لدي عادة أواظب عليها منذ سنوات وهي الاتصال بأهلي بعد خروجي من المكتب في الدبلوماسية بدقائق وتحديداً عندما أتوقف عند إشارة فندق الشيراتون مقابل أبراج المرفأ المالي وذلك لأخبرهم بأنني في الطريق إلى البيت ولأعطيهم فترة كافية لتجهيز مائدة الغداء، وكنت أحرص أن أبين لهم أن المدة المتوقعة للوصول إلى البيت هي نصف ساعة كحد أقصى بمشيئة الله.
لكن على مدى أسبوع كامل لم أستطع ولظروف قاهرة أن أفي بوعدي القديم بالوصول خلال نصف ساعة إلى البيت، بل أصبحت المدة من الدبلوماسية إلى بيتي في المنطقة الجنوبية - في ليلة وضحاها - ضعف ذلك الوقت مرتين! لا أعلم ماذا حدث خلال هذا الإسبوع لكن ما شهدته أنا و غيري يثير القلق.
اختناق مروري يومي منذ الظهيرة أغلق شارع الملك فيصل و إمتد إلى ضاحية السيف و إستمر طوال شارع الشيخ خليفة (الهاي وي) و أدى إلى تعطيل شديد في التنقل من العاصمة إلى جنوب البحرين. وكنت أتمنى أن الحال أفضل في الجانب الآخر من المنامة و بعد الخروج من شارع الفاتح في اتجاه سترة أو مدينة عيسى، لكن للأسف لم يكن الوضع كذلك بل أسوأ في بعض الأحيان. وقد شعرت في أحد الأيام من الأسبوع المنصرم بأنني مسجون في المنامة؛ لأن المخارج كلها كانت تعاني الزحام وشبه مغلقة.
وتفسيراً لهذا الاختناق المروري المستجد رددت الناس روايات كثيرة، فالبعض ألقى باللائمة على الطريق الدائري السريع الذي تم افتتاحه مؤخراً ويربط ديار المحرق بالبسيتين ومن ثم شارع الملك فيصل مدعين أن تدفق السيارات من المناطق الشمالية في المحرق كان سبباً في زحام المنامة. آخرون تحدثوا عن تواجد مكثف للأشقاء الخليجيين في البحرين وهناك من أشار إلى ازدياد عدد السيارات بشكل عام.
وأيا كانت الأسباب، أتمنى أن يكون الاختناق المروري الشديد الذي شهدناه حالة مؤقتة وتنتهي سريعاً لأنه من الصعب أن يتحول المشوار من وإلى المنامة - وهي التي تحتضن مقرات العمل لأغلب الناس - إلى عملية متعبة ومرهقة جسدياً و نفسياً فالمسألة تعني تعطيلاً لمختلف الأعمال ولحياة الناس. وليس من المعقول أن يستمر الشلل في السير بهذا الشكل مما يسبب هدراً للوقت والجهد و يؤثر على إنتاجية الفرد و المؤسسات و سيؤدي حتماً إلى خسائر مادية تتكبدها كل القطاعات الاقتصادية.
والحق يقال إن هناك اجتهاداً كبيراً من الجهات الحكومية في تشييد طرق وجسور جديدة وتوسعة الشوارع القديمة مثل شارع الفاتح مؤخراً لكن ما حصل قبل أيام يدل على أننا بحاجة إلى جسور أكثر وتوسعات مضاعفة تشمل كل الشوارع الكبيرة تقريباً والأهم شوارع العاصمة المنامة فهي قلب البحرين ومقصد للجميع.
على أية حال، مبارك عليكم الشهر الفضيل، ونتمنى لكم ولنا التنقل بانسيابية وبدون زحام في رمضان.
0 تعليق