عمان - يختبر الإنسان في حياته تجارب عديدة يخوضها عبر محطات العمر، وتترك أثرا عميقا، فرحلة النضوج لا ترتبط بعمر أو زمن معين، بل هي مسارات وطرق طويلة تتشكل فيها الشخصية عبر السنوات، فيها انتصارات وأيضا خسارات، فيها الفرح والإنجاز وفيها حزن وآلام.اضافة اعلان
لكن، مع كل تجربة هنالك تحد يواجهه الفرد، ليصبح أكثر نضجا وينظر للأمور بطريقة واعية وبعمق أكبر، يتعلم كيفية التكيف مع الحياة بكل متغيراتها.
فكيف تسهم السنوات في تشكيل شخصياتنا؟ وهل يتحقق النضوج من التجارب العميقة؟!
لا يمكن قياس نضوج الشخصية بمرحلة عمرية محددة، فهو ليس حدثا مفاجئا، بل هو عملية مستمرة تتشكل من تراكم التجارب التي تترك بصماتها على النفس.
مع الوقت ومع الاختلاط مع مختلف الأشخاص واختبار المواقف، يدرك الإنسان أن النضج هو نتاج ما عاشه من تحديات وهفوات تعلم منها.
يروي محمود السيد، البالغ من العمر 45 عاما، كيف أعادت أزمة مالية تعرض لها قبل اعوام تشكيل شخصيته بالكامل، ليجد نفسه أمام تحديات دفعت به إلى التفكير بطرق جديدة.
يقول: كنت أعيش بلا تخطيط، أبحث عن السعادة اللحظية، لكن فقدان عملي أجبرني على إعادة ترتيب أولوياتي، كانت تجربة قاسية، لكنها دفعتني للتفكير بعمق أكبر ومنحتني تقديرا أكبر لقيمة الاستقرار والتفكير بوعي واتزان.
وينوه محمود إلى أن هذه الرحلة لم تكن سهلة، إذ استغرقت منه سنوات طويلة، خاصة مع ما واجهه من خسارات وصدمات متتالية، بعضها جاء من أقرب الناس إليه بعد أزمته المالية.
من جهة أخرى، تروي هالة، البالغة من العمر 29 عاما، رحلتها مع النضوج المبكر. فقد نشأت في أسرة متواضعة، واضطرت لتحمل مسؤوليات كبيرة منذ صغرها. تقول هالة: "كنت أعتني بأخوتي بينما كان أقراني منشغلين باللعب. هذه التجربة علمتني الصبر والتحمل؛ فلم تكن لدي رفاهية الخطأ أو التردد".
ورغم أنها تعيش اليوم حياة أكثر استقرارا، إلا أن ما عاشته في طفولتها أكسبها قدرة استثنائية على مواجهة الأزمات بشجاعة ووعي وشجاعة أكبر.
تؤكد التربوية والمرشدة النفسية رائدة الكيلاني أن التجارب الحياتية هي العامل الأهم في تشكيل شخصية الإنسان. وتوضح أن وتيرة النضوج تختلف من شخص لآخر، فالبعض قد يصل إلى مرحلة متقدمة من النضوج في العشرينيات نتيجة لتعرضه لمواقف صعبة، بينما قد يظل آخرون في حالة من التردد والاعتماد على الآخرين مع مرور الوقت.
وتشير الكيلاني إلى أن البيئة تلعب دورا كبيرا في هذا الجانب، إذ أن الأشخاص الذين يواجهون ضغوطا حياتية متكررة غالبا ما يطورون مهارات أفضل في التواصل والتكيف مقارنة بغيرهم وحتى في مواجهة التحديات.
يقول خبير العلاقات الأسرية مفيد سرحان إن النضوج ليس محطة نهائية بل رحلة مستمرة تتطور على مدار الحياة. ويضيف: "من الخطأ ربط النضوج بالعمر فقط، فالشخصية تتغير وتنمو مع كل مرحلة حياتية، وقد تؤدي تجارب معينة، حتى في الستينيات أو السبعينيات من العمر، إلى تغيير جذري في منظور الإنسان ونظرته لما حوله.
من جانبها، تصف ليلى كيف تغيرت شخصية والدها بعد وفاة والدتها في الخمسينيات من عمره، مشيرة إلى أنه تحول من شخص متردد وكثير الغضب إلى إنسان متعاطف وأكثر تفهما وهدوءا.
وتتابع ليلى: بعد وفاة والدتي، لاحظت تغييرا كبيرا في شخصية والدي. أصبح يقوم بأدوار لم أكن أتخيل يوما أنه سيؤديها، فبات يحاول أن يعوض حنان الأم ويكون أكثر رعاية لي ولأخواتي.. أصبح يشاركنا تفاصيل حياتنا، وأصبح أكثر تفهما.
وتضيف ليلى أن نظرة والدها للحياة تغيرت بشكل جذري، حيث أصبح أكثر ميلا للتشارك، وعبر عن ندمه على أسلوب حياته السابق، مشيرا إلى أنه كان يعيش بتوتر وحسابات دقيقة، لكنه أدرك أن كل شيء مقسوم وأن التوكل على الله هو أساس الراحة والطمأنينة.
ويرى خبراء أن النضوج، رغم ارتباطه في كثير من الأحيان بالتجارب القاسية، له جانب آخر يعتمد على الرغبة الشخصية في التعلم والتطور والتغيير.
تقول مريم حسن (34 عاما)، وهي تعمل في مجال التعليم إن القراءة والتأمل ساعدها على فهم نفسها والآخرين بشكل أفضل. لم تتعرض لأزمات كبيرة في حياتها، لكنها كانت دائما تسعى لمواجهة نقاط ضعفها والعمل على تطوير ذاتها والتغيير من خصال سلبية لأخرى ايجابية. تؤمن أن النضوج ليس مجرد نتيجة للتحديات، بل هو خيار داخلي ينبع من الشخص لتطوير نفسه.
يؤكد سرحان أن النضوج ليس محطة نهائية، بل هو حصيلة تراكمات تختلف من شخص لآخر. فبينما يعتقد البعض أن النضوج يأتي نتيجة للمعاناة والصدمات، يرى آخرون أنه يمكن تحقيقه عبر التعلم المستمر والانفتاح على الحياة، بكل ما تحمله من تجارب، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، إيجابية أم سلبية.
لكن، مع كل تجربة هنالك تحد يواجهه الفرد، ليصبح أكثر نضجا وينظر للأمور بطريقة واعية وبعمق أكبر، يتعلم كيفية التكيف مع الحياة بكل متغيراتها.
فكيف تسهم السنوات في تشكيل شخصياتنا؟ وهل يتحقق النضوج من التجارب العميقة؟!
لا يمكن قياس نضوج الشخصية بمرحلة عمرية محددة، فهو ليس حدثا مفاجئا، بل هو عملية مستمرة تتشكل من تراكم التجارب التي تترك بصماتها على النفس.
مع الوقت ومع الاختلاط مع مختلف الأشخاص واختبار المواقف، يدرك الإنسان أن النضج هو نتاج ما عاشه من تحديات وهفوات تعلم منها.
يروي محمود السيد، البالغ من العمر 45 عاما، كيف أعادت أزمة مالية تعرض لها قبل اعوام تشكيل شخصيته بالكامل، ليجد نفسه أمام تحديات دفعت به إلى التفكير بطرق جديدة.
يقول: كنت أعيش بلا تخطيط، أبحث عن السعادة اللحظية، لكن فقدان عملي أجبرني على إعادة ترتيب أولوياتي، كانت تجربة قاسية، لكنها دفعتني للتفكير بعمق أكبر ومنحتني تقديرا أكبر لقيمة الاستقرار والتفكير بوعي واتزان.
وينوه محمود إلى أن هذه الرحلة لم تكن سهلة، إذ استغرقت منه سنوات طويلة، خاصة مع ما واجهه من خسارات وصدمات متتالية، بعضها جاء من أقرب الناس إليه بعد أزمته المالية.
من جهة أخرى، تروي هالة، البالغة من العمر 29 عاما، رحلتها مع النضوج المبكر. فقد نشأت في أسرة متواضعة، واضطرت لتحمل مسؤوليات كبيرة منذ صغرها. تقول هالة: "كنت أعتني بأخوتي بينما كان أقراني منشغلين باللعب. هذه التجربة علمتني الصبر والتحمل؛ فلم تكن لدي رفاهية الخطأ أو التردد".
ورغم أنها تعيش اليوم حياة أكثر استقرارا، إلا أن ما عاشته في طفولتها أكسبها قدرة استثنائية على مواجهة الأزمات بشجاعة ووعي وشجاعة أكبر.
تؤكد التربوية والمرشدة النفسية رائدة الكيلاني أن التجارب الحياتية هي العامل الأهم في تشكيل شخصية الإنسان. وتوضح أن وتيرة النضوج تختلف من شخص لآخر، فالبعض قد يصل إلى مرحلة متقدمة من النضوج في العشرينيات نتيجة لتعرضه لمواقف صعبة، بينما قد يظل آخرون في حالة من التردد والاعتماد على الآخرين مع مرور الوقت.
وتشير الكيلاني إلى أن البيئة تلعب دورا كبيرا في هذا الجانب، إذ أن الأشخاص الذين يواجهون ضغوطا حياتية متكررة غالبا ما يطورون مهارات أفضل في التواصل والتكيف مقارنة بغيرهم وحتى في مواجهة التحديات.
يقول خبير العلاقات الأسرية مفيد سرحان إن النضوج ليس محطة نهائية بل رحلة مستمرة تتطور على مدار الحياة. ويضيف: "من الخطأ ربط النضوج بالعمر فقط، فالشخصية تتغير وتنمو مع كل مرحلة حياتية، وقد تؤدي تجارب معينة، حتى في الستينيات أو السبعينيات من العمر، إلى تغيير جذري في منظور الإنسان ونظرته لما حوله.
من جانبها، تصف ليلى كيف تغيرت شخصية والدها بعد وفاة والدتها في الخمسينيات من عمره، مشيرة إلى أنه تحول من شخص متردد وكثير الغضب إلى إنسان متعاطف وأكثر تفهما وهدوءا.
وتتابع ليلى: بعد وفاة والدتي، لاحظت تغييرا كبيرا في شخصية والدي. أصبح يقوم بأدوار لم أكن أتخيل يوما أنه سيؤديها، فبات يحاول أن يعوض حنان الأم ويكون أكثر رعاية لي ولأخواتي.. أصبح يشاركنا تفاصيل حياتنا، وأصبح أكثر تفهما.
وتضيف ليلى أن نظرة والدها للحياة تغيرت بشكل جذري، حيث أصبح أكثر ميلا للتشارك، وعبر عن ندمه على أسلوب حياته السابق، مشيرا إلى أنه كان يعيش بتوتر وحسابات دقيقة، لكنه أدرك أن كل شيء مقسوم وأن التوكل على الله هو أساس الراحة والطمأنينة.
ويرى خبراء أن النضوج، رغم ارتباطه في كثير من الأحيان بالتجارب القاسية، له جانب آخر يعتمد على الرغبة الشخصية في التعلم والتطور والتغيير.
تقول مريم حسن (34 عاما)، وهي تعمل في مجال التعليم إن القراءة والتأمل ساعدها على فهم نفسها والآخرين بشكل أفضل. لم تتعرض لأزمات كبيرة في حياتها، لكنها كانت دائما تسعى لمواجهة نقاط ضعفها والعمل على تطوير ذاتها والتغيير من خصال سلبية لأخرى ايجابية. تؤمن أن النضوج ليس مجرد نتيجة للتحديات، بل هو خيار داخلي ينبع من الشخص لتطوير نفسه.
يؤكد سرحان أن النضوج ليس محطة نهائية، بل هو حصيلة تراكمات تختلف من شخص لآخر. فبينما يعتقد البعض أن النضوج يأتي نتيجة للمعاناة والصدمات، يرى آخرون أنه يمكن تحقيقه عبر التعلم المستمر والانفتاح على الحياة، بكل ما تحمله من تجارب، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، إيجابية أم سلبية.
0 تعليق