نظم مركز إعلام الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، اليوم الثلاثاء، ندوة تثقيفية حول " الأسرة ودورها في الوقاية المبكرة من مسببات الإعاقة "، وذلك بمقر جمعية تنمية المجتمع بقرية الراشدة التابعة لمركز الداخلة، جاءت الندوة في إطار فاعليات الحملة الاعلامية التي أطلقها قطاع الاعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات تحت رعاية رئيس الهيئة الكاتب الصحفي ضياء رشوان، وتوجيهات رئيس قطاع الاعلام الداخلي الدكتور أحمد يحيى، للتوعية بالمبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان.
وحاضر في الندوة رئيس قسم النساء والولادة بمستشفى الداخلة العام الدكتور محمد سيد عبد النبي، وشارك فيها رئيس مجلس ادارة جمعية تنمية المجتمع بقرية الراشدة جمال محمد سعد، ورئيس الوحدة المحلية للقرية المهندس محمد أحمد، ومدير إدارة التضامن نصر أحمد سيد، ولفيف من الأطباء والقيادات النسائية وأهالي القرية.
وافتتح الندوة محمود عزت أخصائي الاعلام بمركز اعلام الداخلة، مؤكدًا على أهمية تفادي الأسباب التي قد تؤدي الى حدوث الإعاقة لاسيما أن ذلك بات ممكنا في ظل تقدم العلوم الطبية وذلك من أجل مجتمع صحي، مشيرا في هذا الصدد إلى أهمية دور الأسرة في الوقاية المبكرة من الإعاقة،مشيدا بدور المبادرات الرئاسية في مجال تقديم الخدمات الصحية لكافة المواطنين، ودور الهيئة العامة للاستعلامات في التحفيز على المشاركة والاستفادة من المبادرات الرئاسية.
من جانبه قال رئيس قسم النساء والولادة بمستشفى الداخلة العام الدكتور محمد سيد عبد النبي، أن الوقاية من الإعاقة يتطلب معرفة الأسباب الفعلية للإعاقة ومن ثم تحديد الفئات الأكثر عرضة للخطر وبالتالي توجيه الخدمات الوقائية، مؤكدا على أهمية دور الأسرة في الوقاية المبكرة من الإعاقة حيث تؤدي التوعية دورا هاما في هذا الجانب بهدف خفض الإصابات في المجتمع.
وأوضح الدكتور عبد النبي أن للأسرة دورا أساسيا في الوقاية الأولية أي الحيلولة دون حدوث إعتلال أو ضعف، وذلك من خلال إجراء الفحوصات الطبية اللازمة وإجراء الكشف الدوري خلال فترة الحمل بما يكفل سلامة الأم والجنين قدر الإمكان والتأكد من خلو الأم من الأمراض المسببة للإعاقة، بالإضافة للإهتمام بالجانب الصحي والنفسي للأم قدر الإمكان، والابتعاد عن جميع عوامل الخطر البيئية مثل سوء التغذية والأشعة السينية والأدوية والعقاقير.
وتطرق الدكتور عبد النبي إلى أسباب الإعاقة، موضحًا أن من بينها الأسباب الوراثية التي تنقل وراثيا من جيل إلى آخر، والإصابة بالأمراض المزمنة كالسكر وأمراض الكلى، بالاضافة لسوء التغذية وإستخدام العقاقير وبعض الأدوية الضارة بصحة الجنين دون استشارة الطبيب، وتعرض الأم للأشعة السينية، وتعاطي المخدرات والمسكرات، والولادة قبل الموعد المحدد، والعمليات القيصرية ومحاولة الإجهاض، فضلا عن العديد من الأسباب التي تحدث أثناء وبعد الولادة وتسبب الإعاقة.
وأشار الدكتور عبد النبي إلى سبل الوقاية من الإعاقة والتي بإمكان الأسرة التحكم فيها ومن بينها الفحص قبل الزواج حيث يجب على الخطيبين المقبلين على الزواج إجراء الفحوص والإختبارات الطبية، والإبتعاد قدر الإمكان عن الزواج المبكر لأن السن المثالي للإنجاب هو بين ٢٠ إلى ٣٥ سنة، والإنتباه إلى زواج الأقارب بإعتباره أحد أهم أسباب الإعاقة، مؤكدا على أهمية الرعاية الصحية للطفل عن طريق الولادة في المستشفى أو في مركز طبي متخصص وإجراء فحوص ما بعد الولادة مباشرة، بالإضافة للرعاية الصحية من خلال اللقاحات الضرورية والتغذية السليمة والمراقبة الصحية.
وتناول الدكتور عبد النبي بالتفصيل سبل التعامل النفسي الأسري السليم مع الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة وتأهيلهم بشكل صحيح، في حال ولادة طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة.
وحظي موضوع الندوة بتفاعل كبير من قبل الحضور الذين تساءلوا كثيرا عن السلوكيات الصحيحة التي بإمكان الأسرة إتخاذها لتجنب ولادة طفل معاق، مؤكدين على أهمية إستمرار التوعية من قبل المتخصصين في هذا الموضوع.
0 تعليق