عمان- قد لا تكون تجربة عادية تلك التي ترى فيها أعين أطفال ونساء غزة ورجالها، وأنت تسير في عالمك الافتراضي من خلال تقنية الـVR، في فيلم "تحت نفس السماء"، التي تمكن المشاهد من أن يمشي في شوارع غزة وبين ركامها، بل وقد تجد نفسك تدخل خيمة مليئة بالشهداء تتلمس سيل دمائهم.اضافة اعلان
يمنح فيلم "تحت نفس السماء"، لمن يخوض تلك التجربة، بأن يكون ولو لدقائق، يمشي في شوارع غزة، ويقف بجانب مجموعة من الناس التي تنتفض لإخراج الشهداء والجرحى، يرى عيوناً ترقبه بنظرات وكأنه بالفعل يقف بجانبهم، وتفيض من أعين أحاديث الخوف واليقين في الوقت ذاته، عدا عن الشعور وكأنه يركض ويخشى على نفسه من الوقوع من فوق الركام الذي يصعد إليه وهو يلاحق خطوات الصحفي، الذي قام بالتصوير.
قام فريق فيلم "تحت نفس السماء"، بإهداء هذا العمل إلى "كل النفوس التي غادرتنا، وإلى أولئك الذين ما يزالون مدفونين تحت الأنقاض، وإلى غزة الجريحة، نهدي هذا الفيلم"، وبينوا أنه فيلم من العمق، يتحدث عن معاناة صحفيي غزة في نقل الحقيقة، في ظل حرب مدمرة يشهدها القطاع، وتم تصويره بتقنية الواقع الافتراضي، والتي رافقت بطل الفيلم المصور الصحفي سامي سلطان، في رحلته اليومية من أجل توثيق ما حدث في غزة.
وما إن يرتدي المشاهد "النظارة الخاصة بالمشاهدة"، حتى يعتقد أن أكتاف الغزيين الذين يتراكضون من حوله بحثاً عن بقايا عائلاتهم بعد القصف أو خلاله، سيتصادمون بكتفه، لما توفره تلك التقنية من الشعور بقرب المتواجدين في الفيلم، الأمر الذي يزيد من حجم التفاعل والشعور بأنفاس الناس المملوءة بالخوف.
كثيرون ممن حضروا الفيلم لم يتمكنوا من إكمال بعض مشاهده، ويبررون ذلك بـ"قسوتها"، كون المشاهدة تمنح الشخص الشعور بأنه جزء من هذه الحرب ولا يستطيع الخروج، وحبيس تلك النظرات التي تلتقطها الكاميرا لعيون الناس وأصوات الأطفال، بينما ينتقل فجأة إلى سماع صوت انفجار صاروخ تهتز أركان القلب عند سماعه "افتراضياً".
وخلال ملتقى أريج السنوي السابع عشر للعام الحالي، الذي يأتي بتنظيم من منظمة "إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية" (ARIJ)، أتيحت الفرصة لعدد كبير من ضيوف الملتقى أن يعيشوا تلك التجربة ومشاهدة فيلم "تحت نفس السماء"، الذي يتجسد من يشاهده وكأنه صحفي يمشي في شوارع غزة وينقل الأحدث بتفاصيلها.
فيلم "تحت نفس المساء، under the same sky"، هو أحد الأفلام التي تم تصويرها بتقنية الـVR، أو الواقع الافتراضي، التي تقدم إمكانية التنقل عبر مساحة خيالية بالكامل، وهي بيئة اصطناعية توجد في الصور وليس في الحياة الواقعية، باستخدام الكمبيوتر مع معدات أخرى، مثل توفير سماعة رأس الواقع الافتراضي المعلومات السمعية والمرئية، وتعمل المستشعرات الكثيرة والتقنيات على تحويل حركات الشخص إلى العالم الافتراضي، من خلال الصور الفوتوغرافية أو الأفلام الملتقطة للأماكن الواقعية، وبالتالي يسمح الواقع الافتراضي للأشخاص باستكشاف أي عالم يمكن تخيله.
الفريق المشرف على إنتاج الفيلم الذي يمكن وصفه بأنه تفاصيل يوم لصحفي من غزة يحمل كاميرا الهاتف ويجول في شوارعها المدمرة، يتحدثون عن فكرتهم من هذا العمل بأنهم "عندما بدؤوا العمل في هذا الفيلم الوثائقي عن غزة، كان الهدف هو تصوير ما يحدث هناك بتقنية 360 درجة لإظهار الحقيقة للعالم، لكن بمجرد الانتهاء من العمل، أدركنا أن التصوير بتقنية 360 درجة لا يعكس سوى جزء ضئيل من الحقيقة".
وعلى الرغم من ذلك، يبدو للمشاهد أن ما عاشه من أحداث "افتراضيا"، له وقع كبير في النفس، خاصة أن المصور للفيلم من داخل غزة هو المصور الصحفي سامي سلطان، الذي، وفق القائمين على العمل، يتمتع بخبرة تزيد على تسع سنوات في التقاط صور قوية عبر الأخبار والرياضة والأحداث والمجالات الأكاديمية، وله باع في إنشاء قصص مقنعة وعالية التأثير في ظل ظروف صعبة مع عين ثاقبة للتفاصيل ورواية القصص.
وقد كان لإحدى الصحفيات الغزيات التي شاركت في تصوير الفيلم تأثير كبير على عدد من الصحفيات اللواتي شاهدن الفيلم، خلال الملتقى، نظراً لكونها رافقت المشاهدين في تفاصيل يومها من العمل الميداني ونقل معاناة الناس في الشوارع والأسواق، وفوق الركام وتحته، إلى حين عودتها للبيت ومن ثم تبدأ رحلتها في عملها كأم وزوجة ومستضيفة لما يقارب 50 شخصا في المنزل ذاته، ومهمتها في التعاون معهم لتأمين "المأكل والمشرب والمنام الملائم"، وسط ضجيج الأطفال وتفاصيلهم.
كما نقل المصور سامي سلطان، المشاهدين، إلى السير في شوارع خان يونس المدمرة بالكامل، ورؤية مداخل البيوت ومحتواها الداخلي، إن وجد، إلا أن كل من يشاهد ذلك، قد يصيبه الفزع من هول الجدران الرمادية المرتمية على الشارع الذي غابت معالمه، ولا يظهر سوى سقوف سوت بالأرض، وشهداء ما يزالون تحت الأنقاض.
هديل عرجا، التي كانت حاضرة في ملتقى "أريج" للعام الحالي، ومن ضمن فريق العمل، هي صحفية حائزة على جوائز، وراوية قصص، ومؤسسة Tinyhand وFrontLine في Focus XR، وهما مبادرتان مخصصتان لرواية القصص الأخلاقية والغامرة في مناطق النزاع، ومتخصصة في السرد الأخلاقي للقصص الصحفية الموجهة للأطفال في مناطق الأزمات، وكان لحضورها في أروقة الملتقى دور في توضيح رؤية فريق العمل حول الفيلم وشرح تفاصيله ومراحل إخراجه للمشاهدة.
أما خليل عشاوي، فهو صحفي ومنتج إعلامي متخصص في الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وحائز على جوائز عدة، لالتزامه بإنتاج تقارير مؤثرة وعالية الجودة، ومؤسس Frontline in Focus وFrontline in Focus XR، ومؤسس مشارك في Tinyhand، حيث تواجد كذلك خلال فرص عرض الفيلم للصحفين في الملتقى.
لا يمكن لمن يشاهد الفيلم أن يعود إلى العالم الحقيقي بسرعة، بل قد يحتاج إلى بضع دقائق ليعيد التوازن والخروج من بين ركام النفس، وهو يناظر الشهداء والأطفال والخيم المبعثرة التي تئن من وجع الفقد والنزوح وجروح القلب النازفة.
يمنح فيلم "تحت نفس السماء"، لمن يخوض تلك التجربة، بأن يكون ولو لدقائق، يمشي في شوارع غزة، ويقف بجانب مجموعة من الناس التي تنتفض لإخراج الشهداء والجرحى، يرى عيوناً ترقبه بنظرات وكأنه بالفعل يقف بجانبهم، وتفيض من أعين أحاديث الخوف واليقين في الوقت ذاته، عدا عن الشعور وكأنه يركض ويخشى على نفسه من الوقوع من فوق الركام الذي يصعد إليه وهو يلاحق خطوات الصحفي، الذي قام بالتصوير.
قام فريق فيلم "تحت نفس السماء"، بإهداء هذا العمل إلى "كل النفوس التي غادرتنا، وإلى أولئك الذين ما يزالون مدفونين تحت الأنقاض، وإلى غزة الجريحة، نهدي هذا الفيلم"، وبينوا أنه فيلم من العمق، يتحدث عن معاناة صحفيي غزة في نقل الحقيقة، في ظل حرب مدمرة يشهدها القطاع، وتم تصويره بتقنية الواقع الافتراضي، والتي رافقت بطل الفيلم المصور الصحفي سامي سلطان، في رحلته اليومية من أجل توثيق ما حدث في غزة.
وما إن يرتدي المشاهد "النظارة الخاصة بالمشاهدة"، حتى يعتقد أن أكتاف الغزيين الذين يتراكضون من حوله بحثاً عن بقايا عائلاتهم بعد القصف أو خلاله، سيتصادمون بكتفه، لما توفره تلك التقنية من الشعور بقرب المتواجدين في الفيلم، الأمر الذي يزيد من حجم التفاعل والشعور بأنفاس الناس المملوءة بالخوف.
كثيرون ممن حضروا الفيلم لم يتمكنوا من إكمال بعض مشاهده، ويبررون ذلك بـ"قسوتها"، كون المشاهدة تمنح الشخص الشعور بأنه جزء من هذه الحرب ولا يستطيع الخروج، وحبيس تلك النظرات التي تلتقطها الكاميرا لعيون الناس وأصوات الأطفال، بينما ينتقل فجأة إلى سماع صوت انفجار صاروخ تهتز أركان القلب عند سماعه "افتراضياً".
وخلال ملتقى أريج السنوي السابع عشر للعام الحالي، الذي يأتي بتنظيم من منظمة "إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية" (ARIJ)، أتيحت الفرصة لعدد كبير من ضيوف الملتقى أن يعيشوا تلك التجربة ومشاهدة فيلم "تحت نفس السماء"، الذي يتجسد من يشاهده وكأنه صحفي يمشي في شوارع غزة وينقل الأحدث بتفاصيلها.
فيلم "تحت نفس المساء، under the same sky"، هو أحد الأفلام التي تم تصويرها بتقنية الـVR، أو الواقع الافتراضي، التي تقدم إمكانية التنقل عبر مساحة خيالية بالكامل، وهي بيئة اصطناعية توجد في الصور وليس في الحياة الواقعية، باستخدام الكمبيوتر مع معدات أخرى، مثل توفير سماعة رأس الواقع الافتراضي المعلومات السمعية والمرئية، وتعمل المستشعرات الكثيرة والتقنيات على تحويل حركات الشخص إلى العالم الافتراضي، من خلال الصور الفوتوغرافية أو الأفلام الملتقطة للأماكن الواقعية، وبالتالي يسمح الواقع الافتراضي للأشخاص باستكشاف أي عالم يمكن تخيله.
الفريق المشرف على إنتاج الفيلم الذي يمكن وصفه بأنه تفاصيل يوم لصحفي من غزة يحمل كاميرا الهاتف ويجول في شوارعها المدمرة، يتحدثون عن فكرتهم من هذا العمل بأنهم "عندما بدؤوا العمل في هذا الفيلم الوثائقي عن غزة، كان الهدف هو تصوير ما يحدث هناك بتقنية 360 درجة لإظهار الحقيقة للعالم، لكن بمجرد الانتهاء من العمل، أدركنا أن التصوير بتقنية 360 درجة لا يعكس سوى جزء ضئيل من الحقيقة".
وعلى الرغم من ذلك، يبدو للمشاهد أن ما عاشه من أحداث "افتراضيا"، له وقع كبير في النفس، خاصة أن المصور للفيلم من داخل غزة هو المصور الصحفي سامي سلطان، الذي، وفق القائمين على العمل، يتمتع بخبرة تزيد على تسع سنوات في التقاط صور قوية عبر الأخبار والرياضة والأحداث والمجالات الأكاديمية، وله باع في إنشاء قصص مقنعة وعالية التأثير في ظل ظروف صعبة مع عين ثاقبة للتفاصيل ورواية القصص.
وقد كان لإحدى الصحفيات الغزيات التي شاركت في تصوير الفيلم تأثير كبير على عدد من الصحفيات اللواتي شاهدن الفيلم، خلال الملتقى، نظراً لكونها رافقت المشاهدين في تفاصيل يومها من العمل الميداني ونقل معاناة الناس في الشوارع والأسواق، وفوق الركام وتحته، إلى حين عودتها للبيت ومن ثم تبدأ رحلتها في عملها كأم وزوجة ومستضيفة لما يقارب 50 شخصا في المنزل ذاته، ومهمتها في التعاون معهم لتأمين "المأكل والمشرب والمنام الملائم"، وسط ضجيج الأطفال وتفاصيلهم.
كما نقل المصور سامي سلطان، المشاهدين، إلى السير في شوارع خان يونس المدمرة بالكامل، ورؤية مداخل البيوت ومحتواها الداخلي، إن وجد، إلا أن كل من يشاهد ذلك، قد يصيبه الفزع من هول الجدران الرمادية المرتمية على الشارع الذي غابت معالمه، ولا يظهر سوى سقوف سوت بالأرض، وشهداء ما يزالون تحت الأنقاض.
هديل عرجا، التي كانت حاضرة في ملتقى "أريج" للعام الحالي، ومن ضمن فريق العمل، هي صحفية حائزة على جوائز، وراوية قصص، ومؤسسة Tinyhand وFrontLine في Focus XR، وهما مبادرتان مخصصتان لرواية القصص الأخلاقية والغامرة في مناطق النزاع، ومتخصصة في السرد الأخلاقي للقصص الصحفية الموجهة للأطفال في مناطق الأزمات، وكان لحضورها في أروقة الملتقى دور في توضيح رؤية فريق العمل حول الفيلم وشرح تفاصيله ومراحل إخراجه للمشاهدة.
أما خليل عشاوي، فهو صحفي ومنتج إعلامي متخصص في الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وحائز على جوائز عدة، لالتزامه بإنتاج تقارير مؤثرة وعالية الجودة، ومؤسس Frontline in Focus وFrontline in Focus XR، ومؤسس مشارك في Tinyhand، حيث تواجد كذلك خلال فرص عرض الفيلم للصحفين في الملتقى.
لا يمكن لمن يشاهد الفيلم أن يعود إلى العالم الحقيقي بسرعة، بل قد يحتاج إلى بضع دقائق ليعيد التوازن والخروج من بين ركام النفس، وهو يناظر الشهداء والأطفال والخيم المبعثرة التي تئن من وجع الفقد والنزوح وجروح القلب النازفة.
0 تعليق