عواصم - مع دخول العام 2025 ومضي قرابة 15 شهرا على العدوان على غزة، تسري تساؤلات عن مآلات العدوان على غزة، وإلى متى سيستمر، وما مصير القطاع في حال توقفت الحرب؟.اضافة اعلان
تبرز تلك التساؤلات في وقت يستمر فيه قتل المدنيين في القطاع من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة، في محاولة مستميتة لتحقيق بعض من الأهداف التي وضعتها الحكومة اليمينية المتطرف، وهي، إطلاق سراح الأسرى لدى المقاومة في القطاع، وإسقاط حكم حركة حماس وإيجاد بديل عنها لإدارته، وتفكيك بنية المقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام.
ومن منطلق تلك الأهداف شن الاحتلال حربا على غزة بلا ضوابط ولا سقوف وبدعم أميركي وغربي على كل الصعد العسكرية والاستخبارية والدبلوماسية والسياسية.
وأسفرت هذه الحرب عن تدمير واسع للمدن والقرى والمخيمات في قطاع غزة، مخلفة نحو 152 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
في المقابل، استطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام المحافظة على قدرة منظمة ومستمرة على استهداف قوات الاحتلال في المناطق التي تنفذ فيها عمليات توغل كما في محافظات الشمال في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.
كما أن قدرة المقاومة المحافظة على قرابة 100 أسير إسرائيلي يشير إلى قيادة وسيطرة وبنية عسكرية متماسكة.
ويأتي ذلك رغم حجم الضربات التي تلقتها المقاومة في حرب مفتوحة والحصار المفروض على القطاع والضغط الكبير على الحاضنة الشعبية وفرض سياسة العقاب الجماعي والتجويع والإبادة.
الخلاصة الأساسية التي تؤثر في مسارات التصعيد والتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار، تتمثل بعجز الاحتلال عن تحقيق أي من أهدافه، وكذلك فشل في إيجاد بديل سياسي لإدارة قطاع غزة بعيدا عن حركة حماس وقوى المقاومة.
ومع فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، بات هناك واقعا جديدا في الولايات المتحدة، فقد عبر ترامب في أكثر من موضع عن رغبته في أن تنتهي الحرب في غزة عاجلا وليس آجلا.
ورغم التهديدات التي يطلقها ترامب بشأن الإفراج عن الأسرى، فإنه عبر سلوكه السياسي يستبق لحظة تنصيبه لتحقيق صفقة يمكن أن تخفف من التزاماته وأعبائه السياسية، لا سيما أن لديه أولويات داخلية وخارجية أكثر أهمية من الصراع في الشرق الأوسط بصورة عامة.
انعكس ذلك بصورة جلية بانخراط فريق ترامب، حتى قبل وصولهم إلى البيت الأبيض، في مفاوضات وقف إطلاق النار المنعقدة في الدوحة، فقد كشف مصدر أن ستيف ويتكوف المبعوث الجديد للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط سافر إلى قطر وكيان الاحتلال أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وحمل رسالة للطرفين بشأن ضرورة بدء الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين قبل تولي ترامب منصبه يوم 20 الشهر الحالي.
ومع إبرام حزب الله لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بعد الغزو البري الذي نفذه الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، انحسر تأثير التصعيد الإقليمي بشكل كبير على مجريات الحرب على غزة.
وكون أن هذا التصعيد لم يكن عاملا حاسما على مسار وقف إطلاق النار في غزة، لم يلحظ من موقف حركة حماس التفاوضي تأثرا بالاتفاق الذي جرى مع حزب الله، حيث حافظت الحركة على مواقفها التفاوضية المعتمدة بالدرجة الرئيسة على الأوضاع الميدانية والسياسية في قطاع غزة.
وعلى الاختلاف بين جبهتي غزة ولبنان، فإن استجابة الاحتلال للجهود الأميركية في التوصل لوقف إطلاق النار في لبنان أظهرت مدى القابلية والمرونة التي يُمكن أن يبديها الاحتلال للتوصل لاتفاقات سياسية كان يُعدها تتنافى مع المنجزات العسكرية، وزعمه الحاجة لاستكمال الجهد الحربي نحو الحسم أو تحييد القدرات العسكرية للمقاومة.
سلوك نتنياهو طيلة مراحل الحرب أنطلق من فكرة "المماطلة" وشراء الوقت، حيث كانت قوة الدفع الأساسية للانتقال بين المراحل من مسؤولية المؤسسة العسكرية والإدارة الأميركية، وليس نتنياهو الذي كان يفضل استمرارية الحرب لأجل تعميق حجم الكارثة الإنسانية في القطاع ولضمان بقائه في المشهد السياسي.
لذلك فإن نتنياهو الذي يؤمن بـ "المماطلة" و"إطالة أمد الحرب" سيكون بمثابة مواجهة مع ترامب الذي يريد "الحسم" و"إنهاء الأزمة" بغض النظر عن الأثمان والحيثيات السياسية المترافقة معها، وهو الأمر الذي يظهر في حديث المقربين منه عن ضرورة التوصل لصفقة بعيدا عن ارتباط ذلك بمسألة "اليوم التالي".
ويبدو أن أقطاب الصهيونية الدينية في حكومة نتنياهو بات لديهم ما يخسرونه في حال تفكك الائتلاف الحكومي بالنظر للقضايا القضائية المتراكمة ضد بن غفير، واحتمالية عدم تجاوز سموتريتش الحسم في حال جرت انتخابات مبكرة، فضلا عن فرصة الاستفادة من مجيء ترامب على صعيد مشاريعهم الاستيطانية في الضفة الغربية، ورؤيتهم لتمرير التعديلات القضائية.
يأتي ذلك في ظل تأييد 56 % من جمهور الائتلاف الحاكم وقف الحرب على غزة مقابل الإفراج عن الأسرى لدى المقاومة، وهو ما يشير إلى تغير في الرأي العام المحسوب على اليمين الإسرائيلي في هذا الأمر.-(وكالات)
تبرز تلك التساؤلات في وقت يستمر فيه قتل المدنيين في القطاع من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة، في محاولة مستميتة لتحقيق بعض من الأهداف التي وضعتها الحكومة اليمينية المتطرف، وهي، إطلاق سراح الأسرى لدى المقاومة في القطاع، وإسقاط حكم حركة حماس وإيجاد بديل عنها لإدارته، وتفكيك بنية المقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام.
ومن منطلق تلك الأهداف شن الاحتلال حربا على غزة بلا ضوابط ولا سقوف وبدعم أميركي وغربي على كل الصعد العسكرية والاستخبارية والدبلوماسية والسياسية.
وأسفرت هذه الحرب عن تدمير واسع للمدن والقرى والمخيمات في قطاع غزة، مخلفة نحو 152 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
في المقابل، استطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام المحافظة على قدرة منظمة ومستمرة على استهداف قوات الاحتلال في المناطق التي تنفذ فيها عمليات توغل كما في محافظات الشمال في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.
كما أن قدرة المقاومة المحافظة على قرابة 100 أسير إسرائيلي يشير إلى قيادة وسيطرة وبنية عسكرية متماسكة.
ويأتي ذلك رغم حجم الضربات التي تلقتها المقاومة في حرب مفتوحة والحصار المفروض على القطاع والضغط الكبير على الحاضنة الشعبية وفرض سياسة العقاب الجماعي والتجويع والإبادة.
الخلاصة الأساسية التي تؤثر في مسارات التصعيد والتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار، تتمثل بعجز الاحتلال عن تحقيق أي من أهدافه، وكذلك فشل في إيجاد بديل سياسي لإدارة قطاع غزة بعيدا عن حركة حماس وقوى المقاومة.
ومع فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، بات هناك واقعا جديدا في الولايات المتحدة، فقد عبر ترامب في أكثر من موضع عن رغبته في أن تنتهي الحرب في غزة عاجلا وليس آجلا.
ورغم التهديدات التي يطلقها ترامب بشأن الإفراج عن الأسرى، فإنه عبر سلوكه السياسي يستبق لحظة تنصيبه لتحقيق صفقة يمكن أن تخفف من التزاماته وأعبائه السياسية، لا سيما أن لديه أولويات داخلية وخارجية أكثر أهمية من الصراع في الشرق الأوسط بصورة عامة.
انعكس ذلك بصورة جلية بانخراط فريق ترامب، حتى قبل وصولهم إلى البيت الأبيض، في مفاوضات وقف إطلاق النار المنعقدة في الدوحة، فقد كشف مصدر أن ستيف ويتكوف المبعوث الجديد للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط سافر إلى قطر وكيان الاحتلال أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وحمل رسالة للطرفين بشأن ضرورة بدء الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين قبل تولي ترامب منصبه يوم 20 الشهر الحالي.
ومع إبرام حزب الله لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بعد الغزو البري الذي نفذه الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، انحسر تأثير التصعيد الإقليمي بشكل كبير على مجريات الحرب على غزة.
وكون أن هذا التصعيد لم يكن عاملا حاسما على مسار وقف إطلاق النار في غزة، لم يلحظ من موقف حركة حماس التفاوضي تأثرا بالاتفاق الذي جرى مع حزب الله، حيث حافظت الحركة على مواقفها التفاوضية المعتمدة بالدرجة الرئيسة على الأوضاع الميدانية والسياسية في قطاع غزة.
وعلى الاختلاف بين جبهتي غزة ولبنان، فإن استجابة الاحتلال للجهود الأميركية في التوصل لوقف إطلاق النار في لبنان أظهرت مدى القابلية والمرونة التي يُمكن أن يبديها الاحتلال للتوصل لاتفاقات سياسية كان يُعدها تتنافى مع المنجزات العسكرية، وزعمه الحاجة لاستكمال الجهد الحربي نحو الحسم أو تحييد القدرات العسكرية للمقاومة.
سلوك نتنياهو طيلة مراحل الحرب أنطلق من فكرة "المماطلة" وشراء الوقت، حيث كانت قوة الدفع الأساسية للانتقال بين المراحل من مسؤولية المؤسسة العسكرية والإدارة الأميركية، وليس نتنياهو الذي كان يفضل استمرارية الحرب لأجل تعميق حجم الكارثة الإنسانية في القطاع ولضمان بقائه في المشهد السياسي.
لذلك فإن نتنياهو الذي يؤمن بـ "المماطلة" و"إطالة أمد الحرب" سيكون بمثابة مواجهة مع ترامب الذي يريد "الحسم" و"إنهاء الأزمة" بغض النظر عن الأثمان والحيثيات السياسية المترافقة معها، وهو الأمر الذي يظهر في حديث المقربين منه عن ضرورة التوصل لصفقة بعيدا عن ارتباط ذلك بمسألة "اليوم التالي".
ويبدو أن أقطاب الصهيونية الدينية في حكومة نتنياهو بات لديهم ما يخسرونه في حال تفكك الائتلاف الحكومي بالنظر للقضايا القضائية المتراكمة ضد بن غفير، واحتمالية عدم تجاوز سموتريتش الحسم في حال جرت انتخابات مبكرة، فضلا عن فرصة الاستفادة من مجيء ترامب على صعيد مشاريعهم الاستيطانية في الضفة الغربية، ورؤيتهم لتمرير التعديلات القضائية.
يأتي ذلك في ظل تأييد 56 % من جمهور الائتلاف الحاكم وقف الحرب على غزة مقابل الإفراج عن الأسرى لدى المقاومة، وهو ما يشير إلى تغير في الرأي العام المحسوب على اليمين الإسرائيلي في هذا الأمر.-(وكالات)
0 تعليق