بقلم: داني زاكن 5/1/2025
في غضون أقل من ثلاثة أسابيع سيدخل إلى المنصب الأعلى في العالم رئيس الولايات المتحدة الجديد – القديم دونالد ترامب ويبدو أنه مصمم على أن يعيد أميركا إلى المكانة الأكبر من الجميع.اضافة اعلان
لن يكون بلا أساس التقدير بأن هذه ستكون ولاية مختلفة جدا عن تلك "العادية" للرؤساء الديمقراطيين ومعظم الجمهوريين، والتغييرات ستنفذ "بعظمة" وبسرعة اكبر مما في ولايته السابقة.
جاءت هذه الأمور استنادا إلى بضع محادثات مع مسؤولين في السابق وفي المستقبل في ادارتي ترامب، مع موظف كبير في البنتاغون ومع مصدر سياسي إسرائيلي مطلع على الاتصالات مع كبار رجالات الإدارة الوافدة. هذه اتصالات يمكن وصفها بأكثر من إيجابية لإسرائيل، وهي عملية جدا.
"اتفاق اطار جديد"
الانباء وفرها اثنان، مصدر سياسي إسرائيلي ومصدر أميركي بخلاف الولاية السابقة ما يزال لا يتبوأ منصبا رسميا، لكنه مشارك من خلف الكواليس. كلاهما أكدا بأنه تجري مباحثات مستمرة ومتقدمة بين مندوبي إدارة ترامب الجديدة وحكومة إسرائيل ودول من الخليج، على اتفاق اطار شامل سيغير على حد قولهما، الشرق الأوسط.
ترامب يريد ويعمل على صفقة كبرى، صفقة شاملة ضخمة تقوم على أساس صفقة القرن في جوانب اقتصادية وامنية، مع حلف إسرائيلي – اميركي مستقل وفي داخله حل للمسألتين الجوهريتين في المنطقة: إيران ومحور إرهابها والمسألة الفلسطينية. وهذا سيأتي، كما يبدو أسرع من المتوقع.
لماذا؟ فكرة مهمة قدمها شخص خدم في الإدارة السابقة وكان مشاركا جدا في الشؤون المتعلقة بنا. في حديث معه قال: "الرئيس الآن هو ليس دونالد ترامب كانون الثاني 2017. هو أكثر نضجا بكثير، يعرف غياهب الإدارة وعلى مدى سنوات إدارة بايدن تابع عن كثب المواضيع المركزية، وعلى رأسها المواضيع الخارجية. فلئن كان احتاج في ولايته السابقة سنتين كي ينفذ التغييرات الكبرى في سياق الشرق الأوسط فهذا سيحصل الآن في بداية الولاية".
خطوات بعيدة الأثر
نذكر: إدارة ترامب السابقة نفذت في نصف سنة من الولاية تغييرات واسعة في السياقة الأميركية في الشرق الأوسط. بعدة خطوات بعيدة الأثر وقفت ضد السياسة التقليدية لوزارة الخارجية التي تعتقد بان دولة فلسطينية في حدود 1967 فقط ستجلب السلام وان حكومات نتنياهو واليمين هي عائق امام ذلك.
لقد غيرت الموقف من النظام الإسلامي في إيران، وتعاملت معه كدولة إرهاب وليس كحليف للاتفاقات، مثل أوباما. قائمة الخطوات التي اتخذتها مذهلة: نقل السفارة الأميركية إلى القدس (كانو الأول 2017)، الخروج من الاتفاق النووي (أيار 2018)، صفقة القرن على مرحلتين (أيار 2019 ومؤتمر البحرين وكانون الثاني 2020 الإعلان في البيت الأبيض) وبالطبع – درة التاج: اتفاقات إبراهيم بين إسرائيل، اتحاد الامارات، البحرين والمغرب والتي خرجت إلى النور في خريف 2020.
الصفقة الكبرى الجديدة ستكون استمرارا عمليا اكثر لاتفاقات إبراهيم وستشكل تحديثا لصيغة مرفوعة المستوى لصفقة القرن. فقد تعلم ترامب من التجربة في المرة الماضية، التي نجحت جزئيا فقط.
لإيران.. كل شيء جاهز
في مسألة إيران وإمكانية الهجوم هناك، أجاب ترامب نفسه للمراسل الذي سأله بان الصمت صحيح في هذا الوقت. من حيث المبدأ كل شيء جاهز. منظومات الدفاع الإيرانية ضعيفة على نحو خاص بعد الهجوم الإسرائيلي هناك والمنشآت النووية مكشوفة عمليا. روسيا تحاول أن تزودها بسرعة بمنظومات S-400 كما نشر في "نيويورك تايم"، لكن في إسرائيل يعرفون كيف يجدوا حلا عمليا لها أيضا.
إلى جانب ذلك، بنية الإدارة توسيع وتطبيق العقوبات على تصدير النفط الإيراني إلى الصين، مصدر الدخل الأساس للنظام في طهران. ومع ذلك، يحتمل أن يفضل ترامب خوض مفاوضات على أساس الإنذار للنظام الإيراني والوصول إلى اتفاق يجبره على أن يتنازل عن النووي تماما تقريبا.
وثمة المزيد مما ينبغي معالجته: سورية مثلا، وفيها الأقلية الكردية التي تقف أمام تهديد أردوغان والنظام الجديد. الولايات المتحدة هي حليفتهم لكن مثلما حصل غير مرة في الماضي من شأنها أن تضحي بهم في المباحثات وهكذا أيضا النفوذ الصيني الكبير وغيره.
ترامب الحديث ليس محبا للحروب وهو محب للصفقات الكبرى ومصمم على أن يعمل بسرعة على تنفيذها. وعليه يبدو أنه بعد زمن غير بعيد من 20 تشرين الثاني، ستحصل هنا أمور وبعظمة.
0 تعليق