السعيدني حكاية طبيب آخر من قطاع غزة

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يناير 6, 2025 5:25 م

كاتب- علي سعادة

كل طبيب وعامل في القطاع الصحي في قطاع غزة حكاية إنسانية ووطنية ورمز للبطولة والتضحية والشجاعة، عشرات القصص سطرها أطباء شجعان ووطنيين، لن ننسى الدكتور عدنان البرش رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء الذي اعتقل أثناء وجوده في مستشفى العودة مع مجموعة من الأطباء واستشهد تحت التعذيب في معتقلات الاحتلال.
واستشهاد الدكتور إياد الرنتيسي رئيس قسم الولادة في مستشفى كمال عدوان والذي توفي في مركز تحقيق تابع لجهاز الشاباك في مدينة عسقلان بعد أسبوع من اعتقاله.
والدكتور منير البرش المدير العام لوزارة الصحة بغزة الذي فقد ابنته في هجوم صهيوني وأصيب إصابة بالغة لا يزال يعاني من نتائجها.
والدكتور حسام أبو صفية استشاري طب أطفال ويشغل منصب مدير مستشفى الشهيد كمال عدوان، والذي فقد ابنه إلياس في هجوم صهيوني وأصيب هو شخصيا بإصابة لا يزال يعاني منها، وهو حاليا أسير في معتقل، مسلخ بمعنى أدق وأكثر تطابقا مع الواقع، “سدي تيمان “، الذي يعذب فيه المئات من الفلسطينيين من قطاع غزة، ومن بينهم أبو صفية الذي أكدت تقارير بأنه يتعرض لتعذيب شديد.
ومن بينهم الدكتور خالد السعيدني، طبيب الأطفال بمستشفى شهداء الأقصى، فى دير البلح، الذي عاد إلى عمله بعد بتر قدمه اليمنى، ومحاولة علاج انسداد الشرايين في قدمه اليسرى التي أصبحت مهددة أيضا بالبتر حال عدم إيجاد علاج لها وسفره للخارج لإجراء عملية جراحية.
وقال السعيدني، إنه عاد لعمله عندما شعر بإمكانية قدرته على تأدية رسالته في علاج أطفال غزة، مضيفا: “عملت في قسم الأطفال منذ أكثر من 23 سنة، حيث اعتبر قسم الأطفال بالمستشفى بيتى الثاني، وعندما شعرت أننى قادر على تقديم شيء للأطفال عدت للعمل”.
السعيدني ركب قبل فترة طرفا صناعىا مؤقتا عن طريق مستشفى الأردني الميداني، وبدأ يتحرك من خلاله يقوم بعمله لمعالجة بعض الحالات المستقرة غير العاجلة، والتي لا تتطلب مجهودا كبيرا، كما أصبح بإمكانه التنقل بين أقسام المستشفى.
ويعاني من السكرى منذ سنوات وأصبت بشظايا صاروخ صهيوني، ولو كان هناك أطباء أوعية دموية في غزة لكانت الأمور ستسير بشكل أفضل، لكن عدم وجود إمكانيات وأطباء، ساهمت هذه العوامل بنسبة 85% في وصول الأمر لبتر قدمه اليمنى.
مئات الحكايات والقصص البطولية التي سطرها الأطباء والطواقم الصحية في قطاع غزة تحتاج إلى توثيقها لتكون شهادة على البطولة والصمود والمعاناة، وشهادة على عملية الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال بدعم أمريكي وغربي على مسمع ومرأى من العالم الذي يبدو بأنه اعتاد على المشهد ولم يعد يحرك فيه حتى مشاعر التعاطف أو الشجب والاستنكار.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق