دبلوماسية كرة القدم البحرينية في كأس الخليج العربي

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كانت الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً، منذ عقود طويلة، نشاطاً يقرّب بين الشعوب، ومن أشهر الأمثلة "دبلوماسية البينج بونج" التي قادها السياسي الأمريكي هاري كسينجر أواخر ستينات القرن الماضي لتعزيز التقارب بين الولايات المتحدة والصين.

وتُعدّ بطولة كأس الخليج حدثاً رياضياً كبيراً يحمل الكثير من الدلالات السياسية والاجتماعية، وربما تحولت من بطولة كروية إلى إرث اجتماعي غني، ومن الأمثلة "خليجي 25" في مدينة البصرة، التي تمّ استثمارها في استعادة العراق إلى الدائرة العربية والخليجية، وزارت وفود شعبية من المشجعين الخليجيين البصرة وعاشوا أياماً بطعم الكرم العراقي، وظهرت خلالها مبادرات مؤثرة منها "في ضيافة بصراوي" والتي جهزت 2000 منزل للضيوف من دول الخليج العربي.

وتشهد بطولات كأس الخليج تنافساً كبيراً، وفي الوقت ذاته، دائماً ما تتفرد البحرين منذ انطلاق البطولة 1970 وحتى الآن، حيث يقوم مسؤولوها ومنتخبها ومشجعيها بإضافة أجواء من الأخوة والبهجة، لذلك لا غرابة أن يحمل مشجع بحريني في مدرجات ملعب نصف النهائي لافتة مكتوب عليها "البحرين كبيرة".

وما بين النسخة الأولى من دورات كأس الخليج التي استضافتها البحرين وحتى النسخة الحالية "خليجي 26"، تظهر البحرين ومنتخبها الكروي في صورة الحارس إبراهيم لطف الله وزملائه، كالحلوى البحرينية التي تصنف على أنها تراثية، ثم يذوب الخليجيون فيها عشقاً بعد أن يتذوقوها.

وبعيداً عن الجدل هل كانت فكرة البطولة كويتية أو بحرينية أو سعودية، وأن الأب الرسمي في أغلب المصادر حيث تحدث عن البطولة الوفد البحريني برئاسة الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم 1968، فإن البحرين هي مستضيف النسخة الأولى خلال الفترة من 27 مارس إلى 3 أبريل 1970 ثم السعودية مستضيف النسخة الثانية.

ومثلما كانت البحرين طوال تاريخها الحديث عنواناً للشجاعة والكرم والتقريب بين الأشقاء، فإن بطولة كأس الخليج يمكن وضعها في نفس السياق، حيث يهدف النهج البحريني دائماً إلى جمع الأشقاء وتذويب الخلافات وتعزيز أواصر ووشائج الأخوة.

وإذا كان الحارس حمود سلطان أحد الأسماء البارزة في مسيرة الأحمر البحريني، وبرزت براعته في النسخة الرابعة، وشارك في البطولة أعوام 1979، و1982، و1984، وغاب عن النسخة الثامنة في البحرين 1986 بسبب الإصابة، ثم عاد للمشاركة في نسخ 1988، و1990، و1992، و1994 و1996، فإن بطولات الخليج ساهمت في إبراز العديد من نجوم الكرة الخليجية، وربما تسهم "خليجي 26" في إبراز الحارس لطف الله، ليس كحارس مرمى فقط، بل وكنموذج بحريني في الطيبة والعزيمة وتجاوز جميع الصعاب والتحديات.

إن بطولة كأس الخليج العربي تُعدّ إحدى أسباب تعزيز التآلف بين مواطني دول مجلس التعاون.

وسيظل للبحرين دور في ذلك، تحمله عن طيب خاطر وحسن نية ونهج أخوي.. لأنها كبيرة، ودائماً ما تكون سبباً في إسعاد دول وشعوب الخليج العربي ومنطقتها العربية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق