نحن والجلمود

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فبراير 24, 2025 12:32 م

عبد الله المشوخي

أعلنت دائرة الأرصاد الجوية في الأردن قبل أيام أن البلاد على موعد مع عاصفة قطبية أطلق عليها اسم (الجلمود) وسوف تؤثر على أجواء المملكة خلال الأيام المقبلة (والتي مضت) وسوف تتساقط الثلوج وتتراكم على المرتفعات لذلك أعلنت الإدارات المحلية الجهوزية التامة للتعامل مع هذه الحالة المتوقعة بـ 114 فرقة و350 آلية.

أحفادي أيضا استعدوا لهذا الجلمود بملابس تليق به وفرحة غامرة للتزلج على الثلوج واللعب فيها لا سيما أنهم اعتقدوا أن المدارس سوف تتعطل في ذلك اليوم الجلمودي .

مضى نهار موعد اليوم الأول من وصول الجلمود دون تساقط الثلوج فأخذ أحفادي يسألوني فقلت لهم: ربما يصل الجمود في الليل ثم مضى اليوم الثاني والثالث وهكذا وهم يسألوني! فقلت لهم: هذا الجلمود يا احفادي يذكرني بمقولة رئيس وزراء سابق لطالب اسمه قتيبة: “لا ترحل” حيث بشر رئيس الوزراء يومها الطالب قتيبة وطمأنه بأن لا يرحل من البلاد بحثا عن عمل، وأن الأوضاع سوف تتحسن في الأردن ولا داعي للرحيل للبحث عن عمل خارج البلاد وهكذا لم يرحل قتيبة وانضم إلى طابور العاطلين .

كذلك يذكرني وصول الجلمود بتصريح رئيس وزراء سابق حيث وعد الشعب الأردني بأن أجمل الأيام لم تأت بعد وأنها سوف تأتي في الأيام القادمة وبالفعل تحققت تلك الأيام الجميلة بزيادة الأسعار وزيادة البطالة والمديونية.

لم يفهم أحفادي ما ذكرته، فقلت لهم: إن من عادة العرب أن تسمى الأشياء بعكسها من باب التفاؤل فتسمي الصحراء التي لا ماء فيها بالمفازة على أمل الفوز في عبورها، ويسمون اللديغ بالسليم على أمل الشفاء، ويسمون الأعمى بالبصير وهكذا.
كذلك شأن تصريحات المسؤولين خذوا دائما بعكسها فهم عرب أقحاح لذلك يسمون الأشياء بخلافها كذلك سلك مسؤول الأرصاد بتسمية العاصفة الهوائية شديدة البرودة بالجلمود من باب التفاؤل بتساقط الثلوج والحقيقة أصبحت تساقط البرد الشديد فليس أمامكم سوى التلحف بالأغطية والجلوس أمام الدفاية والله يعين من لا يملك دفاية أو من لا يملك ثمن وقود إشعالها .

وسلامتكم وربنا يحفظكم جميعا من البرد الشديد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق