عودة البواخر السياحية إلى العقبة.. كيف تنعكس على "المثلث الذهبي"؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
العقبة- استبشرت القطاعات السياحية بعودة نشاط الحركة إلى منطقة المثلث الذهبي (العقبة، البترا، وادي رم)، وذلك مع وصول أول باخرة سياحية من ميناء جدة السعودي إلى محطة العقبة للسفن السياحية التابعة لموانئ أبوظبي، بعد أن عاشت منطقة المثلث الذهبي أسوأ فتراتها نتيجة أحداث المنطقة والإقليم، التي دفعت إلى توقف تام لقدوم البواخر السياحية إلى العقبة منذ عام ونصف العام تقريبا.اضافة اعلان
وقد لاحت تباشير هذه العودة مع وصول أول باخرة سياحية قادمة من السعودية (الرؤية)، وتحمل على متنها 4000 سائح أغلبهم من الجنسية السعودية، ليؤذن ذلك ببدء هذا النشاط وفتح خط سياحي جديد يربط مدينتي العقبة الأردنية وجدة السعودية على ساحل البحر الأحمر.
وكانت الباخرة السعودية وصلت أول من أمس إلى ميناء العقبة، لتسجل كأول باخرة سياحية تصله محملة بالسياح بعد توقف دام أكثر من عام وأربعة أشهر للمنفذ البحري الوحيد في البلاد أمام السياحة.
وتسبب توقف "سياحة البواخر" منذ بدء الحرب على غزة، بتداعيات وصفت بـ"الكارثية" على مجمل القطاعات التي كانت تستفيد من وصول هذه البواخر، لا سيما مدينة البترا الوردية، التي تعد الهدف والمقصد الأول لهذا النوع من السياحة.
وتعد منطقة المثلث الذهبي من بين أفضل المناطق التي تتمتع ببعد تاريخي وثقافي وسياحي، وأصبحت من بين أبرز المناطق التي يزورها السياح في العالم أثناء فترة توقفهم في مدينة العقبة، مع استقبالها بواخر سياحية قادمة من مختلف دول العالم.
ووفق نائب رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة مفوض السياحة والاقتصاد، حمزة الحاج حسن، فإن "السلطة تعمل على استقطاب وعودة البواخر السياحية إلى العقبة كما كانت عليه في السابق، فالبواخر السياحية ستعود بدءا من هذا الشهر بواقع 10 رحلات للباخرة (الرؤية)، يتبعها لاحقا عدد من البواخر الأخرى، والتي تقل على متنها ما لا يقل عن 2000 سائح، بالإضافة إلى طاقمها الذي عادة ما يكون أكثر من 1000 شخص، لتعود مدينة العقبة إلى ما كانت عليه سابقا كمقصد رئيس لهذا النوع من السياحة في الأسواق العالمية".
ولفت إلى أن "القادم بعد بدء هذه البادرة في استقبال الباخرة السعودية سيكون أجمل للقطاع السياحي في العقبة"، مبينا في الوقت ذاته "أن البواخر السياحية جرى استقطابها في نطاق برنامج ترويج سياحي للمدينة التي تنفرد بمزايا سياحية عالمية، ما مكن من تحقيق استقطاب لعشرات البواخر السياحية العملاقة في الأعوام السابقة، لا سيما العام 2023، إلى العقبة التي تصنف واحدة من بين أهم المحطات التي ترسو فيها البواخر السياحية، ولأنها جسر بحري للسياحة العالمية".
وأضاف الحاج حسن "أن السلطة معنية بتحويل مدينة العقبة إلى وجهة استثمارية وتجارية وسياحية تنافسية تطل على البحر الأحمر"، مؤكدا "أن محطة العقبة للسفن السياحية تتكون من رصيف بحري يمتد على طول 700 متر، وقاعة للمسافرين والأمتعة، ومساحات تجارية داخلية، وخدمة الإنترنت المجانية، ومصليات، ومكاتب، وتعد المنشأة فائقة الحداثة أيضا محطة واحدة للعديد من الجهات المعنية الحكومية التي تعمل على تقديم الخدمات لقطاع الرحلات البحرية، وتحسين العمليات والإجراءات والخدمات، وجعلها وجهة جاذبة لخطوط السفن السياحية الدولية، بما يسهم في زيادة حركة السفن وعدد المسافرين، وبالتالي تعزيز الاقتصاد بشكل عام".
ويقول مختصون بالشأن السياحي "إن العقبة استعادت عافيتها خلال الأيام الـ30 الماضية، وهي على موعد مع انتعاشة أخرى، لا سيما بالتزامن مع انطلاق مهرجان أمواج العقبة وكرنفال العقبة السياحي، بالإضافة إلى عودة جديدة للبواخر السياحية".
وأكدوا كذلك "أن العقبة كانت خلال اليومين الماضيين، تعج بالآلاف من الزوار والسياح، لا سيما من الجنسية السعودية، حيث انعكس هذا النشاط على مجمل القطاعات السياحية في المدينة، لا سيما قطاع النقل والمطاعم والسوق التجاري".
وبحسب الخبير السياحي، أيمن جبر، فإن "السياحة الخليجية تفضل العقبة نظرا لقرب الشمال السعودي لها، بالإضافة إلى سهولة الوصول إليها ومتعة الإقامة فيها"، مؤكدا "أن المكاتب السياحية وسلطة العقبة تقوم باستمرار بحملات ترويجية لمدينة العقبة ومثلثها الذهبي، مما انعكس على الأسواق السياحية والتجارية".
وأشار جبر إلى أن "العقبة تعد الواجهة السياحية الأولى بالنسبة للسياح السعوديين لما تتمتع به من منتج سياحي أسعار مميزة".
وقال العامل في القطاع السياحي، محمد الحسنات "إن العقبة ومنشآتها الفندقية، ومنذ أكثر من شهر، تعيش موسما سياحيا استثنائيا، لا سيما للقادمين عبر مطار الملك الحسين الدولي لزيارة منطقة المثلث الذهبي ومعبر وادي عربة والدرة والاستمتاع بجو العقبة المميز في فصل الشتاء". 
وأكد الحسنات "أن حجوزات الفنادق للموسم الشتوي المقبل تجاوزت 80 %، فيما أغلقت بعض الفنادق نسبة حجوزات 100 %".
يذكر أن رسو السفينة السياحية على شاطئ العقبة، يمثل بداية جديدة ضمن جدول رحلات منتظمة تربط بين الموانئ العربية كجدة وميناء العقبة، مما ينعكس إيجابا على مختلف القطاعات في المدينة، حيث إن تدشين خط جدة - العقبة، يعد خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون السياحي والاقتصادي، مما يسهم في زيادة الطلب على السياحة الداخلية في العقبة التي تشهد إقبالا ملحوظا عبر البرامج السياحية الداخلية، إذ انطلقت فعاليات مهرجان أمواج العقبة وكرنفال العقبة للتسوق الذي سيشهد مشاركة كبيرة خلال عطلة المدارس الشتوية.
وأصبحت العقبة محط أنظار جميع مشغلي البواخر من دول العالم، فهي تستقبل أكثر من 90 باخرة سنويا من أصل 405 بواخر سياحية حول العالم، بنسبة وصلت إلى أكثر من 20 بالمائة من مجموع البواخر العالمية، كما أنها تحولت من مدينة ساحلية بمجتمع محلي بسيط إلى مركز إقليمي متطور على مستوى الشرق الأوسط وموقع جذب استثماري سياحي في الخدمات المهنية والصناعية والنقل اللوجيستي.  
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق