجياتها الاستعمارية. فاستخدام لغة القوة والاستغلال السياسي، ومحاولة تقسيم سوريا على أسس طائفية وعرقية؛ يعكس نوايا خبيثة لا تتوقف عند حدود الجولان، بل تتعداها إلى إعادة رسم الخريطة الإقليمية بما يخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق