لادياس سرور تشكل قطعا خزفية ممزوجة بحكايات تراثية

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان- ترتبط أعمال الفنانة التشكيلية والحرفية والقاصة لادياس سرور بالتراث والإرث التاريخي الأردني، إذ تقدم إبداعات مميزة في الخزف والفخار. وتضفي عليها لمسات فريدة باستخدام الأقمشة، الخيوط، والنسيج، مما يحولها لتحف فنية تعكس التراث بروح عصرية. اضافة اعلان
تسعى الفنانة لإنجاز تصاميم خاصة، بإضافة طابعا يعبر عن بصمتها الفنية. إذ تتميز أعمالها بالابتكار والخروج عن المألوف، إذ تحاول تقديم أفكار جديدة بعيدة عن التكرار.
بدأت رحلتها في العام 2015 من خلال انضمامها لـ "البيت الأدبي للثقافة والفنون" بإدارة القاص أحمد أبو حليوة، الذي كان له دور كبير في دعمها وفتح آفاق فنية جديدة أمامها بمجالات متعددة، مثل كتابة القصة، الحرف اليدوية، فن الفيلوغرافيا "الرسم بالخيوط والمسامير"، وتصميم الديكورات الداخلية. كما تميزت بأعمالها الفخارية، حيث أعادت تصميم جرة الماء الفخارية بأسلوب يحيي الذاكرة ويبرز الفوائد الصحية لاستخدام الأواني الفخارية في شرب الماء وحفظ الأطعمة.
تمتلك لادياس مشغلا في منطقة ماركا الجنوبية، حيث ساهمت في إشراك عدد من أبناء المنطقة بإنجاز أعمال فنية من خلال تدريبهم وتشغيلهم.
أضفت لادياس سرور لمساتها الإبداعية في تصميم قطع فنية تراثية لتزيين عدد من الفنادق والأماكن السياحية في وادي رم والبتراء. وتميزت أعمالها بتجهيزات داخلية تضمنت ديكورات الغرف باستخدام الفخار والخيوط، ولاقت هذه القطع رواجا بين السياح، حيث أصبحت القطع الفنية التي تحمل بصمتها الأردنية تتميز في محلات بيع القطع التذكارية.
تركز لادياس وفق تصريحها لـ"الغد"، على إبراز الجانب التراثي وتعزيز البعد التاريخي في أعمالها، من خلال دمج الأقمشة المطرزة أو البسط التقليدية مع الفخار، مما يضفي لمسات فنية لافتة. كما تسعى لإبراز الطابع السياحي الأردني عبر طباعة صور الأماكن الأثرية الأردنية على الخيش والأقمشة التي تستخدمها في تزيين الفخاريات، لتقدم قطع فيها روح الاصالة. وقالت إنها تسعى إلى تقديم أعمال خلاقة وهادفة وتعكس جوانب تراثية.
تتقن لادياس دمج فن الفيلوغرافيا بالفن التشكيلي، حيث تعتمد على الخيط والمسمار لتقديم لوحات فنية تحمل بصمة مختلفة. وتصمم لوحاتها بخيوط دقيقة متعددة الألوان ومسامير مثبتة بعناية، ما يجعلها ملفتة للنظر ومميزة بتفاصيلها. وتقول لادياس: أعشق فن (الفيلوغرافيا)، وأعتبره من أرقى أنواع الفنون التي تنمي الابتكار والمهارات والتطوير.
وترى أن هذا الفن يسهم بشكل كبير في التخلص من الضغوط النفسية، ويمكن للجميع ممارسته بشرط التحلي بالصبر والهدوء، لما يتطلبه من خطوات دقيقة لتحقيق النتيجة المرجوة.
ووفق لادياس فإن فن الفيلوغرافيا يعتمد على دق المسامير على ألواح خشبية تستخدم كقاعدة للرسم، ثم تنسج الخيوط عليها لتتشابك وتكتمل ملامح اللوحة. ومع تطور هذا الفن، بدأت تستبدل الخيوط احيانا بأسلاك معدنية لإضفاء بريق خاص على الأعمال الفنية. وأشارت إلى أن مراحل العمل تبدأ بتحضير قالب التصميم المطلوب، حيث ترسم الأشكال بقلم عادي على اللوح الخشبي، ثم تثبت المسامير لتشكل اطارا تنسج حوله الخيوط.
وأضافت لادياس، التي شاركت في العديد من المعارض، أن بعض الفنانين يستخدمون الحوائط بدلاً من الألواح الخشبية لإنشاء قطع فنية كبيرة الحجم، بنفس المراحل من تحضير القالب ودق المسامير.
إلى جانب ذلك، تجيد لادياس كتابة القصة القصيرة والمكثفة، حيث تقدم حكاياتها بأسلوب مبتكر، مع إحكام تسلسل الأحداث وصياغة قفلة مؤثرة. وتمزج في أعمالها بين الحواس البصرية والسمعية، حيث ترافق القصة بمشهد سينمائي تتكامل فيه الأحداث والفكرة مع الصورة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق