محاربة الغرب للحوثيين.. حماية للملاحة أم مساندة للاحتلال الإسرائيلي؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عواصم - يتساءل محللون ما الذي يدفع الولايات المتحدة لخوض حرب مع الحوثيين تحت ذريعة حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر التي تبعد عن حدودها آلاف الأميال؟اضافة اعلان
فإن لم تكن حماية الاحتلال وتوفير مخزونه للعدوان على غزة ولبنان وسورية وعربدته ليل نهار فماذا يكون الهدف؟
وخلال ساعات يوم أمس نفذ الطيران الأميركي والبريطاني غارات عدة استهدفت مراكز حوثية في اليمن، أبرزها محيط ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، تزامنا مع تجمع حشود مناصرة للشعب الفلسطيني وغزة.
بالتزامن طالت غارات أميركية وإسرائيلية محطة حزيز المركزية الكهربائية في مديرية سنحان جنوب صنعاء. 
وكان المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع أعلن تنفيذ عمليات عسكرية استهدفت حاملة طائرات أميركية وقطعا حربية تابعة لها في البحر الأحمر.
واستهدفت أكثر من 30 غارة أميركية وبريطانية وإسرائيلية مشتركة، مواقع عسكرية للحوثيين في مناطق متفرقة، ومخازن أسلحة، وأنفاق منصات إطلاق صواريخ ومسيرات.
وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أول من أمس، إن الحوثيين في اليمن يدفعون وسيستمرون في دفع ثمن باهظ لعدوانهم علينا، فيما ردت جماعة الحوثي، وأعلنت أن قواتها استهدفت حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان" في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ والمسيرات.
ويكشف الخبير العسكري المصري والمستشار في كلية القادة والأركان اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير أن تلك الضربات لن تردع الحوثيين بسهولة، بالرغم من ضراوتها، فهي لا تمتلك قرارها بشكل حقيقي وتنتظر ذلك من إيران، موضحا أن الضربات في اليمن تعد تغيرا نوعيا في شكل وسياق الإستراتيجية العسكرية الموجهة من قوات التحالف ضد جماعة الحوثي.
وأكد أن تداعيات الضربات الأميركية البريطانية بالتعاون مع الاحتلال، يفرز عدة مستجدات بوضع اليمن بشكل خاص وفي الصراع الدائر بالشرق الأوسط منذ عام و3 أشهر بشكل عام، ويمكن توضيحه في عدة نقاط، أبرزها هو التغير النوعي في شكل وسياق الإستراتيجية العسكرية الموجهة ضد جماعة الحوثي وفق عملية "حارس الازدهار" التي بدأت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، والتي تهدف لإجهاض وإحباط هجمات الحوثيين على السفن التجارية التي تمر ببحر العرب والمحيط الهندى دخولا إلى مضيق باب المندب.
وأوضح اللواء كبير أن الإعلان عن حدوث التنسيق العسكري مع إسرائيل لضرب اليمن، يقصد به تكفل قوات التحالف بتقليص إن لم يكن تدمير قدرات الحوثيين العسكرية، نيابة عن أو على الأقل معاونة لإسرائيل، التي بدأت في التركيز على الحوثيين كآخر ذراع فاعلة لإيران بالصراع الدائر، موضحا أن هذه الذراع هي الأنشط حاليا ضد إسرائيل بعد أن تم إخراج حزب الله من المعادلة من خلال اتفاق وقف النار في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وتابع: أن استهداف العاصمة صنعاء تحت ستار وجود مستودعات ذخائر وصواريخ باليستية، ما هو إلا رسالة واضحة وجلية موجهة للحوثيين بأن غزة جديدة، قد تكون على أرضكم هذه المرة ما لم تكفوا عن تهديد حركة الملاحة الدولية بباب المندب، واستهداف العمق الإسرائيلي.
وأكد أن التحالف والاحتلال الإسرائيلي سيبتعدون وبكل الطرق عن التورط في حرب برية باليمن، التي تتميز بطبيعة جغرافية وعرة وحادة بشكل كبير ترجح بكل المعايير تكبيد أي قوات تدخلها خسائر فادحة.
وأوضح الخبير العسكري المصري أن حكومة الاحتلال بات لديها شهية مفتوحة بشكل أكبر مع قرب وصول ترامب للبيت الأبيض، وتحديدا بعد أن لوح الأخير عدة مرات بإشعال المنطقة جحيما، إن لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين قبل توليه مقاليد الحكم، مشيرا إلى أن هذا الأمر يلقى بكل تأكيد قبول واستحسان حكومة اليمين الموجودة في إسرائيل حالياً، ويدفعها إجبارا لحيازة واكتناز أكبر قدر من المكتسبات السياسية والجيوسياسية بالوقت الراهن على أن يتم اعتماد هذه المكتسبات مع تولي ترامب زمام الأمور في أميركا.
وذكر الخبير المصري أنه ترتيبا لما تقدم بالبندين السابقين يمكن ترجيح فكرة أن قوات التحالف تضرب الحوثيين ومستودعاتهم ومنشآتهم الحيوية، لمعاونة إسرائيل في إنهاء دور الحوثيين في اليمن كهدف رئيسي، ومن ثم تأمين مسار الملاحة البحرية بباب المندب كهدف تالٍ بالترتيب.
وأوضح أنه في التقدير فإن الاحتلال يعاونه التحالف الدولي سيسعيان بالضغط على الحوثيين من خلال ضرب العمق اليمني والمدن الرئيسية والبنى التحتية ومصادر الطاقة ومختلف الأهداف الحيوية بالدولة لإجبارهم على إيقاف إسنادهم لغزة واستهداف البواخر بمنطقة باب المندب.
وترى المستشارة السياسية في مركز الدراسات الدولية إيلينا سوبونينا أن رد الحوثيين على عمليات التحالف تؤكد بأن ضرباتهم لن ترهبهم، مضيفة أن الحوثيين يمتلكون جميع العتاد اللازم للرد المناسب على أي أعمال موجهة ضدهم وضد اليمن. وهذه ليست مجرد خدعة تقول سوبونينا بل كلمات خلفها إدراك حقيقي لمواردهم وقدراتهم".
المحلل السياسي الروسي ليونيد إيساييف يقول إن "الحوثيين يمثّلون القوة الوحيدة التي تثبت فعلًا رفضها لسياسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه قطاع غزة، وهو العامل الذي يعزز نظرة المسلمين الايجابية إليهم.-(وكالات)

أخبار ذات صلة

0 تعليق