انطلقت اليوم الأربعاء أعمال الدورة ال27 للمجلس الوزاري العربي للسياحة برئاسة سلطنة عمان ومشاركة الدول العربية الأعضاء من بينها دولة الكويت إضافة إلى رؤساء المنظمات العربية والدولية المعنية بالسياحة.
وتشارك دولة الكويت في الاجتماع بوفد برئاسة ممثل وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب وكيل وزارة الإعلام الدكتور ناصر محيسن كما يضم الوفد مندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير طلال المطيري.
وأكد وزير التراث والسياحة العماني سالم المحروقي في كلمته خلال الاجتماع الذي يعقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أهمية دفع عجلة التنمية السياحية بما يعود بالخير والازدهار على كل الشعوب العربية.
وقال المحروقي "إننا نجتمع اليوم في الوقت الذي يتضاعف فيه التهديد للأمن القومي العربي من جراء استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي الممنهج الذي يجد من الدعم والتمكين المتواصل سبيلا لمواصلة الجرائم على مختلف المستويات والذي تترتب عليه آثار سلبية على قطاعات مختلفة منها قطاع السياحة بعدما شهد تعافيا متسارعا في مواجهة آثار جائحة كورونا خلال السنوات الماضية".
وشدد على أن هناك حاجة لإنشاء آليات تواصل ومبادرات لتحقيق التكامل العربي في المجال السياحي وتشكيل وجهة سياحية تتميز بالتنوع والغنى بالمقومات المختلفة لتكون رائدة ومنافسة لبقية الوجهات التقليدية في العالم.
وأشار إلى تنامي قطاع السياحة العالمي واختلاف طبيعة السائح الذي أصبح يبحث عن تجارب متميزة تشبع الشغف والمعرفة والفضول والرغبة في الاستكشاف لديه مضيفا "لذلك فإن أمام هذا الاجتماع عددا من المقترحات الهامة التي من شأنها تعزيز وتطوير سبل التعاون في القطاع السياحي.
وأضاف أن هناك حاجة ملحة لاستكمال جهود دعم مسيرة العمل العربي المشترك وتطوير قطاع السياحة من خلال تبني الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات المالية الوطنية والإقليمية والدولية لافتا الى أن التمويل المستدام يعد من أهم الركائز الأساسية لنمو قطاع السياحة وهو العامل الذي يمكن أن يحدث فارقا في التنمية الاقتصادية.
ورأى الوزير العماني أن هناك أولوية في هذه المرحلة للعمل على معالجة التحديات التي تواجه قطاع السياحة لإيجاد حلول تكاملية مستدامة تخدم تطلعات سبل تعزيز السياحة لانها المحرك للتنمية وتعزيز مكانة المنطقة العربية في خريطة السياحة العالمية.
ومن جهته أكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بالجامعة العربية السفير الدكتور علي المالكي في كلمته أن الوطن العربي يتمتع بمقومات سياحية تاريخية وأثرية تجعله قادرا على التربع على عرش السياحة العالمية الأمر الذي يتطلب ضرورة العمل الجماعي الدؤوب للوصول لهذه المكانة المرموقة إقليميا ودوليا.
وأشار المالكي إلى أن ما يشهده العالم من تغيرات غير مسبوقة على الصعيدين السياسي والاقتصادي وتتابع الازمات وتداعياتها يلقي بظلاله على حاضر ومستقبل شعوب العالم "مما يستلزم بالضرورة إعادة ترتيب أولوياتنا وأهدافنا القادمة على المستوي العربي وهنا تبرز أهمية اجتماعنا اليوم الذي يشرف على آليات النهوض بقطاع السياحة بالدول العربية".
ولفت إلى سعي الجامعة العربية لتحقيق الارتقاء بواقع السياحة بالدول العربية حيث عملت على إيجاد أطر قانونية حاكمة لآليات التعاون والتنسيق بين الدول العربية مما نتج عنه إعداد الاستراتيجية العربية للسياحة والتي اعتمدتها قمة جدة في مايو 2023.
وأبرز أن تحقيق التنمية المستدامة في قطاع السياحة بالدول العربية يأتي من خلال صياغة وتنفيذ برامج ومبادرات تهدف إلى تحقيق التكامل السياحي العربي وتنمية الحركة السياحية العربية البينية وتعزيز الميزة النسبية والتنافسية للدول العربية كمنطقة جذب سياحي لمواكبة الاتجاهات العالمية من خلال إدارة متكاملة للموارد الطبيعية والثقافية وتعاون جميع الجهات ذات العلاقة بتنمية قطاع السياحة بالمنطقة العربية وتطوير مقاصدها وقدراتها الاستيعابية بما يضمن استدامتها.
وشدد المالكي على ضرورة توفير مناخ ملائم للاستثمار السياحي لتحريك الموارد الاقتصادية العربية في ميدان الاستثمار العربي السياحي وتسهيل الإجراءات المتعلقة بالاستثمار السياحي وتسهيل انتقال رؤوس الأموال وتوظيفها وحمايتها داخل الدول العربية وتسهيل انتقال المستثمرين العرب بين الدول العربية وبما يرفع مستوى معيشة مواطنيها ويدعم مستثمريها ويساهم في تنمية السياحة وإيجاد فرص عمل جديدة تساهم في خفض معدلات البطالة وخفض مستويات الفقر.
ويناقش المجلس عددا من الموضوعات منها سبل دعم الاقتصاد الفلسطيني في مجال السياحة وإنشاء أكاديمية سياحية (معهد عال للعلوم السياحية) في محافظتي دمشق أو حلب بسوريا فضلا عن تطوير منتج سياحي إقليمي مشترك كإقليم عربي سياحي.
كما يناقش المجلس موضوعات الابتكار السياحي والسياحة الذكية والعمل السياحي المشترك بين الدول العربية وشمولية المقاصد السياحية العربية المعاصرة والتغييرات المناخية وأثرها على القطاع السياحي العربي فضلا عن تعزيز قدرات الذكاء الاقتصادي في السياحة ودليل السياحة الميسرة (سياحة ذوي الاحتياجات الخاصة) واختيار عاصمة السياحة العربية لعام 2025.
وتشارك دولة الكويت في الاجتماع بوفد برئاسة ممثل وزير الإعلام والثقافة والدولة للشباب وكيل وزارة الإعلام الدكتور ناصر محيسن فيما يضم الوفد مندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير طلال المطيري.
0 تعليق