بالحفر والطباعة والرسم.. إحسان النعيمات تحول أفكارها إلى أعمال فنية

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمّان- توضح الفنانة التشكيلية الأردنية إحسان النعيمات أن العمل الفني، سواء كان لوحة، صورة، أو منحوتة، لا يأتي من فراغ، إنما يتشكل من اللغة الفنية المخزنة داخل الفنان، والتي تتكون من تجاربه وتأثيراتها العميقة في نفسه.اضافة اعلان
لذلك، قبل أن تبدأ بأي عمل فني، لا بد أن تنبع الفكرة من بذرة داخلية، تقوم بصقلها وإعادة تشكيلها بأسلوب تشكيلي فني، مستخدمة تقنيات الحفر على مادة اللينوليوم والطباعة بالحبر. من خلال هذه الوسائل، تعبّر عن مشاعرها المتدفقة، مقدمة أعمالا تركز على القضايا الإنسانية والاجتماعية، وتعكس صورا بصرية تختزلها في ذاكرتها للمكان والإنسان.
اتجهت الفنانة النعيمات نحو فن الحفر، لتفتح أفق تجربتها نحو البحث عن أساليب تعبيرية متجددة في الشكل والمضمون. أرادت أن تثبت أن شغفها بالفن التشكيلي ينبع من رغبتها في إيجاد لغة خاصة للتعبير، ولم تجد أفضل من هذا الأسلوب ليعكس تعقيدات النفس البشرية. ومع مرور الوقت، تحول اهتمامها الأولي إلى حالة يغلب عليها التحدي، في سعيها إلى صياغة لغة فنية متكاملة، توحد بين الباطن والظاهر، وتسدّ الهوّة بينهما، وفق ما ذكرته لـ "الغد".
وتقول: "وعبر إحساسها تبحث عبر العلاقات بين الخطوط والأشكال، هدفها الوصول إلى فكر فني فلسفي جديد يعالج قضايا الشكل والمضمون، برؤية رمزية واقعية تعبيرية تمزج بين الفن المعاصر والتقليدي".
وتعتبر الفنانة النعيمات، الحاصلة على درجة البكالوريوس في الفنون البصرية من الجامعة الأردنية، أن تنوع أسلوبها الفني، جزء من طابعها الشخصي الانتقائي. فهي تمزج في أعمالها بين الواقعية، والرمزية، والتعبيرية، والحداثة، ضمن طابع سردي مشترك، سواء من خلال استخدام الرموز، أو المشاعر، أو التكوين، والمزج بين السرد، والواقعية، والتجريب.
وتوضح النعيمات: "أجمع في أعمالي بين الحداثة والتقليد، وأطوع كل المواد للوصول إلى نتيجة مرضية، أستخدم الألوان الزيتية، والفحم، والتكنولوجيا، وغيرها من المواد الطبيعية، وتؤمن بأن الفن مرآة للآخرين، يتيح لهم تفكيك مضمونه وفهمه بسهولة ويسر".
تقول النعيمات، التي شاركت في العديد من المعارض الجماعية والمشتركة، إنها تحضّر حاليا لإقامة معرض مشترك خلال الأسابيع المقبلة في اللويبدة، حيث سيجمع المعرض بين التكنولوجيا والرسم الزيتي. 
وتضيف أن كل لوحة تقدمها تمثل حالة استكشافية لمكنونات النفس، متمنية أن تترك أعمالها أثرا ضمن تجربة إنسانية بحتة. 
وتستلهم الكثير من أعمالها من نصوص أدبية قرأتها، ومواقف عاشتها، إلى جانب أعمال تسلط الضوء على الأثر الإنساني، والبيئة، والمجتمع.
وتشير النعيمات إلى أن التقدم التكنولوجي ساهم في تعزيز التواصل بين الثقافات المختلفة، حيث ساهم تحول العالم إلى قرية كونية بتسهيل التبادل الثقافي، وأصبح من الممكن التعرف على حضارات وشعوب تفصل بينها آلاف الأميال. وتوضح أن الصورة النمطية التي كانت ترسم عن بعض الثقافات في السابق كانت نتيجة قلة المصادر والمعلومات الدقيقة، أما اليوم، فالمتغيرات المستمرة تسهم في تصحيح هذه الصور.
وتؤكد النعيمات أن الفنان التشكيلي الذي يمتلك قدرات فنية لن يواجه صعوبة في إثبات نفسه، مشيرة إلى رغبتها في تأسيس مدرستها التشكيلية الخاصة. لذلك، تسعى إلى التغيير والتطور الفني، مبتعدة عن الأساليب الكلاسيكية التقليدية، وتميل لاستخدام التقنيات المختلفة، وتوظيف الألوان والفرشاة.
ووفق النعيمات فإن الحركة التشكيلية في الأردن شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، حتى باتت تحظى بسمعة طيبة على المستويين العربي والدولي. وترى أن هذا النمو يعكس شغف الأردنيين بالفن، سواء كانوا فنانين أو محبين لهذا المجال، مشيرة إلى أن الفنون التشكيلية أصبحت جزءا أساسيا من المشهد الثقافي الأردني.
وتختتم النعيمات حديثها بالتأكيد على أن الفن ليس مجرد انعكاس للواقع، بل هو وسيلة لفهم المجتمع ومحفز فكري يسهم في تطوير الحضارة من خلال إثارة التساؤلات، والتأمل، والنقاش. وتشدد على أن الفنان الحقيقي لا يكتفي بعكس الواقع، بل يساهم في تغييره وتحفيز العقول على التفكير بطرق جديدة. وبالنسبة لطموحها المستقبلي، ترغب باستكمال دراستها العليا في مجال الفن التشكيلي.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق