النقل وإدارة الحشود بالملتقى العلمي

صحيفة مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، انطلق في رحاب جامعة أم القرى أوائل ديسمبر الحالي الملتقى العلمي الرابع والعشرون لأبحاث الحج والعمرة والزيارة، الذي نظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، تحت شعار "التميّز في النقل وإدارة الحشود"، وحظي الملتقى بحضور جيد ومتابعة مميزة من قبل العاملين والمتخصصين في مجال الحج والعمرة بما تضمنه في جلسات ومناقشات علمية وورش عمل، إضافة لاحتوائه على معرض "الخمسون" الذي أقيم على هامش الملتقى، وتضمن مجموعة من الإنجازات التي حققها المعهد منذ نشأته، والتي كان من أبرزها مشروع الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي، ومشروع النقل الترددي بالمشاعر المقدسة، ومشروع تنظيم الحشود لجسر الجمرات، وغيرها من المشاريع التي شكلت تطورا بارزا في خدمات الحجاج والمعتمرين، يلمسها من عمل في خدمات الحجاج والمعتمرين ومن أداء الفريضة، خاصة من معتمري وحجاج الخارج.

أما على الصعيد التقني، فإن للمعهد العديد من البرامج التقنية سواء تمثلت في برامج إرشاد الحجاج أو الإحصاء وغيرها، والتي شكلت في مجموعها منظومة من الخدمات لتمكين المعتمرين والحجاج من أداء نسكهم والعودة لأوطانهم سالمين غانمين.

ويعتبر الملتقى الذي جاء هذا العام تحت عنوان "التميّز في النقل وإدارة الحشود"، خطوة أخرى في مجال التطوير والتحديث، فحمله لهذا العنوان الذي يضم قطاعين هامين في منظومة الحج ألا وهما قطاع النقل وإدارة الحشود، يؤكد أن مجال نقل الحجاج بالحافلات، والذي كانت بدايته مع تأسيس أول شركة لنقل الحجاج بين جدة ومكة المكرمة عام 1344هـ، وكان عدد حافلاتها لا يتجاوز خمسة وعشرين سيارة، وبداية تحسين الطرق بصدور الأمر السامي عام 1346هـ / 1927م، بإصلاح الطرق الوعرة التي يمر بها الحجاج ذهابا وإيابا من جبل عرفة، والأمر السامي الصادر عام 1350هـ / 1931م، بتخطيط عرفات بواسطة طرق مستقيمة تقسمها إلى مربعات ينزل فيها الحجاج بحسب بلادهم أو مطوفيهم، ثم صدور الأمر السامي الكريم رقم (11501) وتاريخ 3/‏7/‏1372هـ باعتماد نظام النقابة العامة للسيارات، وإن شكلت بداية لتطوير مراحل نقل الحجاج بالمشاعر المقدسة، فإن مرحلة النفرة من عرفات إلى مزدلفة فمنى لم تكن عائقا أمام تطوير النقل بالمشاعر المقدسة، فرغم محدودية مساحة المشاعر المقدسة، والتي لا تسمح بزيادة مساحات الشوارع والطرقات لاستيعاب أكبر عدد من الحافلات، كما أن ارتباط نقل الحجاج بفترة زمنية محددة عامل مهم لا بد من مراعاته عند وضع أي خطط للسير، لم تكن عائقا، ومن هنا كلف معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة والزيارة بجامعة أم القرى بالبحث عن حلول عملية، فجاءت النتائج طارحة فكرة نقل الحجاج بالمسار الترددي، وبدأت الدراسة تأخذ طريقها للنقاش، من خلال لجنة ضمت إمارة منطقة مكة المكرمة، وزارة المواصلات - وزارة النقل والخدمات اللوجستية حاليا -، وزارة الحج، والنقابة العامة للسيارات، والمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا وأوروبا وأمريكا وأستراليا، وقيادة أمن الحج.

وتبنت وزارة المواصلات - آنذاك - وزارة النقل والخدمات اللوجستية - حاليا - الفكرة التي انطلقت عام 1406هـ، وأدى تطبيق نظام الرحلات الترددية إلى خفض أعداد الحافلات المشاركة في نقل الحجاج بالمشاعر المقدسة، مما أسهم في مرونة حركة السير، حيث تم نقل 120 ألف حاج بـ1200 حافلة، فرغم مشاركة 1200 حافلة، إلا أن عدد الحافلات العاملة منها لا يتجاوز الـ700 فقط، وتشكل الأعداد الباقية منها احتياطي تشغيل وفائض تشغيل.

غير أن الفكرة التي نفذت وأثبتت نجاحها على مدى أربعين عاما، كان لا بد من العمل على مواجهة العديد من المتغيرات، ومن أبرزها ارتفاع أعداد الحجاج، فجاء الملتقى العملي الـ24 ليعمل على تطويرها من خلال جلسات حوارية، وورش عمل، وجلسات علمية، إضافة لمنظومة من البحوث والابتكارات.
أما إدارة الحشود فلم تكن ببعيدة، فقد أولاها المعهد اهتماما خاصا منذ سنوات، وهو نتيجة طبيعية لما توليه المملكة لهذا المجال، منها ورقة العمل التي قدمت في الجلسة العلمية الأولى للملتقى السابع عشر لأبحاث الحج والعمرة والزيارة، الذي استضافته جامعة طيبة بالمدينة المنورة عام 2017 تحت عنوان (الأبعاد الاجتماعية والنفسية لإدارة وتنظيم الحشود دراسة ميدانية موسم حج 1437هـ)، حيث أنفقت المملكة حتى ذلك الوقت ما يزيد على 300 مليون دولار خلال السنوات الأخيرة على إدارة الحشود، لتحسين إجراءات سلامة الحجاج، مستعينة بعلماء الرياضيات والهندسة وتقنية المعلومات لإجراء دراسات حول نظم المحاكاة ونماذج الحشود إبان مواسم الحج والعمرة.

وأملي أن تسعى القطاعات ذات العلاقة المباشرة بخدمات الحجاج والمعتمرين للاستفادة من دراسات وبحوث ودعم ومؤازرة المعهد لأداء رسالته، وأن تفتح قنوات الاتصال والتواصل معه، ويكون هناك لقاء سنوي مباشر بين كل من اللجنة الوطنية لأنشطة الحج والعمرة والزيارة باتحاد الغرف السعودية، والمجلس التنسيقي لمنشآت خدمة حجاج الداخل، والمجلس التنسيقي لشركات أرباب الطوائف ولجنة حجاج الخارج ومقدمي خدمة حجاج الخارج، تطرح من خلاله المعوقات التي واجهت هذه القطاعات أثناء أدائها لأعمالها والحلول التي يمكن التوصل إليها من خلال المعهد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق