د. عبدالمنعم سعيد: سوريا قد تنزلق إلى حرب أهلية طويلة بسبب تعدد الطوائف وانتشار الجماعات المسلحة بمختلف المناطق

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رأى الدكتور عبدالمنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ، أن الوضع فى سوريا يمر بمرحلة حرجة، محذرًا من أن أسوأ السيناريوهات يتمثل فى اندلاع حرب أهلية طويلة الأمد بسبب تعدد الفصائل المسلحة.

وأكد المفكر السياسى، فى حواره مع «الدستور»، أن الجيش السورى، الذى كان يمثل ركيزة أساسية للدولة، تعرض لدمار كبير جراء الضربات الإسرائيلية، ما أدى إلى انهياره بشكل شبه كامل، فى سيناريو يشابه إلى حد كبير ما حدث للجيش العراقى عقب الغزو الأمريكى.

ورأى أن الوضع فى فلسطين يشهد تدهورًا بالغًا، فى ظل استمرار الإجرام الإسرائيلى الممنهج فى غزة، وتصاعد العنف المرتبط بالتوسع الوحشى للمستوطنات والمستوطنين، مشيرًا إلى الاعتداءات المتكررة على الضفة الغربية، وعمليات «تهويد» القدس التى تتم بعنف كبير، ما يفاقم من معاناة الشعب الفلسطينى ويهدد استقرار المنطقة بأكملها.

■ بداية.. كيف تقيم الوضع فى سوريا حاليًا؟

- سوريا تواجه تحديات كبيرة، وتمر البلاد بمرحلة انتقالية معقدة تشهد تحولات عميقة، فى ظل هذه التغيرات، يظل الاستقرار بعيد المنال حتى تتضح معالم المرحلة المقبلة وتصل إلى حالة من التوازن، سوريا اليوم فى صلب عملية انتقالية تحمل معها آمالًا وتحديات على حد سواء.

ونجحت القوى الفاعلة فى خلق معادلة قائمة على الاعتراف الشعبى، والإقليمى، والدولى بحدوث تغيير فى سوريا، هذا التغيير يشجع على بدء عملية سلمية لانتقال السلطة، ومن هنا، تم تشكيل حكومة تصريف الأعمال.

ولحسن الحظ، كان هناك شخص متزن فى حكومة بشار الأسد، وهو رئيس الوزراء محمد جلالى، الذى أعرب عن رغبته فى تسليم الوزارة بشكل سلمى، ما أتاح لحكومة تصريف الأعمال تولى المسئولية فى هذه المرحلة.

والقوة الأبرز حاليًا فى سوريا هى هيئة تحرير الشام، وكما هو متوقع هناك قوى متعددة، وسيظهر صراع حول من سيتولى الحكم، ومع ذلك، هناك محاولة لتجاوز هذه المرحلة من خلال إنشاء حكومة تصريف أعمال، توفر إطارًا يمكن للأطراف المختلفة التفاوض من خلاله، ونحن الآن أمام عملية تتيح التفكير المشترك بين الأطراف المتعددة قبل الوصول إلى نقطتين أساسيتين، الأولى تشكيل حكومة مؤقتة تمثل الحالة السياسية فى البلاد وتعكس تطلعات الشعب نحو الاستقرار والانتقال السلمى، والنقطة الثانية تتعلق بكيفية التعامل مع الأوضاع المتفجرة والمتعددة الجوانب.

على سبيل المثال، شهدنا خلال هذه المرحلة هجمات إسرائيلية استهدفت مناطق داخل سوريا. كما يبرز تساؤل حول كيفية التعامل مع العلويين الذين كانوا يشكلون أساس النظام السابق، وتمت معالجة هذه النقطة نسبيًا من خلال دفع حزب البعث إلى تجميد أنشطته والخروج من المشهد السياسى فى هذه المرحلة، ويُذكر أن حزب البعث كان منتشرًا بشكل كبير فى سوريا، خاصة فى المناطق ذات الأغلبية العلوية.

وتم إرسال رسائل إلى العلويين للتأكيد على أنهم طائفة من طوائف الشعب السورى، وأنهم لن يُحمَّلوا مسئولية أفعال بشار الأسد، وأنهم سيكونون جزءًا من العملية السياسية فى المرحلة المقبلة، وكانت هذه الخطوة بمثابة فتح أبواب للحوار، لكنها لم تُنهِ تمامًا حالة الانقسام، حيث بدأت الأطراف المختلفة، ذات المصالح المتباينة فى التحرك.

على سبيل المثال، تعرض السنة، الذين يمثلون أكثر من ٧٠٪ من سكان سوريا «وفى بعض الإحصائيات يصلون إلى ٧٧٪»، لضغط سياسى كبير خلال حكم الأسد الأب والابن. وتُعد هيئة تحرير الشام حاليًا القوة الأساسية بينهم.

ومع ذلك، توجد فروع سنية أخرى ذات سمعة سيئة، مثل تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، وهما تنظيمان إرهابيان متطرفان، بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الجماعات المسلحة التى تتبنى أفكارًا متشددة وتهدف إلى تحقيق أهدافها بالقوة.

والأكراد يُعتبرون قومية متكاملة، لها لغتها وأدبها وتاريخها، ورغم أنهم من السنة، إلا أن الانتماء الدينى ليس قضيتهم الأساسية، بل تتركز اهتماماتهم حول هويتهم القومية، ويُعد الأكراد أقلية تاريخية فى المنطقة، لكنهم موجودون بأعداد كبيرة فى سوريا، والعراق، وإيران، وتركيا، وتتراوح طموحات الأكراد بين خيارين، الحد الأقصى إنشاء دولة مستقلة تكون نواة لباقى الأكراد فى المنطقة، والحد الأدنى الحصول على حكم ذاتى إقليمى، على غرار أكراد العراق، ولتحقيق أى من الخيارين، يعتمد الأكراد على نفوذهم وقوتهم العسكرية، حيث يمتلكون فصائل مسلحة تدعم مطالبهم.

كما أن هناك طوائف أصغر مثل الآشوريين، الذين يُمثلون نحو ١٪ من السكان، بالإضافة إلى ذلك، هناك جماعات جهوية من السنة كانوا يقطنون منطقة إدلب.

كما توجد مجموعات من التركمان الأتراك فى سوريا والعراق، حيث يظهر التأثير التركى فى المشهد السياسى والعرقى.

أما السوريون المهجرون، فهم ينقسمون إلى عدة فئات؛ فبعضهم هاجر منذ القرن التاسع عشر، بينما اضطر آخرون إلى مغادرة البلاد بعد اندلاع الأزمة السورية فى ٢٠١١. ويُقدر عدد المهجرين السوريين بنحو ٧ ملايين شخص، يطمحون إلى رؤية سوريا مختلفة.

فى الوقت نفسه، بدأ بعض الدول، التى تستضيف هؤلاء اللاجئين، مثل النمسا، فى عرض مبالغ مالية تصل إلى ألف يورو للفرد مقابل عودتهم، خاصة مع تزايد الضغوط من الحكومات اليمينية فى أوروبا، التى تتبنى مواقف متشددة تجاه الهجرة. بعض هذه الحكومات يتعامل مع الأزمة من منطلق إنسانى، بينما يتعامل البعض الآخر بدون اعتبار إنسانى يُذكر.

كل هذه القضايا مطروحة حاليًا على الطاولة، ما يجعل المرحلة الراهنة حرجة، حيث تتسم بوجود العديد من الملفات المعلقة التى تحتاج إلى حلول واضحة وشاملة.

■ ما السيناريوهات المحتملة فى سوريا خلال المرحلة المقبلة؟

- أسوأ السيناريوهات هو انزلاق سوريا إلى حرب أهلية طويلة الأمد؛ نظرًا لتعدد الطوائف وانتشار الجماعات المسلحة التى عانت من حكم بشار الأسد.

بالإضافة إلى ذلك، لم يعد هناك جيش سورى فعّال، حيث تعرض للتدمير بشكل كبير، خاصة نتيجة الهجمات الإسرائيلية.

■ ماذا عن التحركات الإسرائيلية فى سوريا؟

- من المدهش أن إسرائيل استهدفت جميع القواعد العسكرية السورية، دون تسجيل أى إصابة أو مقتل لجندى واحد، وهنا يبرز السؤال: أين كانت القوات السورية من ضباط وجنود أثناء تلك الهجمات؟

هذا يشير بوضوح إلى أن الجيش السورى قد تفكك، ويبدو أنه ذاب وتبخر تمامًا، على غرار ما حدث للجيش العراقى بعد الغزو الأمريكى للعراق.

الجيش يُعتبر مكونًا أساسيًا لأى دولة فى العالم، وهو العمود الفقرى لحماية الأمن القومى، إلا أنه غير موجود حاليًا فى سوريا، ولم أر أى دعوة من «هيئة تحرير الشام» لضباط وقيادات الجيش للعودة إلى مواقعهم.

أما فى العراق، فقد بدأت الحكومة فى إعادة بناء الجيش، لكن المشكلة تكمن فى قوات الحشد الشعبى التى تتبع أوامر إيران، مثل الحرس الثورى الإيرانى، مما يسبب إشكالية كبيرة فى العراق.

إسرائيل، من جانبها، لن تظل موجودة لفترة طويلة فى سوريا باستثناء المنطقة العازلة التى احتلتها فى مرتفعات الجولان، لكن إسرائيل تسعى لتدمير القدرات الدفاعية السورية التى كانت موجودة، وقد قامت بذلك بدقة شديدة.

على أى حال، إعادة بناء الجيش السورى لن تكون سهلة، ولا أعتقد أن إسرائيل قادرة على احتلال سوريا بالكامل، لأنها لا تملك القدرة البشرية أو الاستراتيجية اللازمة لذلك.

الحرب الإسرائيلية على غزة مستمرة منذ ١٨ شهرًا، وهناك ثمن تدفعه إسرائيل من خلال مقتل عسكرى أو اثنين أو حتى ثلاثة يوميًا. الوضع قلق ولا يُمكن السيطرة عليه بشكل كامل.

أما بالنسبة لسوريا، فهى «عظمة ولقمة كبيرة» ليست سهلة الهضم. لكن الاحتلال الإسرائيلى قد وسع نطاقه الأمنى فى الجولان، خاصة أن هذا التوسع قد يؤدى إلى مزيد من التقارب مع الدروز، الذين يسعون للانضمام إلى إسرائيل.

اليهود لديهم تقدير خاص للدروز، حيث يُعتبر الدروز من أول العرب الذين انضموا إلى الجيش الإسرائيلى بعد أن خرجوا من سوريا ولبنان، وكانوا موجودين فى فلسطين. وهم العرب الوحيدون الذين يتم تجنيدهم فى الجيش الإسرائيلى.

■ هل هناك خطوات أو روشتة محددة يجب اتباعها خلال الفترة المقبلة لمنع تدهور الأوضاع فى سوريا؟

- نحتاج إلى إعادة ترتيب التوازن الاستراتيجى فى المنطقة. فعندما اندلعت ثورات الربيع العربى، أصيبت المنطقة بخلخلة شديدة استفادت منها بشكل كبير دول مثل إيران وتركيا وإثيوبيا، التى تصرفت بطرق مختلفة لتحقيق مصالحها.

على سبيل المثال، تركيا كانت وراء دعم «هيئة تحرير الشام» حتى سقوط بشار الأسد فى سوريا. أما إيران، فقد أنشأت ميليشيات فى لبنان وسوريا والعراق واليمن لتعزيز نفوذها.

إسرائيل أيضًا توسعت فى الاستيطان داخل الأراضى الفلسطينية، وكانت تخطط لفصل تام بين غزة والضفة الغربية، بموافقة وتشجيع من «حماس»، وكان من المعروف أن قطر تدعم «حماس» ماليًا، كما كانت توفر لها الغاز والكهرباء وتوسع من نطاق الصيد فى البحر الأبيض المتوسط، والسماح باكتشافات الغاز، الهدف كان إقامة «دولة صغيرة» وتقديمها على أنها فلسطين، لكن «حماس» كانت تطمح إلى أكثر من ذلك، وهو ما ظهر فى أحداث ٧ أكتوبر.

بالعودة إلى السؤال، نحن بحاجة إلى تصحيح التوازن الاستراتيجى.

دول الربيع العربى التى تعرضت للتفكك، مثل اليمن وسوريا وليبيا والسودان، تحتاج إلى إعادة ترتيب أوضاعها، فى المقابل، يجب أن تكون هناك كتلة من دول التنمية والسلام والبناء والمشروعات العملاقة، مثل مصر والسعودية والإمارات ودول الخليج والمغرب والأردن. هذه الدول أصدرت بيانًا مهمًا بعد مؤتمر مصر للسلام فى ٢١ أكتوبر، عقب أحداث ٧ أكتوبر فى غزة. ووقعت على بيان يدعو إلى عودة الاستقرار فى المنطقة، وحل القضية الفلسطينية عبر وقف إطلاق النار والتهدئة، وتطبيق حل الدولتين.

تُعتبر هذه الدول نواة لعملية تغيير ممكنة فى المنطقة، لأنها تسهم فى إعادة التوازن الاستراتيجى. ومن المهم أن تتعاون وتضع استراتيجيات مشتركة للتعامل مع قضايا المنطقة؛ لأن هذه المنطقة، بما فى ذلك فلسطين ولبنان وسوريا، تشكل مسرحًا استراتيجيًا واحدًا، ويجب على هذه الدول أن تتعاون أيضًا فى محاولة إصلاح الوضع فى السودان أو التعامل مع الأزمة فى اليمن.

ويجب أن يتم ذلك من خلال استراتيجية عليا ينفذها تحالف دول البناء والإصلاح، هذه الدول حريصة على أن تسير سوريا فى هذا المسار، وبعض من لغة هذا التحالف يتبناها «الجولانى» فى كلماته، حيث يقول: «نريد بناء البلد ونريد أن نعيش»، ولكن أمامه الكثير من التحديات.

■ ما تأثير ما يحدث فى سوريا على المنطقة بشكل عام؟

- ما يحدث فى سوريا الآن له تأثير كبير على المنطقة، ولكن فى رأيى أن ما يحدث فى سوريا يمكن أن ينتهى بعدة طرق، أولًا، هناك نهاية للربيع العربى السورى بعد إزاحة بشار الأسد من الحكم، ثانيًا، لكى تبدأ عملية البناء، يجب أن نتحدث عن وطنية الدولة، مثلما نقول «مصر أولًا» أو «السعودية أولًا»، وهكذا، وبعد ذلك يمكننا البدء فى عملية البناء.

فنحن نريد أن نخرج بسوريا من كونها دولة حرب، فجزء من تاريخ سوريا أنها كانت تميل إلى الهروب إلى الأمام أو إلى الخلف. بمعنى أنها كانت تسعى لتكون «قلب العروبة النابض»، كما قال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عنها.

والسوريون يعانون من مشكلة التفكك الداخلى، وحل هذا التفكك يكمن فى الاتحاد مع آخرين. لذلك، وبعد استقلال سوريا، كانت البلاد على وشك التفكك لولا الوحدة مع مصر، إلا أن هذه الوحدة لم تستمر.

ولا نريد أن تهرب سوريا إلى الخلف، وتتحول إلى دولة أصولية وتصبح دولة خلافة.

وشهدت سوريا والعراق سابقًا ظهور ما يسمى بدولة الخلافة الإسلامية المزعومة، لكنها تفككت مع مرور الوقت، وفى الوقت الحالى، تضم المناطق التى تشهد وجودًا لتنظيمات مسلحة فى سوريا عددًا كبيرًا من الجماعات الإسلامية، بما فى ذلك الأصوليون والمجاهدون، إلى جانب حضور قوى لجماعة الإخوان، وهذا الوضع، برأيى، يعكس تراجعًا إلى الوراء فى المشهدين السياسى والاجتماعى.

وفى الحقيقة، «هيئة تحرير الشام» تأخذ الكثير من أفكار الإخوان، حين بدأت بطرح أفكار ليبرالية حول الانتخابات، لكن بعد ذلك تغير خطابها.

نعود مرة أخرى إلى مسألة إعادة التوازن، فهذه العملية يجب أن تصدر عن القوى الكبرى التى تمتلك رؤية طويلة المدى، لكن فى النهاية، يجب أن تبدأ ببناء بلدك أولًا، ثم تتعاون مع الآخرين الأقرب إليك.

■ كيف ترى الوضع الآن فى الأراضى الفلسطينية مع استمرار العدوان الإسرائيلى؟

- الوضع فى غاية السوء. هناك استمرار للإجرام الإسرائيلى فى غزة، والتوحش الكبير من المستوطنين، بالإضافة إلى الاعتداءات الكبيرة على الضفة الغربية وتهويد القدس بعنف.

والوضع فى غاية السوء، وهذا يرجع إلى أن الحكومة فى إسرائيل تنحرف نحو اليمين أكثر من أى وقت مضى، ما يؤثر بشكل كبير على المجتمع الإسرائيلى.

أما الفلسطينيون، فقد ظلموا أنفسهم وظلمونا معهم، نتيجة لفشلهم فى الاتحاد، فهم لديهم ١٤ تنظيمًا مسلحًا.

فحركة الجهاد الإسلامى لا تتعاون حتى مع حماس، وقرار الحرب والسلام فى أى دولة يجب أن يكون بيد قيادة واحدة، من الضرورى أن تكون هناك سلطة وطنية واحدة.

فبناء الدولة يكون من شعب حقيقى متماسك، ويجب أن يبنى نفسه حتى لو كان تحت احتلال، والإخوة فى فلسطين لا يريدون بناء دولتهم، وهناك مزايدات مستمرة فى هذا الشأن.

ومن الضرورى أن تتسلح «حماس» بالوطنية الكافية وتخرج من غزة، وتترك السلطة لرام الله كما كان الوضع قبل عام ٢٠٠٦. 

وفى عام ٢٠٠٦، جرت انتخابات فازت فيها «حماس» وشكلت الحكومة، ثم انفصلت بعد ذلك بعد مذبحة صغيرة قامت بها ضد حركة «فتح».

■ ماذا عن رؤيتك للجهود المصرية المبذولة من أجل التوصل لوقف إطلاق النار فى القطاع وإقرار هدنة إنسانية؟

- أنا متفائل بالجهود المصرية وأعتقد أنها ستنجح فى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة خلال الأيام المقبلة، فالظروف مهيأة لذلك الآن؛ و«بايدن» يريد إنهاء المسألة قبل رحيله، وكذلك «ترامب» وجه لإسرائيل بإنهاء الموضوع قبل عودته إلى الحكم، ومصر تعمل على جميع الجبهات، بالتعاون مع قطر لإنهاء الأزمة الفلسطينية، بتأييد من السعودية والأردن.

■ ما تأثير الصراعات فى الشرق الأوسط على مصر من الناحية الأمنية والاقتصادية؟

- ما يحدث فى الشرق الأوسط أثر سلبًا على الاقتصاد المصرى، خاصة قناة السويس، وجماعة الحوثى أضرّت بمصر بشكل مباشر بسبب ضرباتها، بينما إسرائيل لم تتأثر.

هناك أيضًا ضرر غير مباشر يتمثل فى قلة وجود مستثمرين من اليابان وأمريكا ودول أوروبا بشكل كافٍ.

والوضع الحالى فى الشرق الأوسط يثير مخاوف من استغلال الكيانات الإرهابية الفراغ الأمنى والسياسى لتحقيق نمو وازدهار فى المنطقة. 

ومصر التى واجهت تحديات كبيرة مع الإرهاب فى التسعينيات وفى العقد الماضى، نجحت فى القضاء على العديد من هذه الجماعات، لكنها لا تزال تواجه تهديدات مستمرة.

من بين أبرز هذه التحديات جماعات، مثل «طالبان»، التى تمثل نموذجًا لقاعدة إرهابية كبرى. هناك خشية من أن تتحول سوريا إلى نسخة جديدة من «طالبان»، حيث تتكاثر هذه الجماعات وتعمل على تفريخ الإرهاب.

يُضاف إلى ذلك النشاط الدعائى المكثف لجماعة الإخوان، التى تواصل أنشطتها المثيرة للقلق داخل مصر، حيث تسعى الجماعة لتوجيه الشعب المصرى نحو أيديولوجيات متشددة، فى محاولة لترويج «الجهاد» كخطوة تالية.

هذا التوجه يُعتبر تهديدًا لمجتمع يطمح إلى البناء والتنمية، فالمجتمع البناء هو الذى يركز على التقدم والعمل الإيجابى، بعيدًا عن الشعوذة واستغلال الدين بشكل سلبى لتحقيق أهداف سياسية.

■ كيف تنظر للدور المصرى وسياسة مصر الخارجية التى تدعم باستمرار تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة؟

- الدور المصرى يدعم الاستقرار فى المنطقة، وكل البيانات الرسمية الصادرة عن مصر تتحدث عن التكامل الإقليمى. 

الاستقرار الإقليمى جزء أساسى من الاستقرار المصرى، والسياسة الخارجية المصرية تعمل بشكل دءوب لتحقيق ذلك، ولكى نحقق هذا الهدف، يجب أن يكون هناك تحالف مع دول قريبة منا فى هذا الشأن مثل الأردن ودول الخليج والمغرب.

إعادة بناء الجيش السورى لن تكون سهلة ولم أر أى دعوة من «هيئة تحرير الشام» للضباط بالعودة إلى مواقعهم 

هل ترى أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون قادرة على حل الأزمة الفلسطينية؟

- الإدارة الأمريكية الجديدة غير مهتمة بالأزمة الفلسطينية. و«ترامب» يراها مسألة اقتصادية، وليست سياسية. ومن الممكن أن يضخ استثمارات، سواء فى الشواطئ أو فى حقول الغاز، لكن لا نعرف ما سيفعله إلا بعد وصوله إلى البيت الأبيض.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق