ولاء الجمعان
أكدت مكاتب سياحية ومواطنات أن السنوات القليلة الماضية شهدت تحولاً سياحياً كبيراً مع شروع النساء في السفر بمفردهن ضمن «جروبات نسائية» للجمع بين الخبرات وتطوير الذات وبين السياحة والاسترخاء. ويكشف تحقيق «الوطن» أسباب الإقبال على تنظيم الرحلات الخاصة بالنساء، وتطورها وتكاليفها، وآراء بعض المكاتب لسياحية والمواطنات حولها.وأوضحت صاحبة مكتب «أمنية للسفر»، آمال الشويخ، أن مكاتب السفريات الخاصة بالنساء تحرص على اختيار الوجهات السياحية بعناية بحيث تكون وجهات لدول ومدن جديدة غير متداولة أو وجهات معروفة، يتم فيها دمج مفهوم تطوير الذات والمغامرات وArt therapy أو «العلاج بالفن» في البرنامج السياحي.وقالت الشويخ إن الرحلات الخاصة بالنساء تركز على البرامج والفعاليات المناسبة لهن من جميع النواحي، بعكس الرحلات المختلطة والتي تقوم ببرامج مكررة وأحياناً لا تناسب أعمار المسافرين و توجهاتهم.وأشارت صاحبة «أمنية للسفر» إلى أن التجارب الشخصية ساعدت في ابتكار مفهوم جديد للسفر، حيث يمكن الجمع بين السياحة وتطوير الذات والاسترخاء، وأشارت إلى أن مشاركة تجربتها الشخصية مع المتابعات كانت العامل الرئيسي في جذب النساء لهذا النوع من الرحلات، كما ذكرت أن الوعي حول هذه النوعية من الرحلات في تزايد، موضحة أن النساء غالبًا ما يكن خجولات ولا يستطعن أخذ الراحة الكاملة في الرحلات المختلطة، بينما يمكنهن التعبير عن أنفسهن بشكل أفضل في الرحلات المخصصة للنساء.وأضافت أن فكرة الرحلات السياحية النسائية بدأت منذ فترة المراهقة حيث كانت تهتم بمجالات الصحة النفسية وتطوير الذات، فوجدت أن أفضل وسيلة لتحقيق ذلك هو السفر، حيث يتيح فرصة للخروج من منطقة الراحة، ويعرفنا على ثقافات وعادات جديدة، مما يساعد في تطوير الشخصية، والسبب الآخر لابتكار هذه الفكرة هو انتشار رحلات الاسترخاء، التي تركز على الإقامة في المنتجع وممارسة اليوغا، ما يتيح للمشارك الاستمتاع بالتجارب والجمال الموجود خارج أسوار المنتجع.وضمن إطار تعزيز القطاع السياحي، أوضحت أن هذا النوع من الرحلات يدفع بعجلة الاقتصاد البحريني إلى الأمام، وذلك من خلال جذب فئة جديدة من السياح، خاصة النساء من دول الخليج، إذ إن هذه الرحلات تساهم في زيادة الإقامة الفندقية وحجوزات الطيران من البحرين، مما يساهم في تنشيط الحركة السياحية، وتساهم في تعزيز صورة البحرين كوجهة سياحية متميزة، خاصة من خلال مشاركة موظفات بحرينيّات يقمن بإدارة هذه الرحلات.وقدمت صاحبة مكتب السفريات عدة اقتراحات لتطوير هذا النوع من الرحلات، منها تعزيز الشراكات مع المؤسسات المحلية مثل مراكز التدريب والمنظمات النسائية لتقديم برامج سياحية مخصصة تلبي اهتمامات المشاركات، وأن التركيز على التسويق المستهدف لهذه الفئة عبر القنوات الرقمية والإعلامية المناسبة يمكن أن يساهم في جذب أكبر عدد من المسافرات.ومن جانبها قالت صاحبة مكتب «بيرا للحجوزات»، وعد مكي، إن فكرة تنظيم رحلات مخصصة للنساء بدأت بعد أزمة كورونا، حيث تأثر القطاع السياحي بالجائحة، وكانت مكاتب السفريات السياحية المخصصة للنساء فكرة جديدة تم الترويج لها في تلك الأثناء، وأضافت أن هذه الفرصة تتيح للنساء التمتع ببيئة مريحة وآمنة، بعيدة عن مشاعر القلق أو القيود الاجتماعية، وأن العديد من النساء في المجتمع يعانين من ظروف مثل انشغال أفراد العائلة أو الخوف من السفر بمفردهن، وبالتالي كانت هذه الرحلات فرصة لتلبية تلك الرغبات.وأشارت مكي إلى أنه يتم طرح جدول الرحلة المعتمد من قبل المكتب ويتم إضافة الأماكن التي ترغب المسافرات في زيارتها خلال الرحلة، مما يمنحهن شعوراً بالمشاركة والرضا، كما ذكرت مكي أن «بيرا للحجوزات» هي أول شركة بحرينية متخصصة في هذا النوع من الرحلات طوال السنة، وقد تمكنت من خلق قاعدة متينة من المسافرات الدائمات.وأوضحت صاحبة مكتب «بيرا للحجوزات» أن فكرة السفر ضمن مجموعة نساء واجهت رفضًا في البداية، لكن بدأ المجتمع بتقبلها مع مرور الوقت، حيث أصبحت الأمهات يتواصلون مع المكتب لحجز رحلات لبناتهن للسفر بمفردهن لأول مرة، وأضافت أن ذلك يعزز الثقة لديهن وينمي الإحساس بالمسؤولية.وقالت إن المكاتب السياحية دائماً ما تسعى لجذب السياح من دول العالم لزيارة البحرين واستكشاف جمالها، مما يساهم في تطوير السياحة المحلية، واقترحت بتعزيز التعاون مع مكاتب سياحية في دول أخرى، وتنظيم رحلات تستقطب أكبر عدد من السياح لزيارة البحرين، مما يسهم في تنشيط الحركة السياحية والاقتصاد المحلي.من جانبها، قالت فاطمة إنها تفضل «مجموعة البنات» أثناء السفر لتأخذ راحتها، لأن هذه الرحلات تساعدها للتعرف على ناس جدد، وأنها تحب المغامرات وتطوير الذات وأن تكون الرحلة متنوعة تحتوي على مغامرات واسترخاء وترفيه، وأضافت أن ليس هناك معدل ثابت للإنفاق لأن يعتمد على الدولة وأسعارها.أما زهراء فقالت إنها تنفق 800 دينار في الرحلة الواحدة، وأنها تفضّل رحلات البنات الجماعية لأنها تتميز بالكثير من الفعاليات، و»الوناسة» وبرأيها فإن البنات دائماً يحبون خلق فعاليات جديدة، أما بالنسبة للرحلات السياحية العادية، فتعتبرها مجرد برنامج معتادة تقوم بتداولها جميع المكاتب لا جديد ولا تجديد، وعبّرت زهراء أنها وجدت الراحة في هذا النوع من الرحلات على جميع المستويات، بالنسبة للأمان في جميع المرات لم تتعرض قط لموقف يخل بالأمن، حيث كانت مجموعات منظمة محترمة، ويتم التعامل مع مكاتب في مستوى راقٍ في كل بلدة يتم زيارتها، وأضافت أن كل امرأه تحتاج إلى الراحة والاستجمام وهذه الرحلات سوف تمنحها ذلك لذا هي ستعود للحياة بطاقة أكبر للإنتاجية على جميع المستويات.
0 تعليق