السوشال ميديا والفيروسات.. سجال الآراء يعيد مشهد حوارات كورونا

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان- "اكثر من أسبوعين من المعاناة مع التعب العام، الحرارة المرتفعة، وأوجاع مستمرة تؤدي لزيارات متكررة للمستشفيات"، هذا ما يحدث في الآونة الأخيرة، حيث عبر العديد من الأشخاص الذين أصيبوا بأعراض عدوى فيروسية متفاوتة الشدة عن قلقهم من احتمال ظهور موجة جديدة أو متحور جديد لفيروس "كورونا". هذا القلق دفع الكثيرين إلى مراجعة المستشفيات واتخاذ احتياطات مشددة خوفا من تطور حالتهم الصحية.اضافة اعلان
رولا حداد، في ردها على استفسارات عبر منصات التواصل الاجتماعي، أوضحت أنها وعائلتها عانوا من حالة مرضية شديدة استمرت لأكثر من أسبوعين. وأشارت إلى أنها اضطرت للدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم بسبب التهاب قصبات حاد وارتفاع مستمر في درجة الحرارة.
أوضحت رولا أنها لم تكن الوحيدة التي عانت من تلك الأعراض، إذ امتدت العدوى إلى طفليها وشقيقتها، حيث عانوا من أعراض متشابهة تمثلت في السعال، ارتفاع الحرارة، التهاب القصبات، آلام المفاصل، فقدان الشهية، وضيق التنفس. هذا الوضع دفعها إلى تلقي جرعات متتالية من التبخيرة العلاجية في المستشفى لتتمكن من التعافي والعودة لرعاية طفليها، وفق تعبيرها.
في الأسابيع الأخيرة، لجأ العديد من المواطنين في الأردن، كما في بقية دول العالم، إلى البحث عبر محركات الإنترنت عن الأعراض المرضية المرتبطة بالفيروسات المنتشرة حاليا، وسط مخاوف من أن تكون هذه الأمراض ذات طابع وبائي مشابه لما حدث خلال جائحة كورونا في عام 2020. وزادت هذه المخاوف بعد تداول تقارير وتحليلات صادرة عن أطباء تناولت الحالات المرضية المتزايدة، إلى جانب قلق البعض من توقعات فلكية تشير إلى احتمالية ظهور مرض وبائي جديد على مستوى العالم.
وفي السياق ذاته، ذكرت أمل الكردي أنها لم تتماثل للشفاء إلا بعد تلقي العلاج عن طريق الحقن الوريدية، وذلك بعد تدهور حالتها الصحية وتقييد حركتها بشكل كبير. وعلى الرغم من مرور شهر تقريبا منذ بدء تلقيها العلاج، إلا أنها ما زالت تعاني من آثار السعال الشديد الذي يسبب لها إرهاقا مستمرا ويمنعها من ممارسة نشاطاتها اليومية.
من جهتها، تحدثت رؤى غنام عن تجربتها قائلة: "كانت الكورونا أخف على جسمي من هذا الفيروس". وأوضحت أنها عانت لفترة طويلة من أعراض المرض، الذي لاحظت أن عددا كبيرا من الأشخاص في محيطها يعانون منه أيضا. ورغم تعافيها من معظم الأعراض، إلا أن الالتهاب في الأذن الوسطى ما يزال يلازمها، مما يزيد من شعورها بالألم حتى الآن.
يقول موسى النجار إن هذا المرض لم يغادر منزلهم منذ أسابيع، حيث أصيب جميع أفراد العائلة، ولكن الأعراض تفاوتت بينهم. وأوضح أنه عانى من أعراض شديدة اضطرته لزيارة المستشفى عدة مرات للحصول على "تبخيرة وحقن مسكنات". 
في المقابل، اضطر أحد أطفاله للمكوث في المستشفى لمدة أربعة أيام، حيث تلقى العلاج بالمضاد الحيوي عن طريق الوريد بسبب ارتفاع حرارته الشديد ومعاناته من ضيق التنفس.
من جهتها، قالت نهى الغريب أن عطلة ما بين الفصلين جاءت في وقتها المناسب، بحسب تعبيرها، إذ بدأت أعراض مرضية تظهر على أطفالها، وكانت تعتقد في البداية أنها مجرد نزلات برد معتادة. لكنها رجحت أن انتشار العدوى بين طلاب المدارس قد يكون السبب في مرض أبنائها. وتأمل أن تكون العطلة فرصة للحد من انتشار المرض، خاصة وأن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للعدوى وتطور الأعراض.
"أنا وأحفادي وأبنائي جميعنا أصبنا بالفيروس، واضطر ابني إلى إدخال طفليه إلى المستشفى لمدة خمسة أيام لتلقي العلاج، رغم أن أعمارهما لم تتجاوز الستة أشهر"، هكذا وصفت أم أيمن الحالة التي عانت منها عائلتها خلال الشهر الماضي. وأوضحت أن بعض الأعراض ما زالت ترافقهم حتى الآن، متسائلة: "هل هذا بالفعل متحور كورونا الجديد الذي يزداد تأثيره خطورة على الأطفال وكبار السن والمرضى، أم أنه مجرد فيروس موسمي؟.
من جهتها، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى ظهور أعراض مرتبطة بمتحور “XEC”، الذي تم رصده في عدد من دول أوروبا وأميركا. وأوضحت أن المصابين قد يعانون من أعراض متفاوتة، منها: الحمى، السعال (الخفيف أو الشديد)، التهاب الحلق، آلام الجسم والمفاصل، التعب العام، والإرهاق. وقد تشمل الأعراض أيضا فقدان إحدى حاستي الشم أو التذوق، أو كلتيهما، إلى جانب احتمالية فقدان الشهية بشكل عام.
ما يثير القلق هو أن العديد من الدول أعلنت عن تسجيل حالات مرضية مشابهة في الفترة ذاتها، لكنها لم تصنف رسميا على أنها كورونا، بل نسبت إلى فيروسات أخرى تصيب الإنسان وتتفاوت شدتها بناء على الحالة المناعية للمريض. وبذلك، تكون خطورتها أشد على الأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي. وتتزامن هذه التصريحات مع دعوات متجددة للاستمرار في تطبيق إجراءات الوقاية الشخصية، مثل تجنب مخالطة المرضى للحد من انتقال العدوى.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بضرورة اتباع الإجراءات الوقائية، التي تشمل ارتداء الكمامة عند الحاجة، الحفاظ على النظافة الشخصية بغسل اليدين جيداً، توفير التهوية المناسبة، تجنب التجمعات قدر الإمكان، والالتزام بإجراءات التعقيم. كما تشدد على أهمية مراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض مرضية أولية.
أوضح اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية، الدكتور عبد الرحمن العناني، أن الحالات المرضية التي يعاني منها عدد من الاشخاص قد تكون ناجمة عن فيروس XEC، وهو مشابه للفيروسات التي تسبب أعراضا مرضية تشبه الأنفلونزا، مثل "أنفلونزا A"، أو في بعض الحالات "أنفلونزا الخنازير". وأشار إلى أن هذه الأمراض تتشابه في الأعراض لكنها تختلف في شدتها من شخص لآخر. وطمأن العناني الناس بأن ما يحدث حاليا لا يعد وباء ولا يشكل خطرا كبيرا على الأغلبية، ولا يؤدي إلى حالات مزمنة عند نسبة عالية من المرضى، ولكنه يحتاج إلى العلاج والمتابعة الطبية.
ووفق العناني، فإن خطورة الأعراض قد تزداد في بعض الحالات، خصوصا عند ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مستمر لأكثر من ثمانية أيام دون انخفاض، وعدم استجابة الجسم لمسكنات الألم وخافضات الحرارة التقليدية أو استخدام كمادات المياه الباردة. وأوضح أن استمرار ارتفاع الحرارة لفترات طويلة قد يؤثر على الوظائف الحيوية للجسم، وقد يؤدي في الحالات الشديدة، وخاصة بين الأطفال أو المرضى ذوي المناعة الضعيفة، إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الوفاة.
من الأخطاء التي قد يقع فيها المرضى الذين يعانون من الفيروسات المسببة للأعراض مثل التعب، الإرهاق، آلام الجسم، الحرارة، والصداع، هو تناول المضادات الحيوية أثناء المرض. ينبه الدكتور العناني إلى أن المضادات الحيوية لا تستخدم في علاج الأمراض الفيروسية، بل تُستخدم فقط في حالات الأمراض البكتيرية، وهو ما يجب أن يتم تحت إشراف الطبيب المختص. 
تناول المضادات الحيوية دون حاجة قد يطيل مدة المرض ويزيد من تعقيد الوضع.
وبما أن هذه الفيروسات تتسبب في التهابات مزمنة في القصبات الهوائية، فإن ذلك قد يؤثر على قدرة المريض على التنفس، وفقا للعناني. لهذا، يتطلب الأمر مراقبة مستمرة لمستوى الأوكسجين في الجسم، حيث يجب أن تكون القراءة عبر جهاز "90 %"    SPO2 أو أكثر. إذا انخفضت هذه النسبة إلى ما دون ذلك، يجب مراجعة الطبيب أو المستشفى فورا للحصول على العلاج اللازم وضمان سلامة التنفس.
وفيما يتعلق بالإجراءات الوقائية، ينصح العناني باتباع ممارسات بسيطة يمكن تنفيذها بسهولة، خاصة أن المجتمع قد اعتاد على مثل هذه الإجراءات خلال جائحة كوفيد-19 وأصبحت جزءا من السلوك اليومي. ومن هذه الإجراءات: ارتداء الكمامة عند المرض أو عند التواجد بالقرب من أشخاص مصابين بالفيروسات المختلفة، والالتزام بالبقاء في المنزل لمنع نقل العدوى للآخرين، بالإضافة إلى تجنب التقارب الاجتماعي كإجراء احتياطي، بغض النظر عن نوع المرض.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق