الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي لديها أحدث المراصد العالمية
دعم حكومي كبير لاستدامة كفاءة الشبكة الوطنية للرصد الزلزال
تطور ملحوظ في تقنيات رصد الزلازل خلال السنوات الأخيرة
السدود تُحدث ضغوطًا على القشرة الأرضية ما يؤدي لاختلال التوازن الطبيعي لسطحها
بعض الأنشطة البشرية تُحدث خللًا في التوازن الطبيعي للقشرة الأرضية
أكد المدير الأعلى لمركز المخاطر الجيولوجية بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، المهندس تركي السحلي، أن الزلازل تنقسم إلى أنواع متعددة وفقاً لأسباب حدوثها وتأثيرها.
وأوضح خلال حديثه لـ ”اليوم“ أن النشاط الزلزالي يخضع لعدة عوامل طبيعية وبشرية، مشيراً إلى الجهود المبذولة في المملكة لرصد وتحليل البيانات الزلزالية، والتطور الذي شهدته تقنيات الرصد الحديثة.
وتطرق السحلي إلى دور الحكومة في توعية المجتمع ووضع خطط طوارئ لمواجهة أي مخاطر محتملة.
إلى نص الحوار:
بدايةً حدثنا عن أنواع الزلازل المختلفة؟
تنقسم الزلازل من حيث طبيعة حدوثها إلى:
الزلازل الطبيعية
تحدث الزلازل الطبيعية نتيجة لتحرر الطاقة المخزنة بفعل الضغوط والاجهادات التي تؤثر على الصخور في باطن الأرض.
وتنشأ هذه الضغوط في صخور القشرة الأرضية نتيجة لحركة الصفائح التكتونية، وعندما تتجاوز هذه الضغوط قدرة تحمل الصخور، تتولد الموجات الزلزالية. بالإضافة إلى ذلك، توجد مصادر زلزالية مرتبطة بالنشاط البركاني في الحرات البركانية بمنطقة الدرع العربي غرب المملكة، حيث يحدث هذا النشاط نتيجة اندفاع الصهير البركاني عبر مناطق الضعف في القشرة الأرضية تحت تلك الحرات، مما يؤدي إلى تكسير الصخور وإعادة تنشيط الصدوع الموجودة، وبالتالي تحدث الزلازل المعروفة بالزلازل البركانية.
الزلازل المستحثة
وتؤدي بعض الأنشطة البشرية إلى إحداث خلل في التوازن الطبيعي للقشرة الأرضية، مما قد يسبب حدوث زلازل. من بين هذه الأنشطة، السحب المفرط للسوائل من باطن الأرض وزيادة حقن السوائل فيها، بالإضافة إلى بناء السدود، وخاصة الكبيرة التي تُشكل بحيرات صناعية خلفها، مما يسبب إجهادات على القشرة الأرضية. نتيجة لذلك، قد يتم تنشيط الصدوع الموجودة تحت تلك البحيرات أو بالقرب من هذه السدود. كما أن تدفق وتسرب مياه السدود يسهل من عملية انزلاق الصخور، مما يؤدي إلى نشاط زلزالي.
التفجيرات الصناعية.
ينتج عن هذه التفجيرات سواءً كانت تفجيرات صناعية للأغراض التعدينية أو تفجيرات نووية موجات سيزمية سطحية وهوائية، وفي حالة اجراء هذه التفجيرات على أعماق ضحلة وزيادة كميات المواد المتفجرة عن الحدود المسموح بها قد تسبب أضرار بالمنشآت والممتلكات والبنى التحتية، وربما تؤدي إلى إعادة تنشيط بعض الصدوع التكتونية القريبة من مواقع تلك التفجيرات.

تركي السحلي شخصي
هل هناك زيادة فعلية في الزلازل؟ وهل البيانات والإحصائيات تشير إلى ارتفاع حقيقي في عدد الزلازل وقوتها عالمياً؟
يؤدي تكرار حدوث الزلازل إلى تنشيط بعض الصدوع بالقشرة الأرضية، مما يزيد من المصادر الزلزالية ومن ثم النشاط الزلزالي، ومع التقدم التكنولوجي، أصبح من السهل مراقبة هذا النشاط الزلزالي في أي مكان على مستوى العالم.
وفيما يخص ارتفاع قوة الزلازل عالمياً، فعلى الصعيد العالمي، توجد مناطق معروفة بحدوث نشاط زلزالي كبير، وهي المناطق التي تشهد تصادم أو اندساس بين الألواح الجيولوجية القارية والمحيطية. على سبيل المثال، يحدث تصادم واندساس اللوحة المحيطية للمحيط الهادي مع اللوحة القارية لشمال أمريكا عند صدع سان أندرياس، المعروف بحدوث زلازل قوية.
كما أن هناك نشاط زلزالي ملحوظ بقدر زلزالي كبير يتكرر حدوثه حول إندونيسيا واليابان، بالإضافة إلى منطقة جبال زاجروس ومكران في إيران نتيجة تصادم اللوحة الجيولوجية العربية مع اللوحة الأوراسية، وهناك العديد من الأمثلة الأخرى على مستوى العالم.
أنشطة تزيد احتمالية وقوع الزلازل
ما هي الأسباب الجيولوجية والطبيعية التي تؤدي إلى الزلازل؟ هل هناك أنشطة طبيعية معينة تزيد من احتمالية حدوثها؟
تحدث الزلازل نتيجة حركات الصفائح أو اللوحات التكتونية في مناطق محددة على سطح الأرض تُعرف بالأحزمة الزلزالية، وهي مناطق تتميز بخصائص جيولوجية خاصة، حيث تتصف قشرتها الأرضية بالضعف لإحتوائها على عدد كبير من الصدوع.
تسهم التشوهات في القشرة الأرضية الناتجة عن الانثناء والشد والضغط، بالإضافة إلى قوى الاحتكاك بين تلك الصفائح، في تراكم الإجهادات حتى تتجاوز الحدود القصوى التي تستطيع الصخور تحملها، مما يؤدي إلى حدوث تمزق وتحرك مفاجئ للصخور نحو مواقع توازن جديدة، حيث تُطلق الطاقة المخزنة على شكل موجات زلزالية.
هل هناك أنشطة بشرية، مثل بعض أنواع البناء أو الاستخراجات النفطية، قد تساهم في زيادة حدوث الزلازل؟
تؤدي بعض الأنشطة البشرية إلى إحداث خلل في التوازن الطبيعي للقشرة الأرضية، مما قد يسفر عن حدوث زلازل.
من بين هذه الأنشطة، السحب المفرط للسوائل من باطن الأرض وزيادة حقن السوائل فيها، بالإضافة إلى بناء السدود، وخاصة الكبيرة منها التي تُشكل بحيرات صناعية خلفها.
هذه السدود تُحدث ضغوطًا على القشرة الأرضية، مما يؤدي إلى اختلال التوازن الطبيعي لسطحها. نتيجة لذلك، يتم تنشيط الصدوع القريبة من هذه السدود، كما أن تدفق وتسرب مياه السدود يسهل عملية انزلاق الصخور، مما يؤدي إلى حدوث نشاط زلزالي.
التغيرات المناخية وازلازل
هل للتغيرات المناخية تأثير على النشاط الزلزالي؟ وهل يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة أو تغير أنماط الطقس إلى زيادة حدوث الزلازل؟
أظهرت بعض الأبحاث وجود علاقة بين زيادة هطول الأمطار وحدوث النشاط الزلزالي، خصوصاً في المناطق الجبلية التي تحتوي على تصدعات أو تشققات في أعماق ضحلة، حيث يؤدي تسرب مياه الأمطار إلى تسهيل الحركة على أسطح تلك التصدعات أو التشققات.
أما بالنسبة لارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة، فلا توجد حتى الآن أدلة واضحة تثبت وجود علاقة بينها وبين النشاط الزلزالي.
تطور رصد الزلازل
كيف تطورت أجهزة رصد الزلازل في العقود الأخيرة؟ ما هي التقنيات الحديثة المستخدمة؟
شهدت تقنيات رصد الزلازل تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة نتيجة للتقدم التكنولوجي وتحسين أنظمة الاتصالات.
في السابق، كانت أجهزة قياس الزلازل تعتمد على أنظمة ميكانيكية تقوم بتسجيل الهزات الأرضية على ورق حراري.
أما الآن، فقد أصبحت أجهزة الرصد رقمية، تتمتع بحساسية عالية ودقة وكفاءة متزايدة، مما يساعد في مراقبة أي نشاط زلزالي سواء داخل الدول أو في محيطها. وبالتالي، يمكن تقييم خطورة هذه الأنشطة والحد من الأضرار البشرية والمادية من خلال أنظمة الإنذار المبكر والتنبؤ الدقيق بالنشاط الزلزالي.
الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي
تتكون الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي من مجموعة متنوعة من أجهزة الرصد، تشمل أجهزة لرصد النشاط الزلزالي سواء كان تكتونياً أو مستحثاً، بالإضافة إلى أجهزة لقياس عجلة التسارع الأرضية، وأخرى مخصصة لرصد تشوهات القشرة الأرضية.
وتحتوي الشبكة على أجهزة لقياس التغيرات في درجة حرارة مياه الآبار، ومعاملات المياه الجوفية، ونسب انبعاث الغازات البركانية في مناطق الحرات البركانية بمنطقة الدرع العربي غرب المملكة.
ما هي أهمية وجود شبكات رصد زلزالي متطورة؟ كيف تساعد في فهم النشاط الزلزالي وتوقع حدوث الزلازل الكبيرة؟
تعتبر شبكات الرصد الزلزالي المتقدمة أدوات حيوية لتحديد مواقع النشاط الزلزالي وفهم أسبابه.
وتتيح هذه الشبكات تحديد موقع مركز الزلزال «البؤرة» بدقة متناهية، مما يسهم في تحليل طبيعة الصدوع والمناطق النشطة زلزاليًا. كما تساهم هذه الشبكات في رصد الهزات الأرضية الصغيرة التي قد تشير إلى احتمال حدوث نشاط زلزالي أكبر.
بالإضافة إلى ذلك، توفر شبكات الرصد إمكانية مراقبة النشاط الزلزالي بشكل مستمر، مما يساعد في التعرف على الأنماط والاتجاهات المرتبطة بالنشاط الزلزالي.
يمكن أيضًا الاستفادة من البيانات التي تجمعها هذه الشبكات لفهم العمليات الجيولوجية التي تؤدي إلى الزلازل، وتقييم المخاطر الزلزالية في مناطق مختلفة، مما يسهم في التخطيط العمراني ووضع معايير بناء أكثر أمانًا.
علاوة على ذلك، تقدم شبكات الرصد الزلزالي بيانات قيمة تدعم إدارة الأزمات والكوارث، مما يمكّن الجهات الحكومية من الاستجابة بشكل أسرع وأكثر فعالية في حالات الطوارئ.
أهمية تحليل البيانات الزلزالية
كيف يتم تحليل البيانات الزلزالية لتحديد موقع الزلزال وقوته وعمقه؟ ما هي التحديات في تحليل هذه البيانات؟
تحليل البيانات الزلزالية لتحديد موقع الزلزال وقوته وعمقه يتطلب استخدام برامج مخصصة في تحليل ومعالجة الباينات الزلزالية حيث يتم جمع البيانات «الموجات الزلزالية التي تنتج عن الزلزال» من أجهزة قياس الزلازل «Seismometers» المنتشرة في شبكات الرصد الزلزالي.
يعقب ذلك تحديد وقت وصول الموجات الزلزالية «الموجات الأولية P» و«الموجات الثانوية S» إلى كل محطة رصد وحساب الفرق بين وقت وصول الموجة P وS والذي يساعد في حساب المسافة من مركز الزلزال إلى المحطة باستخدام معادلات سرعة الموجات الزلزالية ثم يتم استخدام البيانات من ثلاث محطات رصد على الأقل، يتم تحديد عمق الزلزال باستخدام بيانات من محطات الرصد ونماذج سرعة الموجات الزلزالية في القشرة الأرضية، ثم يتم حساب القدر الزلزالي باستخدام مقاييس مختلفة مثل مقياس ريختر «Richter Scale» أو مقياس العزم الزلزالي «Moment Magnitude Scale». حيث يتم تحليل سعة الموجات الزلزالية وطاقتها لتحديد القدر الزلزالي.
أهم التحديات في تحليل البيانات الزلزالية هي دقة البيانات المسجلة في المحطات، تعقيد التركيبات الجيولوجية، عدد محطات الرصد الزلزالي وتغطيتها للمصادر الزلزالية النشطة، الشوشرة الأرضية بالقرب من مواقع محطات الرصد، نماذج السرعات المستخدمة في برامج التحليل.
لله الحمد الشبكة الوطنية تتميز بعدد محطات رصد كاف لتغطية شاملة لجميع المصادر الزلزالي داخل المملكة ونقل تلك البيانات عبر الأقمار الصناعية إلى مركز تحليل ومعالجة البيانات بالمركز الرئيسي بهيئة المساحة الجيولوجية.

التنبؤ بالزلازل
هل يمكن التنبؤ بالزلازل بدقة؟ ما هي الجهود المبذولة لتحسين قدرتنا على التنبؤ بالزلازل؟
في الوقت الراهن لم يتوصل العلم الحديث إلى التنبؤ الدقيق بالزلازل من حيث تحديد موقع ووقت حدوث الزلزال وقدره الزلزالي وذلك بسبب صعوبة تحديد الضغوطات المسببة لحركة الصدوع بباطن الأرض والمسببة لحدوث نشاط زلزالي نتيجة لطبيعة الأرض المعقدة.
حالياً تعتمد التنبؤات على احتمالات إحصائية وتقييمات للخطر الزلزالي على المدى الطويل في مناطق معينة بناءً على البيانات التاريخية والنشاط التكتوني لكن لم يثبت حتى تاريخه دقتها في التنبؤ.
هناك جهود تركز على التنبؤات قصيرة المدى، مثل الكشف عن الهزات الأولية «Foreshocks» التي قد تسبق الزلازل الكبيرة ولكن ليست جميع الزلازل الكبيرة تسبقها هزات أولية.
ماهي الجهود المبذولة لتحسين التنبؤ بالزلازل؟
تحسين وزيادة عدد محطات الرصد الزلزالي وتطويرها بشكل مستمر واستخدام أجهزة GPS لمراقبة تشوهات القشرة الأرضية خاصة حول مناطق المصادر الزلزالية.
استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات كبيرة من البيانات الزلزالية، والتي ربما تسهم في تحديد أنماط حدوث الزلازل بمنطقة ما وربما تشير إلى قرب حدوث زلازل قادمة، كذلك مراقبة الهزات الأولية والتغيرات في الخصائص الجيوفيزيائية مثل التغيرات في سرعة الموجات الزلزالية، وانبعاثات الغاز، والتغيرات في مستوى المياه الجوفية.

تطوير نماذج رياضية ومحاكاة حاسوبية لفهم كيفية تراكم الضغوط التكتونية وتحريرها في الصدوع والتي تساعد في تحديد المناطق الأكثر عرضة للزلازل، تطوير أنظمة إنذار مبكر تستطيع الكشف عن الموجات الزلزالية الأولية «P-waves» وإصدار تحذيرات قبل وصول الموجات المدمرة «S-waves». هذه الأنظمة يمكن أن توفر ثوانٍ قليلة، مما يسمح باتخاذ إجراءات وقائية
تعزيز ودعم البحث العلمي في مجال علم الزلازل من خلال التعاون الدولي وتبادل البيانات والخبرات.
ما هو تاريخ النشاط الزلزالي في المملكة؟ هل هناك مناطق معينة أكثر عرضة للزلازل؟
وفقاً للسجلات الزلزالية التاريخية والمعاصرة، تم التأكيد على حدوث نشاط زلزالي تاريخي في الدول المجاورة للمملكة، حيث تسبب بعضها في أضرار لبعض المنشآت داخل المملكة، بينما كانت بعض الزلازل بعيدة ولم ينجم عنها أية أضرار تذكر. أما بالنسبة للمناطق التي تشكل خطورة على المملكة، فهي منطقة خليج العقبة، حيث شهدت نشاطاً زلزالياً ملحوظاً، مثل الزلزال الذي وقع في نوفمبر 1995م بقدر زلزالي بلغ 7,3 درجة على مقياس ريختر. كذلك تعد منطقة جازان وماحولها من المناطق التي قد تتأثر بسبب النشاط الزلزالي في جنوب البحر الأحمر والتي تعد من المناطق ذات الخطورة الزلزالية المتوسطة،. بالإضافة إلى ذلك، هناك نشاط بركاني ببعض الحرات البركانية مثل حرة الشاقة شمال غرب المدينة المنورة، التي شهدت زلزالاً بقوة متوسطة في عام 2009م.
ما هي أهم الصدوع والفوالق الموجودة في السعودية؟ هل هي نشطة؟
توجد العديد من الصدوع في المملكة، ومن أبرزها صدوع نظام نجد التي تمتد على مساحة واسعة بالمملكة وصدع مكة المدينة النفوذ، بالإضافة إلى صدع وادي فاطمة وصدع الدام الذي يُعتبر صدعًا نشطًا حيث شهد نشاطًا زلزاليًا سابقًا، وإن كان بقدر زلزالي ضعيف.
يحدث النشاط الزلزالي على هذه الصدوع نتيجة لإعادة تنشيطها بفعل قوى الضغط الناتجة عن قوى الشد المؤثرة على البحر الأحمر من الجهة الغربية. ولا يتوقع حدوث زلازل قوية على هذه الصدوع بالإضافة إلى الصدوع الموجودة على امتداد خليج العقبة والصدوع البحر الأحمر.

النشاط الزلزالي في المملكة
كيف تقارن مخاطر الزلازل في السعودية بدول أخرى في المنطقة أو حول العالم؟
الحمد لله، يُعتبر النشاط الزلزالي في المملكة نشاطاً يتراوح بين الضعيف والمتوسط من حيث القدر الزلزالي، ولا يُتوقع أن يشكل خطراً مقارنةً بالدول الآخرى ذات النشاط الزلزالي الكبير مثل اليابان وأندونوسيا.
ما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها لتقليل مخاطر الزلازل في السعودية؟ هل هناك قوانين بناء خاصة؟
نعم، توجد قوانين محددة في المملكة تنظم عملية البناء، وهي تتعلق بتطبيق كود البناء السعودي. بالإضافة إلى ذلك، هناك إجراءات هامة يجب أخذها في الاعتبار لتقييم المخاطر الزلزالية والحد من تأثيرها، ومن الضروري الالتزام بشروط وأحكام كود البناء السعودي قبل الشروع في تنفيذ أي مشاريع أو منشآت سواء كانت أهلية أو حكومية على مستوى المملكة، واجراء الدراسات الجيولوجية والزلزالية الهامة قبل الشروع في تلك الانشاءات.
ما هو دور الحكومة في رصد الزلازل والتوعية بها؟ هل هناك خطط طوارئ للتعامل مع الزلازل؟
تلعب الحكومة دورًا محوريًا في إسناد ودعم هيئة المساحة الجيولوجية السعودية لمراقبة الزلازل من خلال إنشاء الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي، التي تراقب نشاط المصادر الزلزالية على مستوى المملكة، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أي نشاط زلزالي يحدث في محيط المملكة والذي ربما ينتج عنه أثر زلزالي.
ويعد الدعم الكبير والمستمر من الحكومة ضماناً لاستدامة وكفاءة الشبكة الوطنية.
علاوة على ذلك، تقوم الحكومة بالاستفادة من الخبرات الفنية سواءً المحلية أو الدولية في مجالات شبكات الرصد الزلزالي والدراسات المتعلقة بتقييم المخاطر الزلزالية، بهدف وضع حلول فعالة للحد من هذه المخاطر.
ما هي النصيحة التي يمكن أن يقدمها المختص للجمهور لزيادة الوعي بأهمية فهم الزلازل وكيفية التعامل معها؟
تُعتبر المملكة العربية السعودية بفضل الله آمنة نسبياً من حدوث أي زلازل كبيرة قد تؤدي إلى أضرار جسيمة كما هو الحال في بعض الدول الأخرى. كما أنتهز هذه الفرصة عبر صحيفتكم لأوصي جمهورنا العزيز بضرورة تعزيز الوعي والتثقيف حول كيفية التصرف أثناء الزلازل لتجنب المخاطر المحتملة، لا قدر الله. وينبغي اتباع الوسائل الإعلامية المعنية بنشر التوعية للجمهور. كما أنصح وأؤكد على أهمية عدم الانجرار وراء الشائعات التي تصدر عن جهات غير موثوقة وغير منوطة برصد ومراقبة النشاط الزلزالي في المملكة، بل يجب الاعتماد فقط على المعلومات الصادرة عن هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، كونها الجهة الوحيدة المسؤولة عن رصد ومراقبة الزلازل في المملكة.
0 تعليق