مخاوف من المتحورات الجديدة.. ودعوات للاهتمام بالإجراءات الوقائية

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان - في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف من عودة المتحورات التنفسية الجديدة مع الانتشار المحدود لإنفلونزا الطيور، كشف رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية الدكتور عادل البلبيسي، أن الوضع الوبائي في المملكة "مستقر" على الرغم من انتشار الإنفلونزا الموسمية.اضافة اعلان
وقال البلبيسي لـ"الغد"، إن نمط متحور "اتش ون ان ون" هو السائد، إضافة إلى انتشار الفيروس المخلوي، وارتفاع في بعض حالات "كوفيد 19".
وفيما يتعلق بالمخاوف من انتشار ودخول إنفلونزا الطيور، أكد أن انتشارها في العالم محدود جدا، ولم يثبت انتقالها من إنسان إلى آخر، بل تنتقل من الطيور إلى الإنسان، وبالتالي فهذا الأمر لا يبعث على القلق.
وفيما يتعلق بالسعال الديكي، أوضح البلبيسي أن الأردن بدأ بإعطاء لقاحاته منذ العام 1979، وغالبية المواطنين تلقوها، وبأنه لا خوف من انتشاره، لافتا إلى أنه محدود أيضا.
وحث البلبيسي المواطنين على مراعاة الإجراءات الاحترازية والوقائية، والحصول على مطعوم الإنفلونزا الموسمية، ولبس الكمامة وغسل الأيدي باستمرار، والتزام المنزل في حالة الإصابة تلافيا لانتشار العدوى.
وبين أن حالات الإنفلونزا لهذا العام كانت شديدة، وذلك لأن جزءا كبيرا من المصابين فيها هم من المدخنين، وهو ما يؤثر بشكل كبير على الجهاز التنفسي.
وجاءت تصريحات البلبيسي في وقت أوضح فيه رئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية الدكتور محمد حسن الطراونة أنه يوجد حاليا ارتفاع في معدل الإصابات بالعدوى التنفسية الناتجة عن بعض الفيروسات مثل الإنفلونزا ونظائرها، و"التنفسي المخلوي"، و"الغدّي"، و"الأنفي"، والفيروسات التاجية، لافتا إلى أن مراجعة المستشفيات والدخولات تظهر انتشارا أيضا من حالات الإصابة بالإنفلونزا من نوع (H1N1) حسب ما يتم الإبلاغ عنه من الجهات المختصة.
ولفت الطراونة إلى أن هناك آلية واضحة لتعميم البيانات والنمط السائد وتحديثه للأطباء، لا سيما اختصاص الأمراض التنفسية، خصوصا عند الأطفال، بهدف تحديد الإجراءات المتبعة للعلاج والتعامل مع المريض.
وزاد: "بعض الحالات التي تراجع الأطباء والمستشفيات تتطلب تدخلا عاجلا، وأصبحت لدينا مراجع وبائية متعددة من وزارة الصحة التي غدت لديها خبرة بالرصد،  إضافة إلى المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، التي يجب أن تتوفر لديها خبرات مختصة في قراءة الأرقام ووضع التوصيات، لتقوية الاستجابة لأي مرض حتى لو كان متصلا بموسم الشتاء".
وشدد الطراونة على ضرورة الحاجة لوضع توصيات وبرامج استباقية للوقاية على مستوى المجتمع، خاصة بوجود المطعوم الذي يحتوي على هذا النمط من الإنفلونزا، ويوفر حماية لكبار السن الذين يجب أن تضع لهم الدولة خطة واضحة بشمولهم بالمطعوم.
وبين الطراونة أن وجود دراسات خاصة بالتكلفة الصحية يضع أمام صناع القرار حلولا مقارنة بالتكلفة الوقائية، لا سيما أن الأولى تتطلب من الدولة مبالغ طائلة للعلاج والإقامة في المستشفيات التي ما تزال خبراتها منقوصة، رغم تعدد المرجعيات لديها.
وأوضح "أنه ما تزال توصيات صناع القرار تنحصر بتقديم أرقام بلا حلول، والانتظار إلى انتهاء المواسم أو انتهاء المشاكل الصحية من تلقاء نفسها، كما لو أن المطلوب من المجتمع حل مشاكله بنفسه".
وكشف عن عدم وجود دراسة عن الجدوى الاقتصادية لأي تدخل وقائي وكلفته على الدولة، في وقت يبرز فيه دور الطب الوقائي في تخفيف الكلف الاقتصادية، وفي تطوير الرعاية الصحية، خصوصا الرعاية الصحية الأولية.
وأشار إلى أن التغيرات المناخية، قد يكون لها تأثير على صحة الجهاز التنفسي، لذا يتعين على مراكز البحوث أن تعمل على ذلك.
من جهته، قال خبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني، إن الفيروسات التنفسية تنتشر في فصل الشتاء بشكل أكبر مقارنة بالفصول الأخرى، نظرا لانخفاض درجات الحرارة وبرودة الطقس، وطبيعة الهواء الجاف.
وأشار المعاني إلى أنه مع موسم الأعياد، نشهد أيضا زيادة في السفر، ما قد يؤدي إلى تفاقم انتشار فيروسات الشتاء، وخاصة فيروسات البرد والإنفلونزا الموسمية في جميع أنحاء البلاد.
أما بخصوص ظهور أعراض الإصابة بالفيروسات التنفسية، فإن تداخلها وتشابهها يمكن أن يصعب من التشخيص السريري، ما يعني ترجيح ارتفاع الإصابات في أشهر الشتاء، وفق المعاني.
وحول الفرق في الأعراض بين نزلات البرد والإنفلونزا الموسمية، قال إن نزلات البرد الشائعة عادة ما تسبب السعال والتهاب الحلق واحتقان الأنف، في حين أن الإنفلونزا الموسمية يمكن أن تسبب ارتفاعا في درجة الحرارة، وآلاما في الجسم، وقشعريرة.
وأضاف: "إذا كانت الأعراض مقتصرة في الغالب على مجرى الهواء العلوي، فمن المرجح أن يكون ذلك نزلة برد"، لافتا إلى أن نزلات البرد والإنفلونزا الموسمية تنتمي إلى فيروسين مختلفين.
وحول الوضع الوبائي، لفت المعاني إلى أن حالات الإصابة والدخول إلى المستشفيات مستمرة في الارتفاع، ومن المتوقع أن يستمر تفشي الفيروسات التنفسية، مثل الإنفلونزا الموسمية وغيرها في الأسابيع المقبلة، نتيجة تواصل المواطنين في الأماكن المغلقة.
وتابع: "الفيروسات الأنفية هي السبب الأكثر شيوعا لنزلات البرد، ولكن هذه العدوى البسيطة يمكن أن تكون ناجمة عن واحد من أكثر من 200 فيروس مختلف".
ولفت إلى أنه لا يوجد علاج نوعي لنزلات البرد، لكن هناك بعض الطرق لتخفيف أعراضها، مثل الحصول على قسط كبير من الراحة، وشرب الكثير من السوائل، واستنشاق البخار لتخفيف انسداد الأنف.
وزاد: "يتعافى معظم الناس من المرض تلقائيا في غضون أسبوع، وقد تكون هناك حاجة إلى رعاية طبية بالنسبة للأشخاص المعرضين لعوامل الخطر". 
ولفت إلى أن الفيروس السائد حاليا، وفي هذا الفصل، هو  فيروس الإنفلونزا الموسمية (اتش 1 ان1)، وهذا لا ينفي وجود فيروسات أخرى مثل فيروس كورونا. 
وكانت هيئة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأميركية، أعلنت أن تحليلًا جينيًا أُجري، كشف عن تحور فيروس إنفلونزا الطيور داخل مريض في ولاية لويزيانا، في أول حالة شديدة من المرض تُسجل في البلاد.
وأشار العلماء إلى أن التحورات الجديدة قد تُمكّن الفيروس من الارتباط بشكل أفضل بمستقبلات الجهاز التنفسي العلوي والشُّعَب الهوائية لدى البشر.
وقالت الهيئة إنه ورغم أن هذا الاكتشاف يثير قلق الأوساط العلمية، فإنه لا يعد سببًا للانزعاج في الوقت الحالي.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق