عجبي عليكم يا شعب البحرين في "خليجي 26"

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لطالما كانت الأخلاق الطيبة هي السمة البارزة لشعب مملكة البحرين، لكن بطولة كأس الخليج العربي "خليجي 26"، التي تختتم مبارياتها النهاية اليوم الثالث من يناير 2025 في اللعب بين البحرين وعمان كانت بمثابة المرآة التي عكست صورة مشرقة لمعادن شعب مملكة البحرين وجوهرة الطيب أمام العالم أجمع، إذ ليست الإنجازات الرياضية وحدها هي التي ترفع من شأن الشعوب، بل الأخلاق والتصرفات التي تبرز في المحافل الكبرى، والتي تجسد القيم النبيلة التي تربينا عليها.

لقد أظهرتم يا شعب البحرين في هذه البطولة الخليجية روح التآخي والتسامح التي أصبحت علامة مسجلة باسمكم، سواء كنتم في المدرجات، أو خلف الشاشات، أو حتى في التعامل مع زوار هذا الحدث، لم يكن الهدف مجرد الفوز بالكأس حيث تشجيع الفريق الوطني، بل تجاوز ذلك الى رسم صورة مبهرة من التأخي والتسامح في مدرجات الملاعب ومن وراء الشاشات فكان الفوز بقلوب الجميع وهذا ما لمسناه من خلال متابعتنا على وسائل التواصل الاجتماعي وما سمعناه في مجالس الكبار والشباب والصغار نساء ورجال من العرب او الخليجين حتى تمنوا لو كانوا بحرينيين، لقد نلتم احترام الشعوب الأخرى برقيكم في التشجيع واحترامكم للمنافس، فلم تكن المنافسة لديكم مجرد لعبة، بل درس في الأخلاق والأدب.

الجميل في الأمر، أن حبكم للرياضة يا شعب البحرين لم يكن حبيس المدرجات، بل امتد ليصبح احتفالًا بالوحدة والتلاحم الخليجي، تحولت البطولة إلى لوحة فنية تزينها الروح الرياضية، والشعارات التي تنبض بالمحبة بين الشعوب، وكأنكم تقولون للعالم أجمع: "نحن هنا ليس فقط للمنافسة، بل لنكون نموذجاً يُحتذى به". وإن ما زرع فينا من قيم نوسع نطاقه ليعم السلام في العالم.

وعندما كانت الأمور تأخذ طابعاً أكثر حدة، كنتم أنتم أول من يلطف الأجواء بابتسامة هنا وكلمة طيبة هناك، التصرفات الصغيرة التي ربما لا يلاحظها البعض كانت تحمل في طياتها معاني عظيمة، التعاون الذي لاحظناه في المدرجات وحفاظكم على نظافة المكان واستخدام الكلمات التي تعزز الحب والتلاحم وتنبذ الفرقة بين الشعوب الصورة الحضارية التي حرصتم عليها لتكون هي وجه البحرين الحقيقي أينما كان، إنها لمسات صغيرة ولكن في معانيها كبيرة، الاحترام الذي منحتموه لكل فريق، والدعم الذي وجهتموه حتى لمن لم يكن من فريقكم، كلها أمور لن تُنسى بسهولة والدعم الذي قدموه رجالات مملكة البحرين الأوفياء للجماهير البحرينية والتي سجلت أكبر زحف جماهيري بتاريخ الرياضة البحرينية أكد على قوة التلاحم والترابط بين أطياف أفراد هذا الشعب الكريم، إنه فريق البحرين الجسد الواحد الذي يشكل اللاعب البحريني.

بطولة كأس الخليج العربي 26 للبحرينيين لم تكن مجرد حدث رياضي، بل كانت فرصة للتأكيد على أن الأخلاق هي الأساس الحقيقي لأي نجاح، والذين أظهروا من خلاله المعدن الأصيل والجوهر المشرق، وأن الأخلاق هي تاج لا يسقط مهما تعاقبت الأحداث.

فعجبي عليكم يا شعب البحرين، أنتم حقيقة تقال وبكل فخر وفي العين يغزر دمع الفرح بهذا الاعتزاز وهذا الفخر الذي جاء نتاج وحصاد ما صنعه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم الذي زرع الهوية الوطنية والقيم الراسخة الجميلة القوية ذات العتاد المتين، فيا شعب مملكة البحرين، استمروا في رسم هذه الصورة الجميلة، لأن العالم بحاجة إلى نماذج مثلكم، وفالكم الفوز الذي سيحتفل به من زرعتم حبكم في قلوبهم.

* إعلامية وباحثة أكاديمية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق