السلطان من لا يعرف السلطان

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عبد الله المشوخي

قالت العرب قديما: “السلطان من لا يعرف السلطان”.
بعد سقوط نظام عائلة الأسد في سوريا وهروب رئيسها بدأت مواقع التواصل الاجتماعي تعج بلقاءات مع بعض رموز النظام السابقين ممن انشقوا عن النظام قبل سنوات .
هؤلاء منهم وزراء ومنهم محافظون لمدن كبرى ومنهم ضباط كبار …الخ.

الجامع المشترك في حديث هؤلاء هو كشف عورة ودموية النظام وانحطاطه لدرجة لا يتصورها عقل ولا خيال.

ولعل أبرز ما ذكره هؤلاء المنشقون عن النظام أنه نظام قمعي دموي إجرامي يعاقب كافة أفراد المجتمع بجريرة بعض افراده ومثال ذلك دمار مدينتي حماة وحلب وقتل عشرات الآلاف منهم.

إنه نظام يقوم على سياسة التصفيات والاغتيالات وإلصاق التهم بآخرين بهدف تبرير القتل وزرع الفتن واتباع سياسة فرق تسد.

إنه نظام يقوم على الاعتماد على أفراد من الطائفة العلوية ليس لديهم مؤهلات وهؤلاء يقومون باستغلال نفوذهم باقتراف كافة الموبقات من أجل تحقيق مكاسب شخصية وإشباع نزواتهم.

إنه نظام يقوم بتصفية عظام رقبته حال تجاوزهم حدهم المرسوم له فكان جزاؤهم “جزاء سنمار”.

الكيد بين رجال النظام لبعضهم بعضا والحسد والوشاية فيما بينهم هي السمة الغالبة لهم ونتج عن ذلك تصفية اعداد كبيرة منهم.

إن الأجهزة الأمنية هي صاحبة القرار ولا قيمة لوزراء أو محافظين أو رؤساء دوائر رسمية.

الطائفة العلوية تنظر لكبار المسؤولين من أهل السنة على أنهم أُجَرَاء.

إن مقدرات البلد بمثابة كيكة يتقاسمها أفراد العائلة الأسدية، أما مصلحة البلاد ومصير العباد فلا قيمة لهم ولا وزن .

إن قضية فلسطين مجرد قضية لدغدغة عواطف الناس، وهي سلعة رائجة للمتاجرة فيها، وأن النظام قمع عشرات آلاف من الفلسطينيين في سوريا ولبنان وسخر بعضهم لتثبيت اركانه.

على الرغم من تعرض سوريا لقصف يهودي مستمر عبر عدة سنوات شمل أغلب المدن السورية من قبل الطيران اليهودي، غير أن النظام لم يرد بطلقة واحدة واصبح شنشنته المتعارف عليها: “سوف نرد في التوقيت المناسب”!

إن كافة أنواع الأسلحة من صواريخ ومدافع ودبابات وقنابل كيماوية تم تسخيرها لقمع الشعب السوري ولم توجه طلقة واحدة تجاه الكيان الصهيوني .

كل ما يتعلق بالإسلام وأحكامه وقيمه وأخلاقه وآدابه تم محاربتها بل تم معاقبة كل من يدعو لذلك .

رعاية الدعارة ونشر المخدرات تدار من قبل اعلى المستويات القيادية .

تفتيت اللحمة الإجتماعية لا سيما العشائر وتأليب أفراد المجتمع بعضهم على بعض وفرض كتابة التقارير والوشايات وإثارة الشكوك بين الناس من أوليات الأجهزة الامنية .

في ختام المقابلات لكافة هؤلاء المنشقين طرح عليهم السؤال التالي:
هل انت نادم على خدمتك للنظام؟
الإجابة نعم ولكن حاولت أن اخدم بإخلاص…. حاولت أن أساعد الناس…. لم أقم بشيء يسيء إلى الناس…. هكذا كانت أغلب الإجابات .

تذكرت بعد تلك المقابلات أمرين :
الأول عند الله تجتمع الخصوم.
والآخر قول العرب قديما: “السلطان من لا يعرف السلطان”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق